بالرغم من وضوح الرؤية أمام العالم أجمع، بأن الإخوان المسلمين جماعة إرهابية تهدد أمن مصر والمنطقة، إلا أن المجتمع الغربى وعلى رأسهم أمريكا ينددون بما تقوم به الحكومة المصرية لمقاومة ذلك الإرهاب، حيث ألقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما خطابا موجها إلى الحكومة المصرية يعلن فيه رفضة لسياساتها وطلب من مساعديه إعادة النظر فى المعونة الأمريكية لمصر. مما أثار سخط جموع المصريين الذين رفضوا التدخل الأجنبى فى شئون مصر الداخلية، وطالبوا بالاستغناء عن المعونة الأمريكية لتصبح لمصر السيادة على شئونها دون أن يهددها أى بلد أجنبى، ولذلك حاولت الوفد معرفة مدى إمكانية الاستغناء عن تلك المعونة، وما هى البدائل، وكيف سوف يكون رد فعل الغرب تجاه ذلك القرار فقمنا بسؤال مجموعة من الفنانين حيث أكد الكاتب الكبير وحيد حامد أننا لا نحتاج للمعونة الأمريكية ولا يجب أن نبحث عن بديل لان الشعب المصرى يستطيع أن يعيش على أكل العيش والملح وهذا ليس مجرد مثل بل حقيقة، وآن الأوان لكى يعتمد المصريون على أنفسهم ويعملوا للنهوض بالبلد، وهذا هو البديل المناسب للتخلص من المعونة الأمريكية، دون أن نمد أيدينا لأحد. بجانب أن المعونات الأمريكية لا تلبى احتياجات الشعب المصرى ولا تساوى شيئاً من احتياجاتهم. وأضاف حامد: يجب أن نقول الآن لا للمعونة الأمريكية لأننا لا نريد أحداً يتسيد علينا ويرسل إلينا بقايا طعامهم ويشترون حريتنا وكرامتنا فنحن أهون علينا أن نجوع ولا يتحكم بنا أحد. وأشار وحيد خلال حديثه أن المجتمع الغربى ليس له عندنا أى شىء، وإذا حاولوا أن يعتدوا علينا مثل ما حدث من قبل أيام تأميم قناة السويس نحن مستعدون، وسنواجههم مثل مواجهة العدوان الثلاثى على مصر. بينما قالت الفنانة سميرة أحمد: نحن لا نحتاج إلى المعونة الأمريكية ولن نجوع بدونها، والمصريون كلهم على استعداد العمل بنصف أجرهم، مقابل ألا تهان كرامته، ويكفينا أن الوطن العربى يدعمنا ويقف بجوارنا فجعلتنا نشعر بالأخوة الحقيقية. وقال المخرج مجدى أحمد على: الحريص على المعونة الأمريكية هما الأمريكان أنفسهم لأن المعونة تعنى أن الجيش المصرى سيظل يحتاج إليهم فى المعدات والأسلحة وغيرها من أدوات لصيانة المعدات، لكنى أرى أن الأمر يحتاج التروى حتى نستطيع أن ننتهى من عملية الاختلال الوطنى الموجودة الآن حتى نملك إرادتنا ونحل مشاكلنا الداخلية، ثم ننظر إلى عملية المعونة، وتنويع الأسلحة وغيرها المسألة تحتاج إلى المزيد من الهدوء والحصافة والذكاء. لاستكمال معركة الاستقلال الوطنى ولا نخوض معارك قبل وقتها. وأضاف مجدى قائلاً المبلغ الذى نحصل علية تافه لذلك نحن لا نناقش مبالغ مالية بل عملية القطيعة مع العالم سواء الغربى أو الشرقى ونحن لا نريد ذلك، خاصة أن الشعب الأمريكى يصدر لنا ثقافة وتكنولوجيا ووعياً فيجب أن نلعب على التناقض بين الشعب الأمريكى وإدارته لأنها لا تعبر عن مشاعر الشعب الأمريكى المضطهد. وعن رأيه فى قرار غرفة صناعة السينما بمقاطعة الأفلام الأمريكية قال هذا كلام أبله وليس له أى معنى وأنا أرفض مقاطعة الفن سواء أمريكى أو تركى أو أى بلد آخر، لأننا بذلك نعادى الجهة الخطأ، فالفنانون الأتراك أنفسهم لهم موقف معاد لنظام أردوغان نفسه، وما أقوله الآن هو تعبير عن رأيى الشخصى، لأن ذلك يسمى طفولة سياسية وليس لها أى تأثير، وحدث هذا أيام عبدالناصر، وأنا عن نفسى أحب مشاهدة بعض الأفلام الأمريكية، ورأى أن أمريكا من أهم الدول التى تقدم سينما فى العالم ولديهم مخرجون عظام ولا نستطيع أن نمتنع عنهم، وفى النهاية من يقوم بتلك الصناعة هم الفنانون الأمريكان وليست الدولة وأنا دائما ضد ما يصادر حرية المبدع والمبدعين. وأشار على عندما نرفض المعونة ليس معناه قطع العلاقات مع الشعب الأمريكى لأن قطع العلاقات مع العالم الحديث صعب جداً فى هذه الفترة تحديداً ولابد من الهدوء حتى يهدأ الموقف الداخلى لنثبت للعالم بأكمله أننا جادون فى بناء