بداية أعتذر لجميع الزملاء الصحفيين الذين يقدمون برامج تليفزيونية، وأؤكد لهم احترامي لعملهم، ولكن ليس كل صحفي يصلح مقدم برامج تليفزيونية فليس معني أنك صاحب قلم جريء أو تملك القدرة علي التحليل السياسي أو المحاورة الصحفية، فهذا لا يعني إطلاقاً إنك تصلح لأن تكون مذيعاً جيداً، المؤسف حقاً أن بعض الزملاء الذين فشلوا في اختبار الدخول كمذيعين سواء من طلبة كلية الإعلام أو في اختبارات المذيعين التي كان يجريها اتحاد الإذاعة والتليفزيون عملوا كصحفيين ليصلوا إلي الشاشة عبر الباب الخلفي للمهنة، ونجحوا من خلال علاقاتهم في الظهور علي الشاشة باعتبارهم صحفيين يقدمون البرامج، وللأسف نسي هؤلاء أن الظهور علي الشاشة له مقاييس ومهارات محددة يعرفها طلبة كلية الإعلام ومذيعو ومذيعات الشاشة الصغيرة الذين اختبروا العمل التليفزيوني سواء البرامجي أو الإخباري. وأحد أهم المميزات التي يجب أن يتمتع بها أي من يظهر علي الشاشة الصغيرة هي الحضور والكاريزما اللتان تجذبان المشاهد علي متابعة ما تقدمه الشاشة، وهما من أسباب نجاح التليفزيون المصري لفترة طويلة بالرغم من تدهور المحتوي الذي كان يقدمه.. وهما أيضاً سبب احتفاظ التليفزيون حتي الآن ببعض مشاهديه، ولكن أن تنحصر مؤهلات مقدم برنامج ما في أنه صحفي ذو علاقات ويستغل نفوذه أو قلمه في إقناع رجال الأعمال المالكين لقنوات تليفزيونية خاصة في تقديم برنامج ما فهذا لا يعني صلاحيته الظهور علي الشاشة، ولا يعني نجاح زميل مثل الكاتب الصحفي محمود سعد أو الناقد خيري رمضان في تقديم برامج تليفزيونية، نجاح جميع الصحفيين في تقديم البرامج وإلا ما أعد صحفي برنامجاً لزميل له، ولكان يفضل أن يقدم البرنامج بنفسه، وأحمد الله أن بعض الزملاء قالوا إن الظهور علي الشاشة خطر وسلاح ذو حدين نعم سيحقق له شهرة أكبر وأوسع من الكتابة بمراحل خاصة بالنسبة للأجيال الجديدة، ولكنه قد يخفق في جذب المشاهدين مهما كان برنامجه متميز المحتوي. وأؤكد أن بعض الزملاء للأسف غير صالحين للظهور علي الشاشة بالرغم من تميز محتوي برامجهم، وإذا كانت برامجهم فيما مضي تعتبر متميزة لمناقشتها قضايا شائكة في زمن بلا ديمقراطية حقيقية أما الآن وبعد ثورة 25 يناير وأصبح للجميع حرية التحدث ومناقشة جميع القضايا حتي المحرمات منها فإن تميز برامجهم فقد الكثير من قوته وبدأ المشاهد يحكم حقاً علي مدي صلاحية الصحفي للظهور علي الشاشة وحجم حضوره وكاريزمته وآمل أن يدرك هؤلاء الزملاء ذلك وينسحبوا من أمام الشاشة إلي خلفها والاكتفاء إما بالإعداد أو بالعودة إلي صحفهم والكتابة الصحفية حتي لا يأتي الوقت الذي يفاجأون فيه بعزوف المشاهد عنهم ويضطر رجال الأعمال الاستغناء عن خدماتهم بعد انصراف الجمهور عن شاشاتهم في وقت برامج السادة الزملاء حفاظاً علي كرامتهم وكرامة مهنتهم الراقية.. السلطة الرابعة.