في مقال للسفير الإسرائيلي الأسبق لدى واشنطن "زلمان شوفال" نشرته اليوم صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية تحت عنوان "مصر وإثيوبيا على حافة المواجهة"، أكد "شوفال" أن المواجهة العسكرية القادمة التي قد تحدث في الشرق الأوسط ستكون بين مصر وإثيوبيا. وأضاف أنه على الرغم من أن محاولات تسوية النزاع بين الدولتين بالسبل الدبلوماسية تجري حالياً على قدم وساق إلا أن سحب الحرب لم تتبدد بعد على خلفية أزمة المياه. وتابع الكاتب أن نهر النيل هو شريان الحياة بالنسبة لمصر وإثيوبيا تهدد بسد مجراه علماً بأن منابع النيل موجودة في شرق أفريقيا، وقبل أن يقترب النيل من الحقول المصرية العطشة يمر عبر دول أخرى، بما فيها إثيوبيا التي بها أماكن شاسعة صالحة للزارعة في حاجة للري وشأنها شأن مصر بها تعداد سكاني يبلغ قرابة 90 مليون نسمة. وأردف بأن الأمر لا يقتصر في هذا الصدد على الزراعة، وإنما يمتد أيضاً بالتبعية لموردي طاقة أجانب، وهو التحدي الذي قد يؤدي حله إلى تحويل إثيوبيا من منطقة اقتصادية ضعيفة إلى قوى عظمى اقتصادياً وربما سياسياً أيضاً. وأضاف "شوفال" قائلاً: "إلا أنه لا يوجد ورد بدون أشواك، حيث إن إثيوبيا تقيم حالياً سداً عملاقاً على نهر النيل بتكلفة نحو 5 مليارات دولار لتخزين معظم المياه في أراضيها، الأمر الذي قد يؤدي لمجاعة غير مسبوقة في مصر ومشاكل أخرى مثل الانقطاعات المتكررة للكهرباء، وهو وضع غير محتمل بالنسبة للقاهرة التي تجد أساساً صعوبة في إعاشة 90 مليون مواطن". وأشار "شوفال" إلى أن الرد المصري، كالمتوقع، كان غاضباً، حيث أعلن الرئيس "مرسي" أنه رغم عدم رغبته في الحرب إلا أن كل الخيارات مطروحة، ونقل عن اللواء المتقاعد "طلعت مسلم" قوله إنه رغم أن نفوذ مصر وصل إلى أدنى الدرجات، إلا أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي قد يقرر قادة الجيش المصري أن الموت في المعركة أفضل من الموت عطشاً. وأضاف "شوفال" أن حبكة أوبرا "عايدة" للموسيقار الإيطالي "فيردي" تتناول الحرب بين مصر وإثيوبيا، وهي الحرب التي ينتصر فيها المصريون، مشيراً إلى أن القوة العسكرية للجيش المصري هي الأكبر رغم أن الإثيوبيين مقاتلين شرسين وجسورين وهو ما أثبتوه في الحربين اللتين دارت بينهما ضد إيطاليا حيث انتصروا في الحرب الأولى بينما حسمت المعركة لصالح الطاليان في الحرب الثانية بعد استخدامهم الغازات. وتابع الكاتب أن إثيوبياً أيضاً غير متحمسة للحرب وترى أن المشاكل الداخلية التي تجتاح مصر تجعل التهديدات العسكرية المصرية خالية من المضمون وأن القاهرة ستقبل دون أي خيار آخر إعادة تقسيم مياه النيل. وأضاف الكاتب أن الإثيوبيين ربما يكونوا محقين وربما أيضاً يكونوا مخطئين، مشيراً إلى أن ثمة معلومة مهمة أخرى في هذ الموضوع، وهو أنه إذا دخل ذلك المشروع حيز التنفيذ سيحدث تغير جيئوبوليتيكي في المنطقة بأسرها، لاسيما انتقال الثقل السياسي من مصر لإثيوبيا وما يترتب عليه ذلك من تبعات سياسية. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة التي لا تحتاح لمزيد من المشاكل في الشرق الأوسط، لاسيما وهي حليفة لمصر (نظرياً) وإثيوبيا (عملياً)، ستبذل قصارى جهدها لإقناع الطرفين بالوصول إلى اتفاق بالسبل السلمية، إلا أن الوزن السياسي لواشنطن ضعف منذ الثورة المصرية والربيع العربي، وبالتالي هناك شك فيما إذا كانت جهودها ستكلل بالنجاح أم لا. وأضاف السفير الإسرائيلي "شوفال" أن إسرائيل أيضاً تواجه أزمة معينة، حيث إن الاتفاقات والعلاقات مع مصر تعد حجر زاوية في علاقاتها الخارجية، لكن العلاقات التي تتوطد حالياً مع إثيوبيا تعد أيضاً عاملاً رئيسياً ضمن اعتباراتها، مشيراً إلى أن إسرائيل حتى الآن تحاول عدم الدخول بأي شكل كان في تلك العاصفة التي هبت على جيرانها وتأمل في أن يستمر الوضع هكذا- على حد تعبيره.