«التضامن» تقر قيد وتوفيق أوضاع 4 جمعيات في القاهرة والجيزة    «زي النهاردة».. وفاة قديس اليسار المصرى المحامى أحمد نبيل الهلالي في 18 يونيو 2006    جامعة المنيا تحتل المرتبة 641 عالميًا وال21 إفريقيًا بالتصنيف الأمريكي للجامعات    تعديلات قانون الإيجار القديم.. الحكومة: لن نسمح مطلقًا بترك أي مواطن في الشارع    تداول 11 ألف طن بضائع و632 شاحنة بموانئ البحر الأحمر    أسعار النفط تواصل الصعود مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل    تراجع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة الأربعاء    أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025    وزير الرى: التنسيق مع وزارة الإسكان لتحديد كميات ومواقع السحب لأغراض الشرب    استمرار التصعيد بين إسرائيل وإيران.. وترامب يدعو طهران للاستسلام غير مشروط    إيران تعتقل 5 جواسيس موالين للموساد فى لرستان    تعرف على تفاصيل مران الأهلي اليوم استعدادًا لمواجهة بالميراس    وسط إغراء سعودي ومحادثات حاسمة.. مستقبل غامض لسون مع توتنهام    بالأسماء، إصابة 12 شخصًا في انقلاب ميكروباص بالوادي الجديد    مجانا برقم الجلوس.. اعرف نتيجة الشهادة الإعدادية بالقاهرة    حملات مكثفة لرصد المخالفات بمحاور القاهرة والجيزة    تركي آل الشيخ يكشف كواليس زيارته لعادل إمام    الموت يفجع هايدي موسى    سيطرة «كوميدية» على أفلام الصيف.. من يفوز بصدارة الشباك؟    "فات الميعاد" يتصدر المشاهدات وأسماء أبو اليزيد تشارك أول لحظات التصوير    صحة إسرائيل: 94 مصابا وصلوا إلى المستشفيات الليلة الماضية    نائب وزير الصحة تزور قنا وتشدد على تنفيذ برنامج تدريبي لتحسين رعاية حديثي الولادة    طريقة عمل بابا غنوج، أكلة خفيفة وسلطة مغذية    كم فوائد 100 ألف جنيه في البنك شهريًا 2025 ؟ قائمة أعلى شهادات الادخار الآن    كيف نجح الموساد في اختراق إيران.. وخطط ل«الأسد الصاعد»؟    9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    تياجو سيلفا: فلومينينسي استحق أكثر من التعادل ضد دورتموند.. وفخور بما قدمناه    وكيل لاعبين يفجر مفاجآت حول أسباب فشل انتقال زيزو لنادي نيوم السعودي    "أدوبي" تطلق تطبيقًا للهواتف لأدوات إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي    من الكواليس.. هشام ماجد يشوّق الجمهور لفيلم «برشامة»    الرئيس الإماراتي يُعرب لنظيره الإيراني عن تضامن بلاده مع طهران    مؤتمر إنزاجي: حاولنا التأقلم مع الطقس قبل مواجهة ريال مدريد.. ولاعبو الهلال فاقوا توقعاتي    «رغم إني مبحبش شوبير الكبير».. عصام الحضري: مصطفى عنده شخصية وقريب لقلبي    نائب محافظ شمال سيناء يتفقد قرية الطويل بمركز العريش    مؤتمر جوارديولا: كرة القدم ازدهرت في شمال إفريقيا وأعلم أين خطورة الوداد.. وهذا موقف جريليتش    السكة الحديد.. مواعيد قيام القطارات من محطة بنها إلى مختلف المدن والمحافظات الأربعاء 18 يونيو    "إنفجار أنبوبة".. إصابة 7 أشخاص بحروق واختناقات إثر حريق شقة بالبحيرة    إسرائيل تهاجم مصافي النفط في العاصمة الإيرانية طهران    مينا مسعود: السقا نمبر وان في الأكشن بالنسبة لي مش توم كروز (فيديو)    التفاصيل الكاملة لاختبارات القدرات لطلاب الثانوية، الأعلى للجامعات يستحدث إجراءات جديدة، 6 كليات تشترط اجتياز الاختبارات، خطوات التسجيل وموعد التقديم    «طلع يصلي ويذاكر البيت وقع عليه».. أب ينهار باكيًا بعد فقدان نجله طالب الثانوية تحت أنقاض عقار السيدة زينب    معدن أساسي للوظائف الحيوية.. 