في 26 يوليو 1952 تنازل الملك فاروق عن العرش ورحل عن مصر.. تكاملاً مع 23 يوليو 1952، ورأينا التاريخ «يعيد نفسه» – إن جاز التعبير – فرأينا في 26 يوليو 2013 انعقاد «الجمعية العمومية» لشعب مصر.. تكاملاً مع ثورة 30 يونية – 3 يوليو 2013 وبناء على طلب «أحمس المصري» لتعطيه «تفويضاً» و«أمراً» بمواجهة العنف والإرهاب!. روعة في التعبير والتحرك وقمة في الحكمة السياسية وتحيا مصر. وجاءت استجابة الشعب بصورة تفوق 30 يونية وكان المعنى والمغزى: صفعة للإخوان وشرعيتهم المدعاة القائمة على التزوير والقمع والإرهاب ومحاصرة المحاكم ورضوخ ما سمى «اللجنة العليا» وهى كلها أمور أصبح من الضروري التحقيق فيها وإعلان الحقائق على الشعب حتى لو كان الأمر سيتطلب «محاكمة» العديد من أصحاب «الشرعية السوداء»، وامتدت الصفعة إلى «التنظيم الدولي» للجماعة وسمعنا «التأوهات» تتصاعد من زعماء التنظيم وفى مقدمتهم «الرجل» – مع اعتذاري للرجولة – الذي يحكم تركيا ولو «مؤقتاً» وكذا «الدويلة» المحتلة التي كنا نأمل أن تعود إلى صوابها في إطار حاكم شاب جديد.. وعذراً لذلك الأمل. وقبل الاستطراد في الاستماع إلى الصفعات لابد أن نتوقف عند مواقف بعض من تحبهم مصر وقد أثبتت المحنة أنهم يبادلونها هذا الحب.. موقف الإمارات وحكامها.. موقف المملكة السعودية وملكها وحكامها.. موقف الكويت وأميرها وحكامها.. موقف الأردن وحكامها.. أمر غير مستغرب فهكذا يكون الرجال. وأعود الآن إلى مواقف بعض الأطراف الأخرى وهي مواقف تستحق الدراسة والتحليل: في عدد من الدول الأوروبية ومنها فرنسا وإنجلترا وبلجيكا وسويسرا والنمسا.. أنصفت الصحافة وعدد من كبار الكتاب الثورة الشعبية المصرية وأشادوا بها علي حق. ومع كل فإن موقف الاتحاد الأوربي يثير الحيرة والاستغراب.. أوربا تساند العنف والإرهاب وتضرب عرض الحائط بكل مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية.. لماذا يا «آشتون» هل طالتكم أموال «الدويلة المحتلة»؟! موقف ألمانيا ومستشارتها يثير حيرة أكبر حتى ولو كان التنظيم الدولي للإخوان مركزاً قيادياً هناك.. لا يمكن للشعب الألمانى أن ينقلب على شعب أضمر له الكثير من الحب لمجرد إرضاء حركة «إرهاب» و«مص دماء». أما موقف الإدارة الأمريكية فإنه يثير الاستغراب في جانب وفى جانب آخر يكشف الستار عن موقف يتنافى مع كل ما تنادى به الولاياتالمتحدة من ديمقراطية وحقوق إنسان وحريات.. آخر ما كنا نتوقعه من أمريكا أن تدعم «الإرهاب» بكل صوره وأن تتناسى المبادئ السامية التي أدخلها المغفور له محمد أنور السادات عندما خطا خطوات غير مسبوقة وغير متوقعة مستهدفاً إقامة مجتمع السلام والعدل في الشرق الأوسط، وفجأة وبفضل السيدة آن باترسون، أصبحت الولاياتالمتحدة أكبر صديق لمنظمات الإرهاب في أفغانستان وباكستان وغزة ورأينا مندوب cnn في ميدان رابعة العدوية وهو يقدم للمشاهدين المشهد على أنه «أكبر تجمع شعبي» وذلك يوم 26 يوليو!.. هو مراسل كاذب ولا شك أنه مرتش ويجب منعه من دخول مصر. وفجأة