يا شماتة أبلة ظازة فينا، الأنظمة المتخلفة خيبتها السبت والأحد، واحنا خيبتنا موردتش على حد، فقد تحول الاجتماع الذى عقده الرئيس مرسى فى قصر الاتحادية مع «القبيلة» لبحث الآثار السلبية لسد النهضة الإثيوبى على مصر، الى فضيحة بجلاجل، ووكسة بحناجل، لا يمحوها إلا إقالة صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام، ولو مكانش عارف الورطة التى حطنا فيها مع أبلة «أديس أبابا» على الهواء مباشرة يبقى يجيلى وأنا أقول له. كلام مثل الذى سمعناه فى الاجتماع يجب ألا يذاع على الهواء مباشرة، جعل شكلنا وحش، أمام جميع دول حوض النيل، نحن مع كافة الخيارات بما فيها الخيار العسكرى، للدفاع عن حقوقنا فى مياه النيل، لكن يجب ألا نكشف أوراقنا هكذا على الهواء مباشرة، واتفرجى ياجارة على محطة المطار السرى اللى افتحت فى قصر الاتحادية. نحن فى أجواء يونيه، وما أدراك ما الستينيات، وما حدث فيها يوم «5» من هذا الشهر عام «67» الذى يوافق اليوم، وما سببته النكسة من فوبيا جعلت النظام فى هذا الوقت يخشى من التقاط صورة لمبنى حتى، ولو كان مدرسة، فكان لدينا مطار عسكرى سرى ممنوع الاقتراب منه أو تصويره، وكان الجنود المصريون يعرفونه بدون عنوان، ومع مرور الوقت عرف هذا المكان باسم محطة المطار السرى، ومع مرور الوقت أصبح كمسارى الأتوبيس ينادى: اللى نازل محطة المطار السرى، رغم أنه سرى والذى لم يعاصر محطة المطار السرى فى الستينيات، أهه جاءت الفرصة الى باب بيته ليشاهد محطة المطار السرى فى قصر الاتحادية وفى يونيه أيضاً. الكلام المباح وغير المباح فى اجتماع مرسى مع بعض القوى السياسية والحزبية، وأغلبهم من الأهل والعشيرة طرح فى هذا الاجتماع، يادى الفضيحة التى شاهدناها على الهواء مباشرة، ونؤكد أن النظام فاشل حتى فى إدارة اجتماع لبحث موقف موحد تجاه أزمة المياه، الكلام كان محرجاً جداً لنا قبل أن يكون «شكم» لأبلة «أديس أبابا»، جاء على طريقة «أبولمعة» والسبع أفندى، طبعاً محدش من الحناجر، كان يعرف أن الاجتماع غير مذاع على الهواء، واحد منهم قال انا كنت عارف والباقون لم يعرفوا وخدوا راحتهم قوى فى الكلام. واحد حنجورى قال: نعمل استنفاراً عاماً ولو بالقوة المسلحة ونهجم على إثيوبيا هجمة رجل واحد ونخلص عليها، ونعمل كما حدث فى عملية الجنود المختطفين فى سيناء، فنمارس الضغط على إثيوبيا حتى تسلمنا «السد»، واحد تانى قال: نعمل عملاً مخابراتياً بكافة الأشكال، ونعمل تأثير مباشراً، وتداخلاً في الشأن الداخلى الإثيوبى، ونؤثر على القرار الأثيوبى ونؤجر طائرات، والباقى مش فاهمة بصراحة، واحد «حنجورى» ثالث: قال ياجماعة أنا من هواة المعارك مع الأعداء وخاصة أمريكا وإسرائيل، صاحبنا أوصى بعد هذه العبارة أن يكون الاجتماع سرياً، وطلب عدم تسريب ما يدور فيه إلى الإعلام إلا بعد الاجتماع وعن طريق الدكتورة باكينام الشرقاوى مساعد الرئيس، فمال عليه حنجورى آخر وأخبره بأن الاجتماع مذاع على الهواء مباشرة فرد «الحنجورى» قائلاً: كويس إنك قلت لى: وقام بتعديل مسار كلمته، وحولها إلى الهجوم على الإعلام لأنه تجرأ وتحدث عن حرب الجراكن، واقترح أمام الرئيس محاسبة الصحيفة التى نشرت مضوعاً عن حرب الجراكن بتهمة إثارة الذعر من العطش، ياراجل حرام عليك، معندكش فكرة عما يحدث فى معظم المحافظات بسبب العطش، ولا تعلم عن قطع الكهرباء الذى يؤدى الى قطع الماء، ولا آلاف الأفدنة التى تصحرت من ندرة المياه ولا عن بيع المياه الملوثة فى جراكن لسكان المناطق المحرومة من المياه. ما حدث فى الاتحادية ليس إدارة أزمة، ولا حتى إدارة موقف عربيات إدارة الأزمة لا تتم على الهواء مباشرة، منظرنا بقى وحش، عندما نهاجم السودان ونتحدث عن خطاب عسكرى تهديدى على الهواء مباشرة هذا لا يخدم قضينا بل يعقدها، ما حدث يعتبر خيبة وانعدام كفاءة، مناقشة هذه الأزمة، كانت يجب أن تكون مع المتخصصين فى الأمن القومى والمجلس الوطنى، وشئون المياه وإذا طرح الخيار العسكرى فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو المسئول الأول عن إدارته، ولا يتم الإعلان عن الخطط المقترحة لإدارة الأزمة كده عينى عينك على طريقة «أبولمعة». خبتنا بجلاجل على الهواء مباشرة، عذر الدكتورة باكينام أقبح من ذنبها، قالت: كان مرتباً أن يذاع اللقاء مسجلاً، لكن ارتؤى إذاعته على الهواء وغاب عنى إبلاغ الحضور بالبث المباشر، طاب الرئيس كان يعلم أن اللقاء مذاع على الهواء؟، يادكتورة باكينام كفاية.. حرام.