7 أطعمة غنية بالماغنسيوم    الكشف المبكر ضروري لتفادي التليف.. ما علامات الكبد الدهني؟    جاكلين عازر تهنئ الأنبا إيلاريون بمناسبة تجليسه أسقفا لإيبارشية البحيرة    الشيخ أحمد البهى يحذر من شر التريند: قسّم الناس بسبب حب الظهور (فيديو)    نجم سموحة: الأهلي شرف مصر في كأس العالم للأندية وكان قادرًا على الفوز أمام إنتر ميامي    ألونسو: مواجهة الهلال صعبة.. وريال مدريد مرشح للتتويج باللقب    مسؤول إسرائيلي: ننتظر قرار أمريكا بشأن مساعدتنا فى ضرب إيران    جدال مع زميل عمل.. حظ برج الدلو اليوم 18 يونيو    الجبنة والبطيخ.. استشاري يكشف أسوأ العادات الغذائية للمصريين في الصيف    الأبيدى: الإمامان الشافعى والجوزى بكيا من ذنوبهما.. فماذا نقول نحن؟    «الربيع يُخالف جميع التوقعات» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الأربعاء    العدل يترأس لجنة لاختبار المتقدمين للالتحاق بدورات تدريبية بمركز سقارة    اللواء نصر سالم: الحرب الحديثة تغيرت أدواتها لكن يبقى العقل هو السيد    فضل صيام رأس السنة الهجرية 2025.. الإفتاء توضح الحكم والدعاء المستحب لبداية العام الجديد    الشيخ خالد الجندي يروي قصة بليغة عن مصير من ينسى الدين: "الموت لا ينتظر أحدًا"    أمين الفتوى يكشف عن شروط صحة وقبول الصلاة: بدونها تكون باطلة (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"مرسي" يكرر جريمة فرعون موسى
نشر في الوفد يوم 20 - 05 - 2013

«افتح يا سمسم».. عبارة فتح بها «علي بابا» مغارة الأربعين حرامي فوجد فيها ذهباً وياقوتاً ومرجاناً بلا آخر.. وقلوب المصريين تفتحها عبارة مماثلة.
اسأل أي مصري «عاوز تهاجر» وبعدها ستجده - وربما دون أن يدري - يفتح لك كل أبواب ونوافذ قلبه وستسمع منه ما يخفيه عن العالمين.
طرحت هذه العبارة السحرية علي شباب من كل الانتماءات الدينية والسياسية فجاءت اجاباتهم كاشفة كشمس أغسطس.. موجعة كلسع السياط.. قاتلة كطعن الخناجر.
كشف من سألتهم أن مصر تشهد الآن ظاهرة هى الأولى في تاريخها كله.. وأن أغلب شبابها يودون الفرار منها ولو الى اسرائيل.
وإليكم الفاجعة من البداية:
في البدء كانت مصر.. واحة للحيارى.. ومقصداً للباحثين عن علم أو عمل أو أمن وأمان.
فمنذ بدء الخليقة وحتى 61 عاماً مضت ظلت مصر كالحلم الجميل الذي يتمنى الجميع أن تكتحل عيونهم برؤيته، حتى وهى في أهون حالاتها، كانت مطمعا للأقوياء، والجبابرة والطامحين في المجد والثروة والثراء، منذ الاسكندر الأكبر في الأزمان الغابرة، حتى الانجليز قبل 134 عاما.
وسواء كانت مصر فتية عفية وجميلة، أو كانت في خريف قوتها، لم يكن أحد من أهلها يهجرها أو يهاجر منها، وكيف يتركها ابناؤها واسمها في اللغة القديمة «ايجيبتو» أي حصن الإله، فهل يفر أحد من حصن الإله؟!
أحداث التاريخ تؤكد أن مصر لم تكن فقط حصنا للإله ولكنها - إذا جاز التعبير - أرض الله المختارة.. وعندما أراد الله أن يعلم يوسف - عليه السلام - الحكمة ويمكن له في الأرض جاء به الى مصر، وعندما شاء أن يحيط المسيح عليه السلام بالأمن والسلام أمر أمه العذراء مريم بأن تحمله وتفر به الى مصر، ولما أراد سبحانه وتعالى أن يتجلى على الأرض.. تجلى بوجهه الكريم فوق جزء من أرض مصر، وتردد صوته الأعظم فوق أرض مصر.. ودولة يحمل تاريخها كل هذه الكرامات ليس عجيباً أن يلتصق أهلها بأرضها فلا يغادرونها حتى ولو صعدت أرواحهم الى السماء.
