خرج الدكتور هشام قنديل - رئيس الوزراء السابق - عن صمته بعد عزل الرئيس محمد مرسى، وكشف عن تفاصيل الساعات الأخيرة فى حكم "مرسى"، كما طرح مبادرة لإنهاء الأزمة الحالية التى تمرُّ بها البلاد من عنف واستقطاب سياسى. وقال رئيس الوزراء السابق فى بيان له:" لقد عاهدت نفسي ألا أتحدث إلى الإعلام بعد تقديم استقالتي التي أعلنت فيها موقفًا واضحًا, أن ما حدث في 30-6 هو انقلاب واضح ومكتمل المعالم، ولكن الأحداث الحالية والعنف والدماء التي تسيل والطريق المظلم التي تتجه إليه مصر بكل قوة ومع الأسف بيد أبنائها يتطلب من كل واحد منا أن يقول كلمة الحق من باب إبراء الذمة، وإخماد الفتنة، وحقن الدماء وحتى ننقذ بلدنا العزيز مصر." وهذا البيان ينقسم إلى قسمين: القسم الأول هو ذكر بعض الحقائق ورد غيبة فخامة الرئيس الدكتور محمد مرسي حتى يعود، ويمكنه أن يحكى القصة كاملة بنفسه، أما القسم الثاني من كلمتي أو من هذا البيان فهو بعض المقترحات التي أستطيع أن أقول:" إنها مبادرة طرحتها إلى الأطراف المختلفة وأطرحها الآن أمام الرأي العام المصري حتى نستطيع أن ننقذ هذا الوطن الغالي وأن نحقن دماء المصريين." و لقد حرصت على أن أسجل و أن ألقي هذه الكلمة بعيدًا عن أي منصة أو أي ميدان أو منبر إعلامي حتى يكون الأمر واضحًا. إن هذه رسالة موجهة إلى كل المصريين أما في القسم الأول ومن باب إظهار الحق والشهادة لله وللتاريخ فإن الدكتور محمد مرسي في قراراته التي شهدتها بنفسي, كان يضع مصر أولًا وشعب مصر بجميع طوائفه فوق كل اعتبار. وكان حريصًا على مكتسبات الثورة، وحريصًا على الحفاظ على، واستكمال ما تم بناؤه من مؤسسات الدولة الديمقراطية، وبكل تأكيد كان حريصًا أشد الحرص على حقن الدماء, دماء المصريين, ودفع التنمية في كل المجالات؛ وذلك لمصلحة مصر وشعب مصر. الدكتور مرسي كانت عقيدته، وأعتقد كان هذا السبب في ما حدث أنه لابد للشعب المصري أن يملك إرادته للغذاء والدواء والسلاح، هذا كان هو المنهج والأساس في كل ما يقوله ويفعله في أثناء هذا العام الذي عملت معه جنبًا إلى جنب مع الدكتور محمد مرسي, كان الجميع ينادي بالاحتواء والمشاركة في صنع القرار . فلقد رفضت الأطراف في عدة مرات وأنا كنت شاهد على ذلك, معاونة الدكتور مرسي وآلت على نفسها إلا أن تهدم ما يقوم به وتهيل التراب على ما قد تم إنجازه, على عكس ما يثار عن الدكتور مرسى من الرغبة بالإنفراد في صنع القرار أو الديكتاتورية. أما عن أحداث قبل وبعد يوم 30 يونيو ففي آخر لقاء و آخر توصية للدكتور محمد مرسي للفريق الأول عبد الفتاح السيسي, أمامي ظهر 2-7-2013 في الحرس الجمهوري بمنشية البكري, فقد أوصاه أن يحافظ على الجيش المصري، وكان الفريق أول عبد الفتاح السيسي يكرر من أجل مصر، ثم ويكرر العرب، ثم ويكرر الإسلام. حسب علمي وحسب مشاهدتي وحسب ما رأيته بنفسي، فإن الدكتور محمد مرسي لم يكن يعلم بإنذارات وبيانات الجيش قبل صدورها، بل اعتبرها تحيزًا لطرف دون الآخر وإفساد للمشهد السياسي، وأنها لا تساهم في الهدوء بأي حال من الأحوال. و في ما يخص الاستفتاء، فقد أبدى الرئيس الدكتور محمد مرسي مرونة في هذا الشأن و لكنه رأى أن يتم ذلك بعد إجراء الانتخابات البرلمانية التي كان من المتوقع أن تجرى خلال شهر سبتمبر التي يتبعها تشكيل الحكومة حتى لا يحدث فراغ دستوري أو انحراف عن المسار