هناك حالة من «التعاطف المستمر».. و«المحبة الدائمة» و«التواصل المحبب» بيننا وبين الشعب السوري الشقيق،.. المصريون يحملون كل مشاعر الود لاهل الشام كلهم، ونحن في مصر نطلق تعبير «الشوام» على أهل لبنان وفلسطين والاردن وسورية،.. لكن يبقى في القلب جزء «خاص» محجوز للسوريين اهل دمشق وما حولها. ربما يعود ذلك الى عصر «الوحدة»، والعلم ذي النجوم الثلاث، وربما قبل ذلك، ثم جاء امتزاج الدماء المصرية – السورية في 6 اكتوبر ليعطي للعلاقة بين الشعبين الشقيقين عمقاً وبعداً اكبر. في مصر الآن اكثر من 40 الف شقيق وشقيقة من سورية، هربوا الى احضان الشقيقة الكبرى مصر من «حرب اهلية» حقيقية، توقع عشرات القتلى يوميا، وتخلف مئات الارامل والثكالى واليتامى كل يوم، كفانا الله شرها، ورحم اشقاءنا من ويلاتها. ولأن مصر هي الشقيقة الكبرى، لم تتعامل مع الاشقاء السوريين اللائذين بحماها، مثلما عاملتهم دول اخرى، تشترك مع سورية في الحدود - تركيا على سبيل المثال – حيث تم «حصرهم» في معسكرات للاجئين، وما ادراك ما معسكرات اللاجئين، ثم سارعوا وطلبوا «مؤونة» إعالتهم من الأممالمتحدة، أما مصر فقد حل ابناء سورية على ارضها محل «الأهل» فعلاً، لا مجازاً، فلا معسكرات للاجئين، وانما انتشار كامل من الاسكندرية الى اسوان، حتى اصبحت تسمع اللهجة الشامية في كل مدن مصر الكبرى، ودون تعقيدات تم فتح ابواب العيش الكريم امام السوريين فانتشرت في احياء ومدن القاهرة الجديدة، و6 أكتوبر، والسادات، وغيرها، عشرات من محلات الأطعمة السورية والألبان ومنتجاتها، والكبة والشاورما والفلافل والحلويات «الشامية». .. شعب مصر اظهر معدنه الاصيل في احتضان اشقائه السوريين في محنتهم، كما فعل مع اشقائه الفلسطينيين من قبل، ومع غيرهم ايضا،.. لا يشوب ذلك بعض الحوادث الفردية، او الاحتكاكات بين الافراد التي تحدث في اي تجمعات انسانية مهما كان عمق العلاقة بينهم. أما بيت القصيد فهو «استغلال» بعض «الضيوف» لوجودهم في مصر، وسماحة «المصريين»، ليشاركوا في الشأن المصري الداخلي، والتجاذب الحادث بين جماعات الاسلام السياسي، والقوى الثورية المختلفة، وللاسف الشديد ايضا استغلت جماعات الاسلام السياسي، وجود بعض «نظرائهم» السوريين ليشجعوهم على الانضمام لهم، و«التدخل فيما لا يعنيهم».. أقول للأشقاء ان شعب مصر هو الذي يحتضنكم في محنتكم التي ندعو الله ان تزول قريبا، وليس هذا الفصيل او ذاك، فلا تغضبوا شعب مصر، ارضاء «لانتماء سياسي» او استجابة لإغراء مالي، فنحن نربأ بكم ان تقعوا في هذا المأزق، واستمعوا الى نصيحة العقلاء منكم بضرورة التزام الحياد، وعدم التدخل في الشأن المصري، التزاما بأدب الضيافة، وحتى لا تضطر السلطات المصرية لاتخاذ اجراءات جماعية يضار منها «الاشقاء المحترمون»، ويؤخذون بجريرة بعض «المرتزقة». واقول لأولي الامر في بلدنا الحبيب، لا تطبقوا على اشقائنا قاعدة معسكرات الجيش: «الحسنة تخص.. والسيئة تعم»، وعاقبوا المسيء منهم فقط، حفاظا على ما للسوريين في قلوبنا، من حب ووشائج قربى، وارجو ان يكون ما سمعته من «اشاعات» حول «سحب» الامتيازات التي اعطيت للتلاميذ والطلاب وتسجيلهم الفوري في المدارس والجامعات.. محض «اشاعات»! وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. twitter@hossamfathy66