تاريخيا.. أول هجرة من مصر كانت هجرة اليهود مع سيدنا موسى عليه السلام، ولكن المهاجرين - آنذاك - لم يكونوا مصريين بالأساس، فجميعهم من العبرانيين الذين دخلوا مصر مع النبي يعقوب وأبنائه الأسباط عليهم جميعاً الصلاة والسلام.
أما أول هجرة مصرية فكانت هجرة قسرية فرضها العثمانيون على كبار الصناع والحرفيين في مطلع القرن السادس عشر.. أخذوهم الى الاستانة عاصمة العثمانيين ليبدعوا هناك ويضيفوا الجمال الى وجه عاصمة آل عثمان.
وبعد أكثر من 4 قرون من هذه الواقعة، شهدت مصر أول هجرة في تاريخها عقب ثورة 1952، وضمت هذه الموجة عدداً من الأسرة العلوية «أسرة محمد علي» وبعض كبار الملاك وكثير من الأسر اليهودية.. وكل هؤلاء غادروا مصر خوفاً من تداعيات الثورة وقرارات الثوار.
وبحلول عام 1974 بدأت أمواج الهجرة تطرق باب مصر متسربة الى دول الخليج بحثا عن فرصة عمل في بلاد النفط فيما فضل آخرون - أغلبهم من مسيحيي مصر - الهجرة الى الولايات المتحدة الأمريكية.. ومنذ ذلك الحين وموجات الهجرة لم تتوقف وفي بعض الأحيان تكون ضعيفة وصغيرة، وفي أحيان أخرى تكون هادرة، كأمواج البحر في ليلة قمرية.
ومع ازدياد البطالة واشتعال أسعار السلع والخدمات وسياسة القهر التي حكم بها حسني مبارك مصر، زادت أعداد الفارين.
ومنذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، لم تقتصر هجرة المصريين على المهنيين الباحثين عن عمل وحياة كريمة، ولا على المثقفين الذين اختنقوا بفساد سياسات مبارك، وإنما انضم اليهم فلاحون ضاقت بهم أرض مصر بما رحبت، وصناع انقطعت أرزاقهم، ففضلوا الفرار في قوارب الموت الى جنوب أوروبا.. وفي نهاية عصر مبارك وصل عدد هؤلاء الفارين إلي مليون مصري ابتلع البحر 540 ألفاً منهم ونجا 460 ألفا آخرين عاشوا في أوروبا بشكل غير شرعي.
وبعد 25 يناير 2011 تصور الكثيرون أن مصر عادت لأبنائها، وأن هذه العودة تعني الكثير، وفي مقدمة ما تعنيه توقفت هجرة المصريين للخارج.. ولكن ما حدث كان غير ذلك.
قبل شهور قليلة من ثورة يناير أجرى مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار دراسة كشفت أن 19٪ من الشباب يرغبون في الهجرة.
وبعد شهور قليلة من الثورة أجرت المنظمة الدولية للهجرة استطلاعا بين شباب مصر فقال 15٪ منهم أنهم يرغبون في الهجرة.
وكلا الاستطلاعين يكشف أن الرغبة في الهجرة قلت عقب ثورة يناير.
وفي برنامجه الانتخابي تعهد محمد مرسي بتوفير فرص عمل للعاطلين، وقال بالحرف: أتعهد لشباب مصر بتوفير فرص عمل تجعل الجميع لا يحتاج للهجرة أو السفر خارج مصر.. ولكن المفاجأة أن فكرة الهجرة غزت عقول كثير من شباب مصر بعدما تولى «مرسي» حكم مصر والدليل زيادة طلبات الهجرة المقدمة الى سفارات الدول الأجنبية ومكاتب الهجرة بنسبة 35٪ في عام 2012 اما في عام 2013 فالأمر تغير بشكل يفوق خيال الكثيرين.
