الرخاوة والانتهازية التي تعاملت بها القوي السياسية والمدنية مع خطة فض الاعتصامات بالقوة عقب مليونية التفويض أحد اهم الاسباب التي اوهنت عزم الحكومة واضعفت موقفها فزادت ضعفا علي ضعف . فقد حاولت هذه القوى امساك العصا من المنتصف، حيث رفضت استخدام القوة في الوقت الذى تطالب فيه بفض الاعتصام واستعادة هيبة الدولة وهذا التناقض يعود الي تحصين انفسهم من المسئولية المترتبة علي فض الاعتصام بالقوة وماقد يسفر عنه من سقوط قتلي وجرحي من الطرفين ومغازلة اصوات الاخوان في الانتخابات البرلمانبة والرئاسية القادمة . وتظن هذه القوى ايضا ان مجرد الاشتراك في ثورة يونيو ومليونية التفويض امر كاف لاكتساب ثقة الجماهير واقناعهم بأنهم ثورجية.. يهاجمون الحكومة ويحدثوننا عن المصالحة من باب الغزل او المنظره ويجتمعون مع حزب النور لبحث مبادرة الرجل المتلون سليم العوا رجل مرسي المخلص وهي المبادرة التي لاقت رفضا شعبيا وكان من الاولي الحوار مع مرسي وبلاها ثورة وبلاها اعتصامات .وكمان الاخ حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي بأمارة ايه مش عارف برفض فض الاعتصامات بالقوة وطالب بإستخدام طرق قانونية وسياسية ولايمانع في المصالحة مع الاخوان وحزب الحرية والعدالة ويرفض ترشح السيسي للرئاسة ويطرح نفسه مرشحا مدنيا . ايه شغل الطبطبة ده وكيف يصادر حق الشعب في اختيار رئيسه ويقرر هوية الرئيس القادم رغم ان أى دستور في جهات العالم الاربع الاصلية لا يمنع قائدا عسكرياً من الاستقالة والترشح لأن استقالته تجعله مواطنا مدنيا يتمتع بنفس الحقوق وبماذا يفسر انضمام رجال الجيش والشرطة للاحزاب في حالة المعاش او الاستقالة ثم كيف يفكر في الانتخابات الرئاسية ومغازلة الاخوان والدنيا تشتعل ومش عارفين رايحين علي فين .لقد نشطت الولاياتالمتحده عقيب مليونية التفويض لحماية عملائها من الاخوان وانقاذ مشروعها الذى افسدته ثورة يونيو , وكانت البداية الست اشتون التي زارت مرسي وقيادات الاخوان وجلست مع شباب تمرد والتقت المسئولين بالحكومة في رحلات مكوكية وكأنها في جولة تفقدية وكان من المفروض وضع حد لزياراتها ومقابلاتها لأن سكوت الحكومة وضعفها اغرى الامريكان بالدخول بحمارهم وبقدرة قادر تحولت الزيارات الي وساطات ومبادرات ادت الي تحسين الموقف التفاوضي للاخوان ورفع روحهم المعنوية وبالطبع ارتفع سقف مطالبهم وتعنتهم وفرعنتهم .. افهم ان اعضاء هذه الوفود يزورون مصر للتأكد من ان ثورة يونيو لم تكن انقلابا والاطمئنان علي استمرارية مصالح بلادهم لكن ان اترك لهم حرية الذهاب الي رابعة ولقاء مرسي وقيادات الاخوان والنور والوسط ثم لقاء الشاطر. هذه اللقاءات اثارت حفيظة المصريين وجرحت كرامتهم وكبرياءهم الوطني وارفض تصريحات الدكتور البرادعي التي رحب فيها بكل الوساطات شكلا وموضوعا لعدة اسباب : اولا : الوساطة تكون بين طرفين متساويين في القوة والقدره وهو مايتنافي مع الواقع لانه من الاجحاف بل والمسخرة ان تكون مصر بحجمها دولة وشعبا طرف في مواجهة الاخوان كطرف اخر . ثانبا: الوساطة تتحقق بقبول ورضا الطرفين وماكان ينبغي للحكومة ان توافق من حيث المبدأ حفظا لهيبة الدولة وحفاظا علي السيادة المصرية والنأى بها عن التدخل الاجنبي. ثالثا: الوساطة متعددة الجنسيات والهويات والنوايا تهدد بتدويل الازمة المصرية وهو مايسعي اليه الاخوان والامريكان . رابعا :الوساطة تعني التفاوض علي مطالب وهو مايستدعي تقديم تنازلات فهل استأذنت الحكومة الشعب في التفاوض والوساطة وتحويل مسار الثورة لأن التفويض مقصور علي مكافحة الارهاب فحسب؟ وهل ستكتفي بالتسريبات التي تمت لاعداد وتهيئة الاذهان لتقبل بنود الصفقة التي تدور حول الخروج الآمن لمرسي وعدم الملاحقه الامنية ومحاكمة مدنية بإشراف دولي وعدم منع الاخوان من ممارسة السياسية وهذا البند يكشف حرص امريكا علي توفير الحماية لعملائهم وضمان عدم العزل ويعني ايضا ان المؤامرة الامريكية مستمرة لاعادة استنساخ نظام الاخوان واعتبار ثورة يونيو مجرد هدنة أو جولة مع الاخذ في الاعتبار حرص امريكا علي اجراء انتخابات مبكره دون مراعاة للوضع المرتبك الذي يسمح بقفز الاخوان علي السلطة مرة اخرى والتمويل الامريكي جاهز لتوزيع شنط الزيت والسكر والفلوس ايضا. خامسا: الوساطة تتطلب ان يكون الوسيط محايدا فكيف تقبل الحكومة ان يتوسط لديها من تآمر ضد الوطن ولايزال يسعي لتفتيته وانقسامه ؟ لماذا تتعامل الحكومة مع هذه الوفود وكأن علي راسها بطحة ؟ لماذا لم تطلب الحكومة الغاء ترشيح السفير الجديد روبرت فورد صاحب التاريخ الاسود في المنطقة كدليل لحسن نوايا ادارة اوباما تجاه مصر وثورتها ؟.. ياسادة فض اعتصام رابعة مثل شكة الدبوس ولن يستغرق وقتا طويلا ولكنه يحتاج الي ثقة بالنفس ووقوف القوى السياسية والمدنية مع الحكومة صفا واحدا ومن خلفهم شعب جبار استطاع ان يفرض ارادته ولن يسمح بالالتفاف حول مطالبه والا فالموجة الثالثة من الثورة قادم .. اوقفوا هذه المهزلة قبل ان تتحولوا الي مسخرة . Email: