كثيرة هى التساؤلات المُثارة مع فشل المليونية التى دعت إليها ونظمتها جماعة الإخوان المسلمين يوم الجمعة 23أغسطس وأسمتها مليونية "الشهيد", ومحدودية المشاركة إلى المئات, فى عدد ضئيل جداً من المظاهرات, لايتجاوز أصابع اليد الواحدة, رغم ترويج الإخوان لهذه المليونية. فشل الإخوان فى تنظيم مظاهرات الجمعة كان متوقعاً, برأي الشيخ أشرف سعد من علماء الأزهر الشريف والأمين العام لإتحاد علماء الصوفية, ويوضح في هذا الإطار ل"العربية نت" أسباباً ثلاثة لهذا الفشل الإخوانى: السبب الأول هو أن هذه المظاهرات هى إمتداد للإعتصامات, وجميعها ممولة, بمعنى أن جزء كبير منها يجمع لها الناس بالمال, وبعد تساقط وضبط قادة التنظيم الإخواني, إنقطع التمويل عن هذا الجزء من الناس, وبالتالى كان لابد أن ينصرفوا عنها. ويبقى ما سماهم المغيبين والمضحوك عليهم, ممن يصدقون أن الإخوان لديهم قضية أو مشروع إسلامى, وهذا الجزء الأخير هو القاعدة التى تربى أفرادها على السمع والطاعة, والتحرك حسب أوامر القيادات دون إعمال للتفكير، ولأن القادة إما مقبوض عليهم أو فارين من الأمن, أو منسحبين من المشهد، فقد غابت الأوامر, وبالتالى إرتبك التنظيم وأصيبت قاعدته بالشلل, وفقدان القدرة على التحرك أو التظاهر. الأسلحة والحرق أما السبب الثاني للفشل فهو أن كثير من الناس كانوا متعاطفين ومخدوعين, ولم يكونوا مصدقين لما يقال عن العنف والسلاح لدى الجماعة, وربما أن منهم كان فى رابعة أو النهضة أياما كثيرة ولم يرى أى أسلحة, وكان يصدق الإخوان فى كلامهم عن السلمية وإنكار وجود الأسلحة، وحين خرجت المظاهرات إلى الشارع بعد فض الإعتصامات, رأى هؤلاء المخدوعين أعمال الحرق والعنف التى قام بها الإخوان, والأسلحة مشهرة تحرس المظاهرة وداخلها, وشاهد الضحايا يسقطون بنيران هذه الأسلحة. وتابع: "فهؤلاء أفاقو بالتاكيد وإبتعدوا عن الإخوان, ولم يستطيعوا تكذيب أعينهم، لأن الشعب المصرى بطبيعته مسالم وهادئ, ولايميل إلى إستخدام العنف من أجل النضال السياسى, وإنما يلجأ للعنف دفاعاً عن النفس أو لمحاربة العدو المعتدى, وهنا تظهر قوة المصري وشكيمتة". تسرب أقوال المرشد وحجازي بينما يتثمل السبب الثالث والأخير في فشل الإخوان، في كون أن الأقوال اليسيرة المسربة من التحقيقات مع مرشد الجماعة محمد بديع, والدكتور صفوت حجازى, لابد وأن تصيب أى إخوانى بالإحباط عندما يقارن بين ماكان يسمعه من المرشد وحجازى على منصة رابعة, و"الهوان" الذى تكشفه التسريبات, من إلقاء المرشد بمسؤلية التمويل والتسليح على محمد البلتاجى, بينما يتنصل حجازى فى تسجيل صوتى من تصريحاته، فقد كان الإخوان يتوقع منهم أن يكونوا أكثر صلابة بمستوى خطاباتهم على المنصة, وليس بهذا التواضع المهين. ويستطرد العالم الأزهرى أشرف سعد منوها إلى أن إستدعاء العنف, أسقط الإخوان وكشف عن جهل الإخوان بالتاريخ والمجتمع والشخصية المصرية, ويلفت على تنظيمات مسلحة مثل الجهاد والجماعة الإسلامية اعتمدت الإرهاب منهجاً طوال الفترة من آواخر الثمانينات وحتى نهاية التسعينات, ومع ذلك فشلت فى بناء قاعدة شعبية لها . حالة الطوارئ وحظر التجوال ومن جهته، يقول الباحث فى شؤون التيارات الإسلامية ممدوح الشيخ ل"العربية نت" أن الحشد كان أقل من مرات سابقة, وقد يرجع هذا إلى القبض على "المرشد", ما أربك الجماعة فى مفترق طريق تنظيمي, وكان تعيين محمود عزت مرشدا, وهو مرفوض من قيادات إخوانية, بسبب إتجاهه القطبى مثل بديع, وبالتالى لم يحشدوا ولم ينزلوا للميادين. "الشيخ" يضيف سببا أخر لقلة الحشد, وهو حالة الطوارىء وحظر التجوال, ما أدى لعرقلة الكثيرين, لذلك خرج الأخوان بالحد الادنى, في إنتظار العام الدراسى الجديد بالجامعات, نظراً لتزايد إهتمام طلابها بالسياسة, والتواجد الإخوانى الكبير بها, على حد قوله, بما يهيئ الفرصة لحشود أكبر. قرار غربي لدعم الإخوان وعن السيناريوهات المتوقعة فى المرحلة القادمة يشير الشيخ إلى أنه حاليا تدار تفاهمات بشكل مباشر أوعبر وسطاء بين الحكومة الحالية والدكتور محمد على بشر أحد قيادات الإخوان المعتدلة للتفاهم على حلول ترضي الجميع وتسمح للإخوان بإعادة وضعها فى المجتمع. ويشير الشيخ أيضاً إلى سيناريو آخر وهو إنتظار الإخوان لقرار غربي ضد الحكومة المصرية يعطيهم شيء من المشروعية السياسية, ويجعلهم يتصرفون بمعنوية مرتفعة, أو قد يتم ضرب سوريا من أمريكا ,بما يعطى دلالة بأن الأنظمة ليست بمأمن, وهذا قد يكون عاملاً مساعداً للإخوان ينصفهم ويحولهم من جماعة إرهابية من وجهة النظر المصرية, ليصبحوا الضحية فيكتسبوا تعاطفاً عالمياً وإقليمياً. ويلفت الشيخ إلى إحتمال قائم وهو حدوث تحولات إخوانية داخلية بشكل سريع, تلقى باللوم على القيادات, وتعيد الجماعة نفسها للمجتمع بشكل مقبول قبل صدور وصف رسمي وقانوني لها بأنها "جماعة إرهابية". حزب إخوانى بالتوافق مع الكنيسة ومن داخل الجماعة، بدأ "تحالف شباب الإخوان" أولى خطواته لتأسيس حزب سياسي بالتوافق مع الكنيسة, حسبما أكد منسق عام التحالف عمرو عماره ل"العربية نت"، مشيراً إلى قيام مجموعة من أعضاء التحالف بزيارة الكنيسة قبل ساعات, وتم الإتفاق على تأسيس حزب سياسي من أجل الوحده وتعهد الإخوة الأقباط بتقديم 15 ألف توكيل للمشاركة فى الحزب، لافتا إلى أن التحالف يعكف الآن على إعداد للبرنامج الخاص بالحزب والذى يضع الوطن فى أولوية بنوده.