بحثت عن رقم رسمي يرصد معدلات هجرة المصريين خلال العام الجاري فاكتشفت مهازل في الجهات الحكومية ذات الصلة بهجرة المصريين.
ففي وزارة الخارجية لا توجد أرقام قاطعة عن معدلات الهجرة ولا توجد غير تقديرات لاعداد المصريين في الخارج وهذه التقديرات ثابتة منذ عام 2008 ولم تتغير بما يوحي أن الوزارة تكرر سنوياً ذات الأرقام دون تحديث أو تفحيص أو تدقيق.
أما في وزارة القوى العاملة والهجرة فلا يوجد سوى حصر بتصاريح العمل في الخارج الممنوحة للمصريين والتي تبلغ سنوياً حوالي مليون و100 ألف تصريح عمل وهذه التصاريح متعلقة بالمصريين العاملين في الخارج وليس بالمهاجرين.
وفي الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء تتوقف ارقام المهاجرين عند يناير 2011 أي قبل الثورة.
حتى أرقام المنظمة الدولية للهجرة لا تكشف بدقة عدد المهاجرين المصريين والسبب أن المنظمة ترصد صافي معدل الهجرة، وهو الفارق بين عدد اللاجئين لمصر والمهاجرين منها، وهذا الفارق طبقاً لأرقام المنظمة يكاد يكون ثابتاً.. عام 2009 بلغ 0.20٪ من عدد السكان ارتفع الى 0.21٪ عام 2010 وهو نفس الرقم في عام 2011 ثم عاد الى 0.2٪ عام 2012.
ورغم ثبات النسبة إلا أن من يدفق فيها يكتشف بسهولة انها تعكس ارتفاعاً كبيراً في عدد المهاجرين المصريين خلال عامي 2011 و2012 لماذا؟ لأن عدد اللاجئين الوافدين على مصر خلال هذين العامين زاد مئات الآلاف وبالتالي فما دام صافي معدل الهجرة ثابتاً فمعني ذلك أن عدد المهاجرين قفز بذات العدد الذي زادته اعداد اللاجئين الى مصر.. وخلال العامين الأخيرين لجأ الى مصر 475 ألف لاجئ من ليبيا وحوالي 50 ألف لاجئ سوري بخلاف آلاف الافارقة، وأغلب الظن أن عدد المهاجرين زاد بذات الأرقام أي أنه زاد في العامين الاخيرين بحوالي 525 ألف مهاجر مصري.
وحتى أقطع الشك باليقين أجريت استطلاعاً للرأي بين أوساط الشباب في مصر «الفئة العمرية من 19 حتى 45 عاما» وقسمت الاستطلاع الى 4 قطاعات.. الأول قاصر على شباب الاخوان والثاني خصصته لشباب التيارات الاسلامية من غير الإخوان والثالث خاص بشباب الأقباط والرابع بالشباب الذين لا ينتمون لأي من القطاعات الثلاثة السابقة.. وجاءت النتائج غاية في الاثارة.
93٪ من شباب الاخوان رفضوا تماما فكرة مغادرة مصر بينما قال 7٪ ممن شملهم الاستطلاع أنهم لا يمانعون من السفر للعمل في الخارج طالما أنه سيحقق لهم عائداً مادياً مجزياً - على حد قولهم.
والمعنى أن شباب الاخوان جميعاً يرفضون الهجرة بينما 7٪ منهم فقط لا يمانعون في السفر للعمل في الخارج أما الهجرة فيرفضونها.. لماذا؟.. قالوا: لأن مصر الآن في حاجة لجهود كل ابنائها!
شباب التيارات الاسلامية المختلفة كانوا أكثر ارتباطا بمصر فجميع من شملهم الاستطلاع رفض تماما فكرة الهجرة من مصر، بينما قال 2٪ منهم إنهم على استعداد للسفر للعمل خارج مصر.. ولما سألتهم لماذا يرفضون الهجرة؟ فجأت اغلب الاجابات تدور حول معنى واحد، وهو أن الدول الاسلامية الكبرى ستبدأ من مصر، وبالتالي لابد أن يبقوا في مصر باعتبارها - على حد قولهم - نواة الدولة الاسلامية الكبرى.