علاقات قائمة على الندية. ويجب أن يكون لدينا موقف مستنير لأن المقاطعة موقف سلبى، وأنا قرأت أن حجم استثمارات الغرب فى أفريقيا كلها 5 % من حجم استثماراتها على مستوى العالم فمن المؤكد أن المقاطعة لن تؤثر فيهم. أما الفنان أحمد راتب قال: بالتأكيد نرفض المعونة الأمريكية والدول العربية التى أعلنت تأييدها لمصر قررت تعويضنا عن تلك المعونة، ونحن بدون معونة وبدون دعم متحملين، وذلك واضح جداً منذ ثورة 30 يونية فلم نجد أحداً قام بالشكوى أو خرج شخص يطالب بمطالب فئوية، وأنا أذكر أننا فى أيام الحصار الاقتصادى فى عهد جمال عبدالناصر بعد تأميم قناة السويس، المصريون شدوا الحزام على بطونهم وقالوا لا نريد شيئاً من الغرب. ونحن الآن فى ظروف أفضل لأن البلاد العربية تدعمنا وتعطينا ما نحتاج إليه فمن باب أولى أن نرفض المعونة، ونقوم بفضح الإدارة الأمريكية فى العالم كله إنهم يدعمون الإرهاب فى العالم فهم يعانون من الانفصام فى الشخصية حيث يحاربون الإرهاب فى أفغانستان ويدعمونه فى مصر وبذلك نكون نحن أول بلد يقف أمامهم ونرفض مساعدتهم وتدخلهم فى شئوننا الداخلية. ولن نأبى بأى رد فعل، ويجب أن نشير إلى أن الشعب الأمريكى مقهور من إدارته ويجب أن يعلم كل الشعب المصرى ذلك، يجب ألا نفكر إلا فى شئوننا الداخلية وخارطة الطريق والوصول بمصر إلى بر الأمان والقضاء على بؤر الإرهاب، وألا ننظر للخارج إلا للدول العربية التى تساندنا فقط. وأن تتولى بشكل حاسم فضح الأساليب القطرية ننقل الوجه السيئ لهم مثلما فعلوا معنا، نحن أيضا نفضح قهر الحكومة القطرية للمواطنين، وكيف أن المعارضة مقطوع ألسنتها، وعن علاقاتها مع إسرائيل، وإلغاء مكتب الجزيرة من مصر تماماً وسحب السفير المصرى وقطع العلاقات تماماً، فنحن نريد إجراءات مثل التى كانت موجودة أيام جمال عبدالناصر، فمن معنا فوق رؤوسنا ومن ضدنا مع السلامة. وقال الفنان خليل مرسى وزير الثقافة والفنون بحكومة الوفد وأمين صندوق نقابة المهن التمثيلية: نحن لا نستفاد من المعونة الأمريكية استفادة كاملة، واستغناؤنا عنها لن يؤثر علينا فى شىء بل سوف نستفاد بامتلاك كلمتنا وسنرفع رؤوسنا بدلاً من دفنها فى التراب. البديل أن نعمل فى بلادنا ونستثمر مواردنا، يوجد عندنا فى مصر موارد إذا ما تم استغلالها أدخل علينا أموال كثيرة تفوق المعونة الزائفة، وليكن رد فعل الغرب ما يكون فنحن أصحاب كلمتنا ولن يملى علينا أحد رغباته، خاصة أن مثل تلك المعونات لها شروط قمعية وغير مريحة، فالمواطن المصرى على استعداد أن يأكل رغيفين بدلاً ثلاثة. الفن سوف يكون له دوره فى نشر التوعية بين الشعب لأن الفنانين يجب أن يكونوا قدوة يحتذى بها فى المجتمع، ولذلك أنا متفائل بالمستقبل فى مصر. المخرج عمر عبدالعزيز عضو مجلس نقابة المهن السينمائية قال كتبت على حسابى الشخصى فى الموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك منذ 4 أشهر أتمنى فيها أن نبدأ احنا تلك الحملة قبل أن يقطعوها وكأن ذلك سوف يفرق كثيراً، فتلك المعونة مثلما قال عبد الناصر توازى كوب من الشاى، لذلك فنحن نستطيع الاستغناء عنها لو وضعنا أنفسنا تحت ضغط لأن المصرى دائما يحتاج الى هدف قومى ليحقق المعجزات. فالمعونة الأمريكية عبارة عن 2 مليار دولار منهما مليار و400 معدات عسكرية يعنى ما يتبقى أقل من فنجان قهوة فى اليوم وفوق كل ذلك أنت مكبل باتفاقية كامب ديفيد فنحن لا نريد المعونة الأمريكية والبديل سهل جداً فلو كل مصرى عمل دقيقة زيادة لن نحتاج إليها. وعن رد فعل الغرب تجاه هذا الرفض قال: أنا أعرف دولة اسمها كوبا أصغر من مصر بكثير وتبعد عن أمريكا 60 كيلو متراً والأمريكان لا يستطيعون أن يفعلوا لهم شيئاً لأن الشعب الكوبى قرر أن يكون مصيرة فى يده، فنحن مصر ووراءنا العرب ولذلك أنا أشكر جداً السعودية والإمارات والكويت والبحرين وكل الدول العربية التى ساندتنا وتدعمنا، فالعرب لو اجتمعوا لمدة ربع ساعة فقط سوف يملون شروطهم على الغرب كله.