يقول الدكتور محمد سعيد رسلان إن التواضع المحمود نوعان: الأول تواضع العبد عند أمر الله امتثالاً وعند نهيه اجتنابا، فإن النفس لطلب الراحة تتلكأ فى أمرة فيبدو منها إباء وشراد هربا من العبودية وتثبت عن نهيه طلبا للظفر بما منع منه، فإذا تواضع العبد نفسه لأمر الله ونهيه فقد تواضع للعبودية أما الثاني تواضع العبد لعظمة الرب وجلالة وخضوعه لعزته وكبريائه، فكلما شمخت نفسه ذكر عظمة الرب وتفرده بذلك وغضبه الشديد على من نازعه ذلك، فتواضعت إلية نفسه، وانكسر لعظمة اللة قلبه، واطمأن لهيبته، واخبت لسلطانه فهذه غاية التواضع. قال ابن القيم: الفرق بين التواضع والمهانة أن التواضع يتولد من بين العلم بالله سبحانه وتعالى ومعرفة اسمائه وصفاته ونعوت جلالة وتعظيمه ومحبته وإجلاله ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها وعيوب عملها وآفاتها فيتولد من بين ذلك خلق التواضع. كما أن التواضع انكسار القلب لله وخفض جناح الذل والرحمة لعباده، فلايرى له على أحد فضلا ولايرى له عند أحد حقاً، بل يرى الفضل للناس عليه والحقوق لهم قبله وهذا خلق إنما يعطيه الله عز وجل من يحبه ويكرمه ويقربه. أما المهانة فهي الدناءة والخسة وبذل النفس وابتذالها فى نيل حظوظها وشهواتها كتواضع السفله فى نيل شهواتهم وتواضع المفعول بة للفاعل وتواضع طالب كل حظ لمن يريد حظه منه، فهذا كله ضعة لا تواضع، والله سبحانه وتعالى يحب التواضع ويبغض الضعة والمهانة. وفى الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: «وأوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغى أحد على أحد».. يقول الشافعي رحمه الله ناصحاً ومرشداً: ارحل بنفسك عن أرض تضام بها.. ولا تكن من فراق الأهل فى حرق والكحل نوع من الأحجار تنظره.. فى أرضه وهو مرمى على الطرق لما تغرب حاز الفضل أجمعه.. فصار يحمل بين الجفن والحدق