النسبة تغيرت بشكل كبير بالنسبة لشباب الأقباط فقال 42٪ ممن شملهم الاستطلاع انهم موافقون على الهجرة، أما الشباب «من غير المسيحيين والتيارات الاسلامية» فكانوا اكثر ميلاً للهجرة، وأكد 63٪ ممن شملهم الاستطلاع أنهم يحلمون باليوم الذي يهاجرون فيه خارج مصر.. وأغلب هؤلاء قالوا عبارات من نوع «مفيش فايدة في مصر» و«مصر راحت واللي كان كان» و«مفيش في مصر غير الضياع والفقر والانفلات وغباء الاخوان».
وكانت الصاعقة أن 30٪ ممن يوافقون على الهجرة ليس لديهم مانع أبداً في أن يهاجروا الى اسرائيل.
إذن غالبية الشباب من غير التيارات الاسلامية يتمنون الفرار من مصر.. وهذه هى أول مرة في التاريخ تشهد البلاد مثل هذه الحالة وهذا الشعور القاتل!!.
وما يحول دون هجرة هؤلاء جميعاً هي أنه ليس كل من يتمنى الهجرة يدركها، ففي العام كله لا توجد غير خمس دول فقط لا غير تطلب مهاجرين وهى كندا والولايات المتحدة الامريكية واستراليا واسرائيل وانجلترا.. وحسب الدكتور أيمن زهرة، خبير دراسات الهجرة، فإن الهجرة الى كندا واستراليا تتم بنظام النقاط، فطالب الهجرة يخضع لتقييم شامل من حيث مستواه التعليمي ومدى اجادته للغة الأجنبية ودخله قبل الهجرة ووظيفته ويحصل على نقاط في كل فرع من هذه الفروع فإذا ما حصل في النهاية على عدد معين من النقاط يتم قبوله كمهاجر فإذا لم يحصل على تلك النقاط يتم رفض طلبه، أما إنجلترا فلا تسمح باستقبال مهاجرين الا من ذوي الكفاءة الطبية المتميزة سواء أطباء أو ممرضين، في حين أن امريكا تطرح سنوياً 50 ألف تأشيرة هجرة على مستوى العالم وفي الغالب يكون نصيب مصر منها بضعة آلاف سنوياً أما اسرائيل فلا تستقبل مهاجرين الا من ذوي الديانة اليهودية.
هذه هى الطرق الشرعية للهجرة، يقول الدكتور أيمن زهرة: هناك طرق غير شرعية للهجرة منها التسلل الى الدول المختلفة وأغلب عمليات التسلل تكون وجهتها دول الاتحاد الأوروبي وأكثر من نصف المتسللين عبر البحر المتوسط يغرقون في البحر قبل أن يصلوا الى أوروبا وحتى من ينجو منهم من الغرق يتم القبض على كثير منهم وترحيلهم الى مصر.
فريق من راغبي الهجرة يلجأ الى حيلة أخرى وتتمثل في الزواج من أجنبيات على أمل أن يسافروا معهن الى الخارج ويحصلوا على اقامة في دول الزوجة.
وهذه الطريقة أشبه ما تكون بسوق نخاسة حيث يبيع الشاب المصري نفسه لعجوز من أية دولة أوروبية - مثلاً - لكي تفتح له باب الدخول الى اوروبا ولكن هؤلاء - كما يقول الدكتور أيمن زهري - لا يحصلون على اقامة دائمة بسهولة، فحتى لو تزوجوا من اجنبية فانهم يحصلون على تصريح اقامة مدته 6 أشهر واذا ما انتهت لا يتم تجديدها الا بموافقة الزوجة، وعند موافقتها يحصل الزوج على إقامة مؤقتة لمدة 6 أشهر أخرى وبعد موافقة الزوجة أيضاً يحصل على اقامة لمدة سنة تجدد سنوياً بموافقة الزوجة ويستمر الحال هكذا لمدة 4 سنوات وبعدها يحصل على اقامة دائمة وأيضاً بموافقة الزوجة!
بعض الأجنبيات اتخذن من هذه الطريقة تجارة رائجة فيأتين الى مصر لاصطياد شاب يدفع لهن مبلغاً مالياً كبيراً مقابل عقد زواج ولو صورياً ثم يسافر معها ويتكفل باستئجار منزل ويقوم بسداد كل تكاليف إعاشة الزوجة وفوق ذلك تحصل على مبلغ مالي ضخم كل عام.. كل ذلك ليفوز المصري في النهاية بتأشيرة اقامة دائمة في أوروبا أو دول الاتحاد السوفيتي القديم أو امريكا.
