أفكر جيداً فى اعتزال مهنة الكتابة والصحافة وأعمل بالعرافة وقراءة الطالع، نعم لأنني أظن والله أعلم أننى من الشخصيات المكشوف عنها الحجاب وليس الغطاء. عندما تقدم محمد مرسى لانتخابات الرئاسة حذرت هنا من خطورة المتأسلمين على هوية مصر، وقلت أن هؤلاء يصلون إلى مقصدهم بالرشوة، وطالبت المجلس العسكري أيامها إن يمنع توزيع كراتين السكر والمكرونة والزيت والدقيق والأرز فى الأحياء الشعبية والمهمشة، وأكدت ان هذه الكراتين ستكون العامل الحاسم فى فوز المرشح الذى يمتلك أعداداً كبيرة من الكراتين، وأطلقت على الفائز من هذه الانتخابات اسم: «الرئيس أبوكرتونة»، وقد صدقت توقعاتى، (نعم إلى هنا تسمى توقعات وليس قراءة طالع أو عرافة أو كهانة أو فتح مندل أو قراء فنجان)، وقد فاز بالفعل الرئيس أبوكرتونة وهو الرئيس محمد مرسى العياط، وكنت استوحيت هذا اللقب من فيلم الفنان القدير محمود عبدالعزيز: «أبو كرتونة». وكتبت هنا بعد فوز أبو كرتونة وتساءلت: هل يليق بمصر أن يكون رمزها أبوكرتونة، ان يمثل شعبها من جاء بكرتونة؟، وللأسف كان امراً واقعاً فقد أخطأت النخب السياسية كعادتها «واتعمت فى عنيها» وفى قلبها وساوت بين أبوكرتونة وبين الثورة، وأصبح أبوكرتونة للأسف فى ذهنية العامة هو ثورة 25 يناير، واختيارك أبوكرتونة هو تمسكك بالثورة، ورفضك لأبوكرتونة يعنى أنك فلول والعياذ بالله، وأنتم تعلمون أكثر منى أن محمد محسوب وعصام سلطان وعمرو حمزاوى يكرهون الفلول جدا، لهذا وقفوا كالديوك فى الفضائيات وفى مجلس الشعب يطالبون بعزل الفلول، وتقدموا بمشروع قانون نقلوه من مشروع المستشار حسنى السلمونى نائب رئيس مجلس الدولة لعزل الفلول، بصراحة أنا خفت على نفسى، قلت هيزفونى فى الرايحة والجاية، وهتفضح على كبر، أبو كرتونة أبو كرتونة. لكن بجد مقدرتش أنام: أنا يمثلني أبوكرتونة؟، الشعب المصرى العظيم ده يكون رمزه أبو كرتونة؟ يانهار أسود، النهارده يمسك أبوكرتونة وبكره أبوصفيحة، والحل؟، كيف نعزل أبوكرتونة؟. الذى يتابعنى يعلم جيداً أننى حرضت نساء مصر على خلعه، وقلت إن المرأة المصرية هى الوحيدة القادرة على خلع أبو كرتونة، واتصلت بالعديد من الناشطات فى حزب الوفد وفى أحزاب أخرى، وطلبت أضعف الإيمان تأسيس صفحة على الفيس بوك لنساء مصر، يتم من خلالها توعية الفتيات والنساء بخطورة الكرتونة وأبو كرتونة على الحياة السياسية وعلى مكانة وحجم وقوة وهيبة وعظمة مصر، وكتبت وشجعت أكثر من مرة فى هذا السياق، وبحمد الله كانت النتيجة مذهلة، فقد نجحت المرأة المصرية كما تكهنت (بلاش توقعت) فى خلع أبوكرتونة من رئاسة الجمهورية، فكما تعلمون أن معظم المظاهرات كانت من الفتيات والنساء المصريات. ما يشجعنى كذلك على التفكير فى تغيير مهنتى والعمل بالعرافة والدجل وقراءة الطالع وفتح المندل، ما كتبته حول تصريحات الفريق ضاحى خلفان قائد شرطة دبى ضد أبوكرتونة وعشيرته، مع أول تصريح أطلقه خلفان، نبهت أبوكرتونة إلى أن خلفان لا يعبر عن نفسه بل هو صوت إمارة دبى ودولة الإمارات، كما أنه يمثل صوت جميع الحكومات العربية، السعودية والكويت وسلطنة عمان، وأيامها حذرت من عدم تعاون أشقائنا العرب مع أبوكرتونة أو مع عشيرته، وتكهنت (وليس توقعت) بتجميدهم المشروعات الاستثمارية الخاصة في مصر، وأكثر من هذا أكدت هنا أن الشيخ خليفة بن سلطان، رئيس دولة الإمارات سوف يجمد مشروع المدينة التي سبق وقرر بناءها كهدية منه لشباب مصر، وبالفعل حاول أبوكرتونة إحياء هذا المشروع وفشل فشلا ذريعا. وقد تابعتم ما كتبته هنا ما قلته لأبوكرتونة بالحرف: لو تم تخييرنا بينك وبين أشقائنا في البلدان العربية بالطبع سنختار أشقاءنا فى السعودية والكويت والإمارات وسلطنة عمان، لأنهم ببساطة هم سندنا وظهرنا وصلة رحمنا، ومن المستحيل ان نبتعد عن أهلنا من أجلك ومن اجل عشيرتك. وبالفعل صدقت تكهناتي واتضح أنني كنت أقرأ الطالع والمستقبل فى فنجان أو أراه فى المندل، فقد جمدت البلدان العربية معظم أنشطتها مع حكومة أبوكرتونة، وارتفعت حدة الانتقادات والخلافات، وتأكد أبوكرتونة أنهم لن يفتحوا له الباب، فقررت عشيرته أن تشن هجوما حادا ضد أشقائنا العرب، فأطلقت بعض عمالها يسبون ويعايرون ويشوهون. الأيام الماضية أثبتت بحمد الله وفضله صحة جميع ما تكهنت به خلال العام الماضى، وبفضل الله تحقق ما تكهنته بالحرف كأننى كنت أقرأ الفنجان أو أرى مستقبل أبوكرتونة فى الفنجان أو فى المندل، وهذا ما شجعنى كما سبق وقلت أن أرتدى عباءة وطاقية واجلس على كنبة وأضع امامي مبخرة كبيرة يتصاعد منها دخان احمر واصفر واخضر واسمر، واستقبل العاجز والفاشل والجاهل والعاقر فى غرفة كئيبة مرعبة واستمع وأتكهن ويدفعون لمساعدى البواكى ويدفعون إلى الحظيرة الخراف... مدد يا سيدى أبو كرتونة مدد.