الديمقراطي الذي ساهم فيه الشعب من خلال استفتاءين وانتخابات مجلسي الشعب والشورى والانتخابات الرئاسية إضافة إلى الدستور المستفتى عليه، ولكن كان الإصرار أن يتم هذا الاستفتاء خلال أسبوعين، وهذا ما رفضه الرئيس؛ لإنه كانت الأجواء ملتهبة، ويستحيل معها إجراء استفتاء نزيه مما سيعطي شرعية للانقلاب على الرئيس المنتخب. النقطة الأخيرة: فقد طرح الرئيس مساء 2-7 في كلمته للامه مبادرة متكاملة التي أشملت على نفس البنود طرحها الفريق السيسي في اليوم التالي في بيانه يوم 3-7 التي أضاف عليها نقطتين أساسيتين وهما عزل الرئيس و تعطيل الدستور." أما الموضوع الثاني والشق الثاني والخاص بالمبادرة للخروج من الأزمة فإنه بدلا من استمرار التصعيد وازدياد العنف واستمرار سيل الدماء. فإن أهم شيء الآن الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا هو مصر و شعب مصر ومستقبل أولادنا وحقن الدماء. و في هذا الوقت يتطلب منا جميعًا أن نعلي مصلحة مصر العليا، وقد طرحت مبادرة تتكون من ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى: أن يكون هناك فترة تهيئة أجواء و تهدئة من الطرفين التي قد تشمل على الآتي ستة نقاط: الإفراج على جميع المعتقلين الذين تم القبض عليهم بعد 30 يونيو 2013 تجميد جميع القضايا وقف تجميد الأموال. تفعيل أعمال لجنة تقصي الحقائق مستقلة حول مذابح الحرس الجمهوري والنهضة وغيرها قيام وفد بزيارة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية للاطمئنان على صحته .تهدئة حملة الهجوم الإعلامية من الطرفين وتصعيد لغة لم الشمل للمصلحة الوطنية. عدم الخروج في مسيرات والالتزام بأماكن محددة للتظاهر. أعتقد أن مثل هذه العناصر عند تطبيقها وبسرعة ستساهم في تهدئة الأجواء وتهيئة الأطراف للمضي قدمًا في التفاوض للخروج من الأزمة الحالية. المرحلة الثانية: هي الاتفاق على المبادئ العامة التي يمكن التفاوض على تفاصيلها بعد ذلك, والمقترح أن تكون: إعلاء مصلحة مصر العليا و الالتزام بالشرعية. لابد للشعب أن يقول كلمته فيما حدث من انقسام . الحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار و المضي قدما في المسار الديمقراطي. وبعد تهدئة الأجواء والاطمئنان على رئيس الجمهورية والاتفاق على المبادئ العامة, يمكن المضي قدما في المرحلة الثالثة من هذه المبادرة وهى تفاصيل خارطة الطريق التي تحقق في الأصل الالتزام بالشرعية و الاستماع لصوت الشعب في كل إجراءاتها، فقد نزل الشعب بأعداد كبيرة وهائلة في 30-6 ليقول رأيه ونزل الشعب أ بأعداد كبيرة وهائلة لمدة 25 يومًا ومازال مستمرًا ليقول كلمته وعلينا أن نستمع إلى كل الآراء. ويجب ألا ننسى أن هذه أمة عظيمة بإمكانات كبيرة ولكنها تواجه تحديات كثيرة ليست فقط سياسية ولكن مخاطر اقتصادية هائلة تهدد السلام والأمن الاجتماعي ولا تقل خطورة عن التحديات السياسية إن لم تكن أكثر. هذا ما أردت أن أقوله للشعب المصري فقد أردت أن أرد غيبة الدكتور محمد مرسي حتى يعود ويحكي القصة كاملة حتى لا يظلم و حتى لا يكتب في التاريخ أننا لم نرد غيبته ولم نقل الحقيقة في هذه الأوقات الحاسمة والجزء الثاني الذي أعتقد أنه هو الأهم هو كيفية المضي والخروج من هذه الأزمة. و فقنا الله جميعًا لما يحب و يرضى." فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله". شاهد الفيديو: