تتسارع الاستعدادات لتوجيه ضربة محتملة لسوريا ردا على استخدام الأسلحة الكيماوية في قصف مناطق قرب العاصمة دمشق قبل أيام، في وقت انتهي اجتماع للدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن من دون التوصل إلى اتفاق. وتقعت مصادر دبلوماسية، بأن يقدم المندوب الروسي اقتراحاً بديلاً عن المشروع الذي قدمته بريطانيا، والداعي إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية ضد سوريا. وأضافت المصادر أن روسيا تخشى من تداعيات أي ضربة عسكرية على منطقة الشرق الأوسط. وكانت مصادر دبلوماسية أكدت في وقت سابق أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قطع زيارته للنمسا عائدا إلى نيويورك لتلقي تقرير فريق المفتشين الذي سيغادر سوريا الجمعة، للوصول إلى نيويورك السبت، وتقديم تقريره للأمين العام في اليوم نفسه. وأكد مدير مركز الأممالمتحدة للإعلام ببلدان الخليج نجيب فريجي أن الأمين العام أجرى اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف المعنية، وعلى رأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي ناقش معه ضرورة الإسراع في عملية التفتيش بشأن الأسلحة الكيماوية داخل سوريا، وضرورة العمل معا لمواجهة الوضع بها. وأكد فريجي أن الأممالمتحدة ستشارك المعلومات والتحاليل والعينات وكل ما يثبت استخدام الأسلحة الكيماوية مع البلدان الأعضاء في مجلس الأمن وباقي أعضاء الأممالمتحدة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال إن استخدام الأسلحة الكيماوية من أي طرف، ولأي غرض، وفي أي من الظروف، يعد جريمة ضد الإنسانية، وأن كل من يقف وراء ذلك ستتم محاسبته. واشنطن: سنقدم مبررا قانونيا للتحرك وقال البيت الأبيض إن واشنطن ستقدم التبرير القانوني لأي استجابة لاستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا إذا لزم الأمر بمجرد أن يقرر الرئيس باراك أوباما كيفية المضي قدما. وقال جوش إرنست، مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان صحفي "عندما يصل الرئيس إلى رأي حاسم بشأن الاستجابة المناسبة.. وعندما يتطلب الأمر تبريرا قانونيا لتأكيد أو دعم القرار سنقدمه من تلقاء أنفسنا". وأكد أن هناك إجماع دولي بأن النظام السوري هو المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيماوية، مضيفا أن واشنطن لن "تسمح لديكتاتور مثل (بشار) الأسد باستخدام السلاح الكيماوي مرة أخرى. وقال جوش إرنست أن بلاده ستقوم بالرد على استعمال السلاح الكيماوي في سوريا بما يحفظ مصالح واشنطن، مشيرا إلى أن الرئيس باراك أوباما "يبحث الرد المناسب". الموقف البريطاني بين كاميرون والمعارضة وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إنه لن يكون هناك أيُ تدخل عسكري في سوريا، قبل الاطلاع على تقرير محققي الأممالمتحدة. وخلال جلسة لمجلس العموم البريطاني، أكد كاميرون أن أي عمل بشأن سوريا، يجب أن يمر عبر مجلس الأمن، لكنه شدد على ضرورة اتخاذ ما وصفها بالإجراءات المناسبة، لئلا تستخدم دمشق السلاح الكيماوي مرة أخرى، حسب قوله. وكان المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني قد أعلن أن لندن، يمكن أن تشن ضربات محددة الأهداف في سوريا، حتى من دون موافقة مجلس الامن الدولي، وفقا لما وصفه، بمفهوم التدخل الانساني. جاء ذلك، بعد أن حمّل تقرير للاستخبارات البريطانية، الحكومة السورية، مسؤولية الهجوم بالأسلحة الكيميائية الذي وقع في غوطة دمشق الأسبوع الماضي. وفي سياق متصل، قررت المعارضة العمالية البريطانية التصويت في البرلمان ضد اقتراح للحكومة ينص على مبدأ تدخل عسكري في سوريا، كما قال مصدر في الحزب. وقال هذا المصدر "لدينا شكوك متزايدة بشأن الطبيعة المبهمة لمذكرة الحكومة" التي "لا تذكر أي شيء" عن ضرورة توافر "أدلة مقنعة" على تورط دمشق في الهجوم الكيماوي قبل أي تدخل. "مدمرة خامسة" من جانب آخر، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، أن الولاياتالمتحدة سترسل مدمرة إلى قبالة السواحل السورية، ما يرفع عدد السفن الحربية في شرق المتوسط إلى خمس. وقال المسؤول إن "السفينة يو اس اس ستاوت، موجودة في المتوسط ومتوجهة شرقاً". وأضاف إن هذه "السفينة الحربية ستحل محل السفينة يو اس اس ماهان، لكن السفينتين ستبحران معاً مع 3 مدمرات أخرى لفترة غير محددة قبالة السواحل السورية". فرنسا تسعى للوصول إلى حل سياسي ومن جهته، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن الهدف النهائي للتحركات الدولية بشأن سوريا هو تحقيق الحل السياسي، لكنه أضاف أن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا إذا تمكن المجتمع الدولي من وقف القتل وزيادة الدعم لمعارضي الرئيس بشار الأسد. وأضاف هولاند للصحفيين عقب اجتماعه مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، "لن نستطيع التعامل مع هذا الأمر إلا إذا تمكن المجتمع الدولي من وضع نهاية مؤقتة لهذا التصعيد في العنف، والهجوم الكيماوي أحد أمثلته". إيطاليا لن تشارك دون موافقة مجلس الأمن وقال رئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا إن بلاده لن تشارك في أي عملية عسكرية ضد سوريا دون تفويض من مجلس الأمن. وقال ليتا لإذاعة "آر.اي.آي" الرسمية "إذا لم تؤيدها الأممالمتحدة فلن تشارك إيطاليا"، لكنه قال إن روما تساند تماما الادانة الدولية للأسد. وأضاف "على المجتمع الدولي أن يرد وبقوة على الأسد ونظامه وعلى الفظائع التي ارتكبت". روسيا تعزز وجودها العسكري بالمتوسط وقالت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" نقلا عن مصدر في القوات المسلحة الروسية إن موسكو سترسل سفينة مضادة للغواصات، وتجهيزات لاعتراض الصواريخ إلى البحر الأبيض المتوسط. وكانت روسيا والصين عطلتا مشروعا بريطانيا يطالب مجلس الأمن بتخويل القوى الدولية استخدام القوة ضد دمشق في حال ثبت استخدامها للسلاح الكيماوي.