(( أيه رأيك في المبادرات المطروحة على الساحة السياسية لحل الأزمة الراهنة )) ... بادرني بهذه العبارة سائق التاكسي ...الذي أخذته من ميدان رمسيس إلى ميدان النصر – يوم 27 يوليو 2013م - لأرى آثار العدوان الغاشم على فرحة المصريين بتجديد العهد والثقة في جيش مصر العظيم ... فقلت له : قصدك المبادرات المدفوعة ... قال : لأ.. المبادرات المطرووووووووووحة ...اللى طرحها مفكرين وصحفيين وأساتذة جامعة . قلت : مفيش فرق ...هى مطروحة لأن أثمانها ...مدفوعة مقدماً.. أو ستدفع عاجلاً أو آجلاً .. قال : أزاي ؟ قلت : مدفوعة الثمن مقدماً ....فأحد الموقعين كان نائباً للشيخ الكبير قوي – ..صاحب الفتاوي التفصيل ...بجميع المقاسات حسب المزاجات والدولارات وأوامر الناتو وغير الناتو – كان نائبه....في منظمة دولية ...ومرتب وبدلات خيالية ....ومكتبه للمحاماة مزدحم بقضايا الأخوان ....وما أدراك ما الأتعاب التي تدفع في هذا الشأن ....وبعض الموقعين على هذه المبادرة أوتلك اسمائهم كانت تزين كشوف البركة الأخوانية القطرية بآلاف الدولارات ...وبعضهم كان منوزراء العهد الزائل البائد ...وقدراته وامكاناته العلمية والوظيفية لا تؤهله لأن يكون مديرا لمكتب وزير ...وعلى كل حال معظمهم متعاقدين مع القناة الصهيونية الأخوانية ....وما أدراك ما المبالغ التي تدفع لهم من هذه القناة المشبوهة ...أما هذا الصحفي أو ذاك فهو أخواني ...وضل فكره الطريق ..عندما ربطه بفكر الأخوان التكفيري ..القطبي ....أما أساتذة الجامعة وبعض الصحفيين فهم مرتبطين بمركز دراسات وبحوث صاحبه مسئول تركي كبير...وعلى كل حال معظم هؤلاء كانوا من رجال ونساءالأخوان في مجلس الشورى والجمعية التأسيسية الأخوانية التى أفرزت دستورا هو بلا جدال أسوأ دستور ..ظهر على وجه الأرض ..قديماً وحديثاً قال سائق التاكسي متململا : يعني الناس ديه كنا بنعتبرهم مفكرين كبيرة .. قلت : هم مفكرون ...ولكن فكرهم أفسده الهوى .... قال سائق التاكسي : أنا سمعت العبارة ديه قبل كده ... قلت : سمعتها في فيلم بين القصرين .. قال : بالظبط ...لما السيد عبد الجواد .....قال ( بضاعة أفسدها الهوى ) ..لما ...اعطي لراقصة ...بضاعة من المحل بدون مقابل .. قلت : برافو عليك ...هؤلاء ..مفكرون فعلا ...ولكن أصبح فكرهم فاسداً ..ومن خلاله يريدون إفساد حياتنا ....بفرض فكرهم الفاسد ...على حياتنا .....يريدون أن تصبح مصر ولاية عثمانية أو أخوانية جديدة ...وإلا ...نكون مهددين بالدمار والارهاب ... قال : إرهاب مين يا أستاذ ...ده الشعب يأكلهم أكل ....... قلت : عشان كده ....الجيش والشرطة ..طلبوا تفويضاً من الشعب ..حتى متبقاش الحكاية ...حكاية ...حرب أهلية .. قال : طيب سيبك من أصحاب المبادرات مدفوعة الأجر زي ما بتقول ..أيه رأيك ..في موضوع المبادرات ...نفسه .. قلت : الناس ديه ...فقدت الأحساس ...بالزمن ...وبصوت الجماهير الذي صرخ مرتين يطلب عزل نظام الحكم الأخواني .. قال : أزاي .. قلت : أولاً هذه المبادرات ..تجاوزها الزمن كانت تصح أو تصلح قبل 30 يونيو أو حتى قبل 3 يوليو ...أما الآن ....فهى لا تصلح ...أما عن موضوعها ذاته ..فهى ..مبنية على فكرة ... لازم مرسي يقعد على الكرسي...عشان الفساد والجرائم لا تظهر للجمهور ..