أثارت زيارات عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين وممثلين عن الاتحاد الأوروبي إلي مصر الكثير من علامات الاستفهام ليس فقط لاستمرار هذه الزيارات بشكل مستمر وإنما من حيث طبيعة المقابلات التي يجريها هؤلاء الدبلوماسيون خاصة مع بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين. كانت البداية في مقابلة كاترين أشتون الممثل الأعلي للشئون السياسية والأمنية بالاتحاد الاوربي للرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، وهو ما تسبب في انقسام داخل الرأي العام المصري واعتبار البعض للمقابلة علي أنها تدخل في الشأن المصري الداخلي لكون مرسي لم يعد مسئولاً في مصر وإنما متهم يحاكم أمام القضاء. وجاءت التصريحات الأخيرة لعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين لتؤكد إجراء مقابلة بين قيادات بالجماعة مع وليام بيرينز نائب وزير الخارجية الأمريكية ومن قبلها لقاء مع آن باترسون السفيرة الأمريكيةبالقاهرة برغم كل ما يعرفه العالم عن الأوضاع في مصر التي لم يعد أمامها سوي المضي في تنفيذ خارطة الطريق التي أعلنها الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة في الثالث من يوليو الماضي. وجاء المشهد الأخير في الإعلان الرسمي عن زيارة وليام بيرينز للدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين داخل محبسه والتعلل بأن ذلك جاء بتصريح من السلطات المصرية. وانقسمت الآراء داخل الرأي العام ما بين مؤيد لهذه المقابلات حتي يطلع الدبلوماسيون علي حقيقة الأوضاع للتأكيد علي أن ما حدث في 30 يونية هو ثورة شعبية أطاحت بنظام حكم جماعة الإخوان المسلمين وليس انقلاباً كما يروج له أنصار وأعضاء التيار الديني خاصة جماعة الإخوان المسلمين الحالمين بعودة مرسي للحكم. وهناك من يرفض إجراء هذه المقابلات خاصة مع قيادات الإخوان لكونهم يقفون الآن في طريق معادٍ لأغلبية الشعب المصري الذي رفض استمرار حكمهم برغم أنه نفس الشعب الذي منحهم الأغلبية في مجلسي الشعب والشوري المنحلين بل وفي الانتخابات الرئاسية نفسها ليعلن فوز الدكتور مرسي علي منافسه الفريق أحمد شفيق. وقال عصام الشريف المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمي إن العالم الخارجي لم يهتم بسقوط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك أو بزياراته داخل محبسه مثل الاهتمام الذي حظي به الدكتور مرسي وزيارته من قبل كاترين أشتون في محبسه برغم أن كلا الرئيسين سقط نظامه وتورط في قضايا سياسية وجنائية. واعتبر الشريف هذا الاهتمام المبالغ فيه - بحسب قوله بأنه دليل قاطع علي العمالة والجاسوسية من قبل جماعة الإخوان المسلمين للغرب وخاصة الإدارة الأمريكية التي تسعي بين الحين والآخر عن طريق ممثليها لمقابلة قيادات من جماعة الإخوان ومن قبلها الرئيس المعزول محمد مرسي. وأضاف «الشريف» أن هذه الزيارات تتم علي مرأي ومسمع من الشعب المصري مطالباً بإطلاع الرأي العام علي ما يدور في هذه الزيارات سواء كانت مفاوضات بين السلطة الحاكمة وجماعة الإخوان أو ما شابه ذلك قائلاً: «أطالب المستشار عدلي منصور والدكتور محمد البرادعي والدكتور حازم الببلاوي بشكف الحقائق والشفافية المطلقة عن هذه الزيارات». ورفض «الشريف» ما تردد عن زيارة وليام بيرينز نائب وزير الخارجية الأمريكية للمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المحبوس حالياً علي ذمة عدة قضايا قائلاُ: «الشاطر لم يكن مسئولاً رسمياً في النظام السابق ولن نسمح بالتعامل مع الشاطر علي أنه الرجل الأقوي في مصر فهو متهم وقيد التحقيق مثل أي مواطن عادي». وأكد الشريف علي أنه ليس ضد هذه الزيارات ولكن علي المستوي الرسمي فقط دون أن تكون هناك أي ضغوط علي السلطة الحاكمة في مصر، مشدداً علي حتمية خروج مسئول رسمي من رئاسة الجمهورية لإعلان ما يدور في هذه الزيارات للشعب المصري صاحب السيادة والحق في المعرفة. ووجهت الدكتور كريمة الحفناوي الناشطة السياسية حديثها للسلطات المصرية قائلة «لابد أن تعرفوا بأن عصر التبعية والصفقات انتهي ولا تستهينوا بإرادة الشعب المصري وتحقيق أهدافه ثورته وعلي رأسها الاستقلال الوطني وحق الشعب في تحديد مصيره ولن نسمح بأن تكون مصر وكالة من غير بواب لمن يريدون التدخل في شئوننا». وقالت الحفناوي إن مقابلة الدبلوماسيين خاصة الأمريكيين لقيادات الإخوان هو إهانة للمحاكم المصرية والقضاء المصري والشعب المصري لكونهم متهمين في قضايا جنائية وسياسية متسائلة: «هل هناك دولة تحترم شعبها تسمح بزيارات متهمين في قضايا خيانة عظمي وتحريض علي الكراهية والعنف وتمويل اعتصامات مسلحة تروع أمن المواطنين». وأضافت «الحفناوي» بأن الملايين خرجوا في الشوارع تلبية لدعوة الفريق السيسي لتفويضه بالقضاء علي الإرهاب، معتبرة التأخر والتباطؤ في تنفيذ التفويض مشاركة فيما يحدث. وأعلنت «الحفناوي» عن إمكانية الدعوة لمليونية أخري في القاهرة وجميع محافظات مصر عقب عيد الفطر المبارك في حالة استمرار الأوضاع الحالية وعدم تنفيذ التفويض تحت شعار «لا للتباطؤ» لأن التباطؤ تآمر علي أمن وأمام الوطن والمواطن – بحسب تعبيرها.