مرت المنطقة العربية بالعديد من الحروب والمعارك التي كان مراسلو القنوات الفضائية يتعرضون للعديد من الضغوط والمخاطر بداية من الحرب على العراق، مرورا بسوريا واليمن، وأخيرا مصر التي شهدت أحداثا مؤسفة وحاول الإخوان إهدار دم الإعلاميين المعارضين لسياستهم. وكشف حادث التعدي علي فريق المحور مساء الجمعة الماضي عن الخطط الموضوعة لإرهاب فرق القنوات الفضائية، ويحكي مراسل المحور «تامر مجدي» تفاصيل الساعات العصيبة التي عاشها مع فريق العمل وتغطيتهم الحية في حلوان، وعملية الاختطاف من جانب المتظاهرين المؤيدين للمعزول، وقال إن فريق العمل، المكلف بتغطية مسيرة حلوان أخبر إدارة القناة في اتصال هاتفي بأنه تم احتجازه من قبل المتظاهرين، وأنهم يهددونا بالسلاح وتصفيتنا، إن لم تنقل القناة التظاهرة علي الهواء مباشرة، واضطرت القناة للاستجابة لمطالبهم خوفا علي أرواحنا. أضاف «تامر» خلال ال 15 دقيقة نفدت البطاريات الخاصة بالمعدات، وتلقت القناة تهديداً ثانياً من الخاطفين، وانتهي الأمر للاتفاق علي تكرار المادة التي تم تصويرها علي مدار بث القناة، وقامت المحور بعرض التسجيل مرتين متتاليتين قبل أن تتوصل قوات الأمن لموقعنا وتحريرنا، والقبض علي خمسة من الخاطفين إلي هنا انتهت حكاية تامر عن ساعات الخطف. لكن هذه المحاولة لم تكن الأولي. ففي اعتصام رابعة العدوية حاولت بعض العناصر الإخوانية التعدي علي فريق قناة الأخبار، في حين تعرض مخرجون ومعدون من التليفزيون بالضرب المبرح والاستيلاء علي سيارات البث التي تم تخريبها بعد فض الاعتصام وأصبحت متهالكة، ولا تصلح للعمل مرة ثانية. وتوالت الانتهاكات ضد الإعلاميين في يوم فض الاعتصام فقتل المصور التليفزيوني «ميك دين» من شبكة سكاي نيوز البريطانية وتعرض فريق قناة الحياة لاختطاف كاميراتهم، والاستيلاء علي معدات التصوير، وهو نفس الشيء الذي حدث مع طاقم دريم والقنوات المتخصصة. والمراسلون قد يضطرون قريبا إلي تعلم مهارات الدفاع عن النفس والتدريب علي الخروج من الموقف الصعبة. ويري البعض ان من حق المراسل التليفزيوني ان يبتكر أساليب وتقنيات فنية ومهارات علي غرار أفلام «جيمس بوند» في تعامله مع خصومه حيث يضع كاميرات التصوير في نظارته الشمسية أو في سلسلة الصدر أو التصوير من مسافات بعيدة في عصر أصبحت فيه الصورة تحمل قيمة بحد ذاتها لكونها أساس الحدث، ما شاهدناه خلال الاعتصامات الماضية ووحشية الإخوان في تعاملهم مع الإعلاميين بشكل عدائي جعل بعض خبراء الإعلام يطالبون بتدخل وزيرة الإعلام دكتورة درية شرف الدين بإصدار تشريع يحصن عمل الإعلامي في مواقع الخطر للحفاظ علي حياته وتسهيل عمله.