وتصبح فضائح الأخوان على كل لسان .. قال سائق التاكسي : طيب هو هدفهم أيه من كده ؟ قلت :هدفهم إنقاذ تنظيمهم الدولي الارهابي من الانهيار في مصر والخارج ...وحفظ ماء وجههم أمام أعضاء الجماعة من البسطاء ....لأنهم شحنوهم بشحنة كبيرة من أن الجماعة فقط هى الاسلام وأن أعضائها فقط هم المسلمون ...وبالتالى فإن مَنْ هم خارج الجماعة أعداء ويجب محاربتهم ..ومَنْ يُقتل من أعضاء الجماعة ...يكون من الشهداء ...أما مَنْ يُقتل من خارج الجماعة فهم في النار وبئس المصير . قال : طيب أيه رأيك في اللى حصل في ميدان النصر أمس ؟ قلت : الجماعة ديه ....بتطبق المقولة المشهورة في الأحياء الشعبية ...القائلة (أبطح نفسي عليك ..وأبلغ عنك ) .. قال : أزاي ؟ قلت : لأن الأخوان إن لم يكونوا هم الذين قتلوا أنصارهم ..فهم على الأقل هم الذين ألقوا بهم للتهلكة ..حتى يتاجرون بدمائهم ويعيشون جو الضحية .. قال : معقول ؟ قلت : معقول ..لدرجة أنهم أرادوا أن يظهروا للعالم مدى فظاعة ما حدث ..فضخموا من أعداد القتلة والجرحى ...- مع احترام لأى قطرة دم مصري تُسال - ..غير كده ...رغم أن الجزيرة تسجل كل فعاليات مظاهرات الأخوان في رابعة العدوية ..إلا أنهم لم يصوروا واقعة الاشتباكات ..وأكتفوا فقط بتصوير القتلة والجرحى ...ثم أنهم آتوا بطفل صغير لا يتجاوز سنه العام ..أمام الكاميرات ولأن الطفل لم يكن نائما أو به خدشاً واحداً ...فكان مستغربا من المناظر التى أمامه ..وأبدى حيوية غير عادية أمام الكاميرا ....فشالوا الكاميرا عنه سريعا حتى لا يفتضح أمرهم ... حدث ذلك صباح يوم 27 يوليو 2013 أمام كاميرات قناة الجزيرة والقدس والحوار وغيرها من القنوات التي تكن عداءً صريحاً مفضوحاً ...لمصر والمصريين ..وجيش مصر والمصريين . *** هنا كنت وصلت لميدان المنصة .. فنظرت إليه بحسرة عما حدث فيه وحدث لجامعتى جامعة الأزهر من العدوان الأخواني على إرادة الشعب المصري . **** • وتبقى كلمة : 1- الجامع بين المبادرات الأخوانية التى يتم الدفع بها من الأخوان أومن أنصارهم وخلاياهم النائمة ..أنها تستهدف فقط ....الحفاظ على الجماعة ....وتنظيم الجماعة .....ولسان حالهم يقول ( طظ في مصر )..فالمهم الجماعة.... فتقديسهم للجماعة ....يعلو على كل شئ....أما مصر فمش مهمة في نظرهم .. 2- بعض مَنْ شارك في المبادرات المطروحة على الساحة ....هم أنفسهم السبب في إنقسام دولة السودان الشقيقة ...فقد فضلوا الأخوان المسلمون في السودان ....الاحتفاظ بنصف دولة على أن يتركوا كرسي الحكم ....وهكذا فعلت حماس بغزة ... 3- التجربة الأخوانية مع الديمقراطية .... تتلخص في أن الديمقراطية هى سلميستخدمونه للوصول للحكم ثم ينسفونه بعد ذلك حتى لا يصل للحكم سواهم ....لأن العناية الآلهية في نظرهم ..أختارتهم للحكم ..فلا يجدى بعد ذلك ...أن تتطالب الملايين – حتى لو زادت على 30 مليون - بعزل الحاكم الأخواني ..حتى ...لو فعلت الملايين ذلك مرتين : الأولى في 30 يونيو والثانية _ بأعداد أكبر من المرة الأولى – في 26 يوليو 2013م . ******* * د. محمود العادلي - أستاذ القانون الجنائي ورئيس قسم القانون العام - كلية الشريعة والقانون بطنطا - والمحامي أمام محكمة النقض والإدارية العليا والدستورية العليا