وأرجع الدكتور أيمن زهري زيادة الرغبة في الهجرة حالياً لأسباب عديدة في مقدمتها ارتفاع نسبة البطالة وفقد كثير من المصريين لوظائفهم خصوصاً العاملين في السياحة فضلاً عن أن هناك مصريين كثيرين مستائين من ادارة الاخوان لشئون البلاد وهذا كله زاد من رغبة الهجرة عند كثير من المصريين.
ويؤكد الدكتور زهري أن عدد المهاجرين من المسيحيين الارثوذكس المصريين الى جورجيا وحدها بلغ خلال العامين الاخيرين 100 ألف مصري.. وهولندا ارتكبت خطأ دبلوماسي حينما سمحت باللجوء السياسي للمسيحيين ولكنها تراجعت عن هذا الخطأ.
ويضيف: طلبات الهجرة تكدست في سفارات الدول التي تقبل مهاجرين لدرجة أن سفارة كندا - مثلاً - لديها الآن طلبات هجرة تكفي لمدة 5 سنوات أي أن من يقدم طلباً للهجرة الى كندا الآن عليه الانتظار لمدة 5 سنوات حتى يتم البت في طلبه.
ويؤكد الدكتور زهري أن عدد المهاجرين في مصر سيتزايد بشكل كبير لو استمرت الأوضاع في مصر كما هى عليه الآن، ويقول: حتى الآن هناك ما بين 6 ملايين الى 7 ملايين مصري خارج مصر بعضهم مهاجر والباقي مسافرون للعمل في الخارج ولكن هذا العدد قابل للزيادة بشكل كبير اذا استمر سوء الاحوال الاقتصادية والمعيشية والأمنية التي تعيشها مصر حالياً.
وفي ذات الاتجاه يؤكد الدكتور سعيد صادق - أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية - أن معدلات الهجرة في مصر حالياً لم تشهد تطورات دراماتيكية حتى الآن ولكن استمرار الأحوال السيئة في مصر سيدفع البلاد لا محالة الى مثل تلك التطورات الدرامية في معدلات الهجرة.
ويقول الدكتور سعيد صادق: كل الدول التي وصل لسدة الحكم فيها التيار الاسلامي شهدت هجرات كبيرة، فعقب وصول الخوميني للحكم في ايران هاجر 5 ملايين ايراني خارج البلاد، وبعد سيطرة طالبان على حكم أفغانستان هاجر 8 ملايين أفغاني الى الخارج نفس الحال تكرر في السودان حينما حكمها الإسلاميون عام 1989، وفي العراق حدث أمر آخر فأثناء حكم صدام حسين كان في العراق 2 مليون مسيحي الآن لم يبق منهم في العراق سوى 300 ألف مسيحي فقط والباقي هاجر.
ويؤكد الدكتور صادق ان مصر يمكن أن تشهد مثل هذه الهجرات لو استمر سوء الادارة والتراجع الاقتصادي والانفلات الأمني.
أما اكثر المصريين ميلاً للسفر للخارج والهجرة فهم حسب دراسة لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أبناء محافظات الغربية والمنوفية والشرقية والدقهلية والبحيرة والفيوم والمنيا.
ووصل هوس المصريين بالهجرة لدرجة أن البعض فتح شركات متخصصة لبيع منازل في قبرص وغيرها للمصريين.. وآخرون فتحوا مكاتب لتقديم استشارات خاصة لهجرة مقابل 50 جنيها للاستشارة.. وفريق ثالث من شباب الجامعة ترك دراسته وسدد عشرات الآلاف من الجنيهات ليسافر الى استراليا بدعوى الحصول على «كورس في البيزنس».. على أمل أن يبقى في استراليا فلا يعود لمصر أبداً.
ولا يتوقف توافد الشباب على مكاتب السفر والهجرة أملاً في الفرار من مصر.. وأمام احدى المكاتب التقيت مهندس عيد جاد «من الدقهلية» ومحمد شعبان «من دمياط» ومحمد حسين «الشرقية» ووائل حمال «دمياط» وجميعهم لا حلم لهم الا الفرار من مصر وقالوا عبارة واحدة: «كل شاب طموح لابد وأنه يحلم بالهجرة والفرار من مصر».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.