مصر تفقد الريادة في عهد الإخوان

فقدت مصر جزءًا كبيرًا من قوتها الناعمة ومناصبها العربية الاعتبارية منذ تولي الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان حكم البلاد في 30 يونيه الماضي؛ الأمر الذي جعل مصر تقف مكتوفة الأيدي أمام الكثير من الأزمات على تواجها على المستوى العربي والإفريقي أبرزها: أزمة سد النهضة.
لا شك أن اضمحلال الدور المصرى بالمنطقة وصل لمستوى لم يصل إليه منذ عهد الفراعنة، وفقد العرب اهتمامهم بقوة مصر بعد أن ضاع دورها، وانفرط عقدها وفقدت جزءًا كبيرًا من مناصبها ومكانتها الدولية.
بدأت مصر فقدان مناصبها العربية عندما خسرت مصر مقعدين عربيين هامين الأول: حينما خسر البرلمانى الإخوانى وزعيم الأغلبية السابق بمجلس الشورى"علي فتح الباب" في ترشيحه لمنصب رئيس البرلمان العربي في 12 ديسمبر2012، وحصل على المنصب النائب الإماراتى أحمد محمد الجروان.
وعاود الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى ترشيح "فتح الباب" لمنصب الأمين العام للبرلمان العربي على الرغم من فشله فى الحصول عليه بعد حصد 3 أصوات فقط من إجمالى 54 صوتًا، في حين فاز بالمنصب النائب الإماراتى أحمد الجروان بعد حصوله على 43 صوتًا، وفشل "فتح الباب" للمرة الثانية في الحصول على منصب الأمين العام للبرلمان، وفاز به النائب البحرينى عبد الناصر جناحى.
واستمر فقدان مصر لمناصبها العربية بخسارتها فى انتخابات البرلمان الإفريقى فى مفاجأة من العيار الثقيل سياسيًا، عندما خسرت مصر منصب نائب رئيس البرلمان الافريقى أمام مرشح الجمهورية الصحراوية (جمهورية غير معترف بها فى جنوب أفريقيا)، التى لا تعترف بها مصر فى الانتخابات التكميلية لهيئة مكتب البرلمان، التى جرت في 14 مايو الماضي فى مقر البرلمان فى جوهانسبرج بحضور رئيس البرلمان الإفريقى بيثيل أمادى.
وقد تسبب الدكتورأحمد فهمى رئيس مجلس الشورى فى خسارة مصر لهذا المنصب بعد أن قام بإرسال عضو المجلس "السيد حزين" عن حزب الحرية والعدالة منفردًا؛ للمنافسة على المنصب على عكس المعمول به، وهو إرسال خمسة أعضاء من البرلمان حتى لا يلتزم برتوكوليًا بترشيح ممثلين للأحزاب الأخري الموجودة بالمجلس.
وخسرت مصر هذا المنصب الذي ظلت تحتفظ به مصر منذ إنشاء منظمة"البرلمان الأفريقي"، وكان آخر من شغل المنصب النائب السابق مصطفى جندي، ولكنه فقد المنصب بعد حل مجلس الشعب.
الكارثة الكبرى تمثلت في نتيجة التصويت، حيث حصلت مرشحة الصحراء الغربية "أسويلمة القائد بيروك "على81 صوتًا مقابل حصول مرشح مصر السيد حزين عضو مجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة على37 صوتًا فقط.
وفي 12 يناير 2013 ولأول مرة منذ 16عامًا تخسر مصر رئاسة اتحاد الصحفيين العرب، وتفوز دولة الكويت بالمنصب، بعد إعلان الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب اختيار الكاتب الصحفى الكويتى أحمد يوسف البهبهانى رئيسًا لاتحاد الصحفيين العرب، لأول مرة خلفًا للكاتب الصحفى المصرى إبراهيم نافع، الذي ترأس الاتحاد منذ عام 1996 حتى 2012 .
واعتبر سياسيون فقدان مصر لتلك المناصب بداية لهبوط الخطوط البيانية لعودة دور مصر الحيوى على المستوى العربى، وغياب مواقفها الرائدة فى القضايا العربية، فيما حذر البعض من استمرار غياب الدور المصرى فى المنطقة، بما يهدد خسارة المزيد من المناصب الحيوية عربيًا.
وجاء من أبرز الأسباب التى تناولها السياسيون لفقدان مصرالمناصب الاعتبارية الرائدة على المستوى العربى، وانخفاض دورها القيادى بالمنطقة، سياسة جماعة الإخوان المسلمين فى إدارة البلاد، وغياب التوافق الوطنى مع باقى القوى السياسية.