كامل عبد الفتاح.. واحد من ابناء الاعلام المصري الذي جمع بين العمل الصحفي والاذاعي والتليفزيوني.. ولم يجد حظه بالتليفزيون المصري الذي يعمل به مذيعا بالأخبار وهجر مصر ككل الطيور المهاجرة ليعمل صحفيا باحدي الصحف العربية ثم مديرا لتحريريها ثم ينتقل للعمل بشبكة راديو وتليفزيون العرب مذيعا ومديرا لادارة الاعداد والتقديم وقدم العديد من البرامج السياسية المباشرة منها البرنامج الشهير »حديث الساعة« ثم شغل منصب مدير قنوات الدراما في ART الي جانب كونه كاتبا بصفحات الرأي في عدد من الصحف والمجلات. كامل عبد الفتاح يتحدث بصراحة من خلال هذا الحوار عن أهم ما يعاني منه العمل الاعلامي المرئي خلال هذه الفترة الحاسمة في تاريخ مصر. سألناه في البداية ما مشكلة التليفزيون تحديدا؟ مشكلة التليفزيون المصري منذ ثلاثين عاما وحتي قيام ثورة 52 يناير 1102 أنه لم يعد قوة مؤثرة قائدة ولكنه اصبح جزءا من منظومة الفساد الاقتصادي والسياسي في مصر وتحول التليفزيون من مجرد خطر مؤثر علي الأداء العام الي سرطان خبيث تسلل الي كل مكان واخترق كثيرا من الضمائر وكانت النتيجة اهدار المليارات من المال العام علي اعلام ضعيف متراجع. وهل هناك من سبيل للاصلاح؟ اصلاح اتحاد الاذاعة والتليفزيون ليس مهمة مستحيلة وهناك ثلاثة جوانب مهمة عند النظر للاصلاح - الجانب الاعلامي والجانب المهني والجانب المالي.. اعلاميا هذا تليفزيون دولة ومن العار ان يخضع المحتوي الاعلامي لسطوة الاعلان لأن تليفزيون الدولة يموله الشعب ومن حقهم عليه ان يكون جهازا له رسالة وطنية وثقافية وليس بوتيك للمعلنين فقط يفعلون عبر شاشته ما يريدون. وماذا عن الجانب المهني؟ من الأمور المخجلة التي سطحت الأداء الاعلامي بالتليفزيون المصري وتراجعت به وراء تليفزيونات ظهرت بعده بنصف قرن ان هناك عقليات جامدة وساذجة تشغل مواقع قيادية ومن خلال مواقعها تعتمد خرائط البرامج السطحية والهزلية وتعتمد موازنات بمئات الملايين للانفاق عليها - كذلك تحدد هذه القيادات من هو الاعلامي الجدير بالظهور علي الشاشة ومن لا يستحق هذا الشرف.. هل يعقل ان قيادات التليفزيون ومديري ادارة المذيعين سواء بالأخبار أو بقنوات التليفزيون يعتبرون اهم صفات المذيعة ان تجيد استخدام قلم الروج وتسريحة الشعر والمذيع العظيم يجب ان يكون وسيما ويجيد ربطة العنق أما أن يكون المذيع أو المذيعة لديه خبرات صحفية وتراكم ثقافي جيد وقدرة علي التحرير ورؤية سياسية معقولة حول بلده والعالم.. فكل ذلك ترف. هل يحدث ذلك حتي اليوم؟ استطيع ان اؤكد لك ان هذا ما يحدث حتي اليوم والسبب ان المسئولين عن الاختيار والتقييم هم انفسهم الموجودون علي الساحة منذ عدة سنوات وبنفس العقلية. والجانب الثالث هو الجانب المهني وهذا موضوع كبير جدا سأختصره بايجاز في ان اقول أن كل محطات التليفزيون المصري بلا شخصية او هوية ولو رفعت لوجو القناة او اسمها من علي الشاشة أتحدي أن يتعرف عليها احد لأن شخصية اي قناة ليست فهلوة ولكنها صناعة واحتراف له اصوله وللأسف ضاعت مئات الملايين من الجنيهات دون ان تبرز قناة تليفزيونية واحدة واختزل وزير الاعلام كل شاشات تليفزيون الدولة في برنامج يتقاضي من يقدمه عشرات الملايين بينما غيرهم يتقاضون الملاليم. وكيف يمكن الخروج من المأزق؟ الخروج من المأزق يبدأ بالجانب المالي وعلي رئيس الاتحاد د. سامي الشريف ان يسرع مع جهات عدة باصدار لائحة محددة للأجور داخل الاتحاد تلتزم بالمعايير الدولية والمأخوذ بها في دول كبري مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا ودول اخري بأن يكون الفارق بين الحد الأدني والأعلي للأجور لا يزيد عن 41 ضعفا اي ان الحد الادني لو كان مثلا الف جنيه يكون الحد الأعلي 41 الف جنيه اما أن يتقاضي محاور تليفزيوني تسعة ملايين جنيه سنويا من تليفزيون الدولة فهذامعناه أن هذا الراتب يساوي مثلا بالنسبة لي وانا مذيع عملت بكل مجالات الاعلام المسموع والمقروء والمرئي راتبي علي مدي 004 سنة فهل يعقل ذلك!! وماذا عن رأيك في الاحتجاجات المستمرة داخل ماسبيرو؟ الاحتجاجات المستمرة بالتليفزيون بعضها مدفوع من شعور متراكم بالظلم والاجحاف الذي تسبب فيه الفساد المالي والاداري وبعض الاحتجاجات هي ضد قيادات بعينها تطالب باقالتها واتصور ان الاسراع باصدار لائحة عادلة وموحدة للأجور سينهي 08٪ من الاحتجاجات ومن هنا يجب ان يبدأ الدكتور سامي الشريف رئيس الاتحادثورة لتغيير الخطاب الاعلامي بشكل متطور وأن يدرك من البداية أن كثيرا من الذين يطلون علي الناس من خلال شاشات التليفزيون المصري لا يصلحون وعليه أن يسأل نفسه لماذا تبرز الكفاءات الحقيقية بعد ان تترك التليفزيون المصري وامامه امثلة عديدة مثل لبني عسل وريم ماجد وحسين عبدالغني وحافظ المرازي وغيرهم كثيرون.. فهل يعقل ان يظل مبني ماسبيرو مرهون بعمل فئه معينة من المذيعين أصحاب الحظوة.. إنها كارثة إعلامية كبيرة بالتينا نتدارك أخطارهاقبل فوات الأوان!