اعتبر الكاتب "روبرت ساتلوف"، المدير التنفيذى لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، بمقاله بصحيفة "واشنطن بوست "أن إزاحة الجيش المصرى للرئيس "محمد مرسى" بمثابة فرصة نادرة لإدارة الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" فى سياستها الخارجية، ولكن اقتناص الفرصة الثانية تتطلب فهم أين أخطأنا فى المرة الأولى. وقال الكاتب: "إن "باراك أوباما" لم يخطئ فى سحب دعمه للرئيس السابق "حسنى مبارك" فى فبراير 2011 عندما خرج الآلاف من المصريين ضده فى ميدان التحرير، لأن صحة مبارك كانت متدهورة مما يعنى أن حكمه كان سينتهى فى جميع الأحوال وهى الحقيقة التى رفض أن يواجهها". وتابع الكاتب قائلاً: "إن الخطأ الثانى الذى وقعت فيه الولاياتالمتحدة كان الثقة المبالغ فيها التى وضعتها فى جنرالات المجلس العسكرى الذى تولى السلطة بعد تنحى مبارك، والذين كانوا يهتمون فقط بالحفاظ على ثرواتهم ونفوذهم؛ ولكن لم يتصور أحد مدى انعدام الكفاءة السياسية التى كان عليها الجنرالات". وأضاف "ساتلوف" قائلاً: "لقد وقفت الولاياتالمتحدة وهى تشاهد الجنرالات يرتكبون خطأ تلو الآخر دون تعقيب". واستطرد الكاتب قائلاً: "اتبعت أمريكا نفس النمط فى التعامل مع الإخوان المسلمين و'محمد مرسى' ممثلها فى قصر الرئاسة بعد أن قدموا لها وعوداً بالاستقرار". وقال "ساتلوف" أيضاً: "إزاحة رئيس منتخب من قِبل الجيش فى أى بلد أمراً لا يسعد أحد ولكن ما حدث فى مصر ليس انقلاباً بالمعنى التقليدى، ولا يستحق تعليق المساعدات الأمريكية كما ينص القانون؛ ولكن الواقع أن الجيش منع نزيف دماء كان سيتسبب فى تشويه مصر لعقود، لذلك فإن التقاعس وعدم التدخل فى هذه الحالة سيكون جريمة". وشدد الكاتب على أهمية ألا ترتكب الإدارة الأمريكية نفس الأخطاء مرة أخرى مع عودة الجيش إلى دائرة السلطة مجدداً مضحياً بكل شىء من أجل الاستقرار؛ وأضاف قائلاً: "إن الجنرال عبد الفتاح السيسى – الفارس الأبيض الجديد – ليس أكثر ديمقراطيةً من سابقه "طنطاوى"، ولكنه قد يكون أكثر مهارةً لذلك تحتاج واشنطن – فى المقابل – لأن تكون أكثر مهارةً. وأضاف الكاتب: "يجب على واشنطن أن توضح أن سياستها اتجاه مصر ليست مرتبطة فقط بعملية السلام مع إسرائيل ولكن، أيضاً، بسعيها المستمر نحو حكومة فاعلة وتعددية تنتهج سياسات اقتصادية سليمة، وهذا يعنى الانخراط على نطاق واسع مع ألوان لطيف السياسى فى مصر، وليس فقط الحزب الحاكم".
وختاماً قال الكاتب: "المرحلة المُقبلة من العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر ستكون صخرية، حيث تضاءلت نفوذنا فى مصر ولكنها مازالت موجودة، ونظراً لأهمية مصر دعونا نحصل على هذه الفرصة".