قال عاصم شلبي، رئيس اتحاد الناشرين المصريين والعرب: إن مصر تحولت إلى مركز ل "تزييف وتزوير" الكتب في العالم العربي. وفي تصريحات لمراسلة "الأناضول" طالب شلبي المسئولين المصريين بإنقاذ سمعة مصر "التي كانت منارة" لنشر الثقافة، واصفا وصولها إلى الوضع الحالي ب"الكارثة". وفي هذا السياق لفت شلبي إلى أنه توجه إلى كل من الرئيس المصري، محمد مرسي، ورئيس وزرائه، هشام قنديل، بخطاب استغاثة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ما قال: إن عواقبه قد تؤدي إلى انهيار صناعة النشر في مصر. وأشار إلى أن مصر شهدت في الثلاث سنوات الماضية، ظاهرة تزييف وتزوير الكتب بشكل غير مسبوق؛ مما أثر كثيرا على مهنة النشر وعلى سمعة مصر في هذا المجال. ويأتي الإقبال على إعادة طبع الكتب الأصلية بشكل غير قانوني، وبدون أخذ إذن الناشر، إلى الأرباح التي تأتي من وراء بيع الكتب المزورة بأسعار أرخص بكثير من الكتب الأصلية ذات السعر المرتفع في الغالب. ودفع هذا الوضع اتحاد الناشرين المصريين لتنظيم مؤتمر لمكافحة التزوير في مايو2012، وتشكيل لجنة نوعية لمكافحة التزوير مهمتها تجميع معلومات عن الكتب المزورة، ومن يقومون بالتزوير، وأين يتم بيع تلك الكتب المزورة والمطابع التي تمارس هذا الجرم، بحسب شلبي. وحول نتائج عمل هذه اللجنة قال عادل المصري، نائب رئيس اتحاد الناشرين المصريين، ورئيس لجنة مكافحة التزوير: قمنا بمد وزارة الداخلية، وتحديدا وحدة المصنفات، بكافة المعلومات الدقيقة والتفصيلية، مثل أرقام التليفونات وأسماء المزورين كاملة، ولكن للأسف الشديد لم تلقَ هذه المعلومات أي اهتمام يذكر. ولم يتسنَ الحصول على رد من وزارة الداخلية بهذا الشأن. وأضاف المصري ل "الأناضول" أن مصر "أصبحت تشتهر بين الناشرين العرب بالبلد الأولى على مستوى العالم في تزوير وتزييف الكتاب"، مشيرا إلى أن عمليات التزوير تطال الكتب العربية والأجنبية وليس المصرية فقط. وعن أكثر الكتب المستهدفة ب "التزوير" قال: إنها الكتب التي توصف في السوق بأنها "الأكثر مبيعا"، والكتب المدرسية الخاصة بمدارس اللغات. وقال: إن حجم الخسائر التي تصيب دور النشر بلغ نسبة عالية جدا "حيث وصلت نسبة المرتجع من الكتب المدرسية الأصلية مثلا نحو 83%". ومن بين الإجراءات التي طالب اتحاد الناشرين المصريين الرئيس المصري بها للحد من "تزوير" الكتب أن تقوم وزارة الداخلية بمداهمة أوكار المزورين ومطابع ومخازن بيع الكتب المزورة؛ تنفيذا لقانون حماية الملكية الفكرية، وأن تزيل شرطة المرافق فرش بيع الكتب غير المرخصة المتنتشرة على أرصفة الشوارع، وتصل نسبة ما تبيعه من كتب "مزورة" إلى 95%، بحسب الاتحاد. طالب بمراقبة الأسواق الشعبية لبيع الكتب المستعملة، ومنها سور الأزبكية بالقاهرة وشارع النبي دانيال في الإسكندرية، والتي كانت "تمثل بحق ذاكرة الأمة، ولكن الآن استغلها البعض حتى تحولت إلى بؤر إجرامية لبيع الكتاب المزور".