خرجت من بيت شريف ذو نسب متصل بسيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام، وتزوجها سيدنا محمد بوحى من فوق سبع سموات، وأسلمت عليها السلام وبايعت رسول الله فكانت من أوائل المهاجرات في صدر الإسلام، عرفت بكثرة الصدقة و بشرها رسول الله بأنها أول اللاحقين به بعد وفاته، هى أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش. اقرأ أيضًا..أمهات المقام الشريف (5) أم المؤمنين والمساكين.. السيدة زينب الهلالية نسب السيدة زينب هى سيدتنا زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدية، وأمّها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمّة رسول اللَّه، وأخت حمزة بن عبد المطلب -رضيَ الله عنه، استشهد أخوها عبد الله بن جحش في غزوة أحد ودفن مع سيدنا حمزة في قبر واحد رضي الله عنهم، ولدت عليها السلام بمكة قبل الهجرة بحوالي 33 عام في بيت له نسب وأصاله ممتده من نسب النبي عليه الصلاة والسلام. زواجها من سيدنا محمد خطبها سيدنا محمد لمولاه زيد بن حارثة، وافقت على الزواج منه مرضاة لله تعالى بعدما نزلت الأية الكريم في سورة الأحزاب (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗوَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) وحكمة الأمر بهذا الزواج كان إزالة الفوارق بين الناس وشهادة على أنه لا فرق بينهم إلا بالتقوى فالسيدة زينب كانت من السادة وسيدنا زيد كان من طبقة الولاه وهم الرقيق المحررين بعدما تبناه سيدنا محمد. استمر الزواج لما يقرب من سنة، ثم حدث الطلاق، بعدها نزل أمر من الله تعالي بزواجها من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلام في قوله تعالي (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا) وهذا لحكمة بالغة وهى قطع تحريم أزواج الأدعياء، والمقصود بهم المتبنين، وذلك بعد إبطال التبني نفسة، لأن زيد بنت حارثة كان متبنى من سيدنا محمد وكان يطلق عليه زيد بن محمد قبل نزول الأية الشريف بسورة الأحزاب ايضًا (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ)، فتزوجها سيدنا محمد سنة 25 من الهجرة وكان عمرها 35 عامًا، ولذا كانت تفتخر أمنا زينب دائما أمام زوجات سيدنا محمد فتقول "زوَّجكُنَّ أهليكُنَّ، وزوَّجني الله من فوق سبع سماوات". فضل ومكانة أمنا زينب كانت رضى الله عنها شديدة الحب والطاعة لرسول الله وكثيرة الصدقة ووصفها سيدنا محمد بأنها أَوَّاهَةٌ أي الخاشعة المتضرعة، وقالت عنها السيدة عائشة "لم أرَ امرأة قطُّ خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشدَّ ابتذالاً لنفسها في العمل الذي يُتصدَّق به، ويُتقرب به إلى الله" وشاركت في الجانب السياسي، فكانت بجوار سيدنا محمد في غزوة الطائف وخيبر، ثم حجة الوداع. وفاة أم المؤمنين زينب بنت جحش ظلَّت السيدة زينب بنت جحش ملازمة بيتها بعد وفاة رسول الله وأسلمت الأمانه إلى خالقها ولحقت بحبيبها وزوجها سيدنا محمد سنة 20 من الهجرة لتتحقق بشرة رسول الله لها بأنها أول من يلحق به بعد وفاتة، فقد قال علية الصلاة والسلام " أسرعكن بي لحوقاً أطولكن يداً " أي أكثركن صدقة. موضوعات ذات صلة أمهات المقام الشريف (6) السيدة أم سلمة..الرشيدة الفقيهة تعرف على أمهات المؤمنين زوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) أمهات المقام الشريف(4) السيدة حفصة: "بنت الخطاب وحارسة القرآن"