وفى 27/7/2013 رأينا «بداية عودة إلى الحق» ممثلة في رسالة من الرئيس الأمريكى أوباما إلى الرئيس المصري المؤقت تحمل معاني كان من المفترض أن تسود منذ أن قال الشعب المصري كلمته في 30 يونية وأعقبها «بصرخته المدوية» في 26 يوليو.. إن هذه الرسالة أعتبرها بداية للتراجع عن سياسة أمريكية نتج عنها البدء في هدم علاقة ود كبير بين الشعب المصري والشعب الأمريكى.. إن الشعب المصري الذي لا ينتمي إلا «لمصر» يتوقع من الإدارة الأمريكية خطوات أكثر بكثير لدعم مساره الجديد نحو ديمقراطية حقيقية ترعى «مصالح مصر» أولاً وأخيراً.. يا مستر أوباما لا يرعبك عدد من مراكز «الجماعة» في أمريكا فلدى المصريين الملايين من مواطنيك يستطيعون أن يفعلوا ما لا يستطيعه الآخرون خذ من التاريخ دروساً وعبراً.. إن مصر هي الأبقى أما «الجماعة» فقد انتهت «صلاحيتها» ووداعاً يا مسز آن باترسون. أما وقد تحقق للعالم أن الشعب المصري قد قال كلمته الأخيرة وأصدر تكليفه «إلى أحمس» وقواته، وأن المسيرة بدأت تتجه نحو إقامة الدولة المدنية الحديثة استمراراً لحضارة (7000) عاماً، فقد بقى أن نتذكر أن البوابة الرئيسية لمسيرتنا تتمثل في إعادة الأمن واستقرار الشارع، وفى مواجهة هذا نتذكر أموراً جوهرية قد تبدو بديهية وبسيطة إلا أنها تتطلب إرادة حديدية وجهوداً مثابرة: مناطق الاعتصامات الإرهابية والتخريبية.. يجب محاصرتها حصاراً تاماً. يسمح بالخروج الآمن من هذه المناطق.. ولكن لا يسمح بالدخول إليها قطعياً مع مراعاة ضبط وإحضار المطلوبين. قطع الخدمات بالكامل عن هذه المناطق. وبالتوازي مع ما سبق – وبالتوازي مع دور أجهزة الشرطة وقوات أحمس المصري – فإن الأمر يتطلب تكثيف الجهود من عدد من الجهات المسئولة حيث نرى النتائج المطلوبة خلال أيام وساعات وليس بعد أسابيع وأشهر. على الإعلام المحلى أن يوجه رسائل صحيحة إلى المصريين المغرر بهم في مناطق «الاعتصام الإرهابى» دور رئيسي للخرباوى والهلباوي وغيرهما من المتحررين. على الإعلام المصري بأن ينفتح على الإعلام العالمي حتى يستطيع ذلك الإعلام أن يميز بين الاعتصام السلمي وبين الاعتصام الإرهابى بكل مقوماته من تهديد ووعيد وأوامر بالتخريب مدعماً بالأسلحة المتنوعة. على الهيئة العامة للاستعلامات أن تؤدى دورها لتوعية الإعلام العالمي حتى يتكشف المدى الخطير الذي أوصله إليه دعاة الفوضى وزعماء الإرهاب وحتى يستطيع أن يفرق بين «السلمي» و«الإرهابى». على سفاراتنا في الخارج – بعد أن نمدها بكل الأدلة القائمة – أن تتواصل مع الجاليات المصرية بالتوازي مع وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والشعبية، وعلى وزارة الخارجية أن تواصل العمل ليل نهار لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وحتى يتعرف العالم على حقيقة الثورة الشعبية في مصر ودور «أحمس» في الحفاظ على تلك الثورة الباقية. ونستمر في السير في مسيرة يقودها «أحمس» المصري ونردد هتافاً لن يتوقف: «مصر فوق الجميع.. وتحيا مصر.. ولسوف تحيا.