أثار قرار إثيوبيا بتغيير مجري مياه النيل الأزرق والبدء في إنشاء سد النهضة مخاوف ما يقرب من 5 ملايين فلاح، بسبب تصريحات الخبراء حول نقص حصة مصر من المياه، وهو ما سيؤثر علي ضياع نحو ما يقرب من مليون فدان، تعد هي مصدر رزق 15 مليون أسرة مصرية، وسط حالة من الصمت أصابت وزارتي الزراعة والري. الخبراء أكدوا أن سد النهضة الإثيوبي سيحرم مصر من نسبة كبيرة من حصتها السنوية من مياه النيل، وأن نسبة كبيرة من أراضي مصر الصالحة للزراعة سوف تتعرض لحالة من العطش نظراً لقلة المياه، وبالتالي تراجع الإنتاج العام علي مستوي كافة المحاصيل، خاصة أن مصر تعتمد في ري أراضيها علي مياه النيل بنسبة 95٪، كما أنها أقل دولة من دول حوض النيل في هطول الأمطار، وهو ما يعني أنها الدولة الأكثر تضرراً من بناء سد النهضة في مجموعة دول حوض النيل، وأن مصر أصبحت من أعلي معدلات التصحر في العالم بنسبة 30٪ من إجمالي الرقعة الزراعية وذلك نتيجة الزحف العمراني والتعديات علي الأراضي الزراعية الذي ازداد بعد ثورة يناير. طالب الدكتور إسماعيل عبدالجليل، خبير التصحر بالأمم المتحدة، بضرورة الشراكة مع إثيوبيا في ذلك المشروع الضخم للاستفادة من حصة المياه والتنمية، حتي تقطع مصر الطريق علي إسرائيل للاستفادة من مياه النيل ومساعدة إثيوبيا. وبعد أن دعت النقابة العامة للفلاحين إلي مؤتمر عاجل لكافة القوي السياسية لمناقشة أثار السد الإثيوبي علي الزراعة في مصر، أكد محمد عبدالقادر نقيب الفلاحين أن وزير الزراعة الدكتور أحمد الجيزاوي حمل مسئولية هذا الملف علي وزارة الري لأنها المختصة بتلك القضية، مشيراً إلي أن وزارة الزراعة تتحمل جزءاً كبيراً من القضية باعتبارها الوزارة المسئولة عن الإنتاج الزراعي في مصر. أضاف «عبدالقادر» أن وزارة الزراعة أرجأت مطالب الفلاحين باتخاذ الدولة لإجراءات رادعة لحل تلك الأزمة إلي أن يتم إنشاء مجلس أعلي للفلاحين الذي كان من المقرر إنشاؤه في شهر سبتمبر الماضي. وأوضح «عبدالقادر» أنه سيتقدم بمذكرة عاجلة لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي ورئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل والفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع لعقد اجتماع طارئ مع كل المهتمين بشئون الزراعة لأن السد الإثيوبي يهدد الأمن الغذائي لمصر. ودعا «عبدالقادر» كافة الفلاحين إلي تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر السفارة الإثيوبية خلال الأيام القادمة، اعتراضاً علي قرار بناء سد «النهضة»، موضحاً أن الحكومة الإثيوبية أكدت العام الماضي إرجاء تلك المشروع وعدم تأثيره علي حصة مصر من مياه النيل، وتنظيم وفود للسفر إلي إثيوبيا للتفاوض حول المحافظة علي حصة مصر من مياه النيل. أكد نقيب الفلاحين أن هناك مئات الأفدنة تعاني من نقص شديد من المياه خلال الأسابيع الماضية وأن هناك اعتصامات في محافظات دمياط وكفر الشيخ بسبب نقص مياه الري وبوار الأراضي المنزرعة، خاصة من محصول الأرز، موضحاً أن وزارة الزراعة أكدت أنها ستخاطب المسئولين في وزارة الري لحل تلك الأزمة.