مهرجان كان فى أول أيامه اقترب من تجربتين حقيقيتين، الأولى عن عصابة لسرقة النجوم والثانية عن معاناة بعض المكسيكيين فى أمريكا فتشارك صوفيا كوبولا بفيلمها الأخير فى مهرجان كان بطولة إيما واطسون في دور مراهقة تبحث عن الشهرة والثروة.. ومن أجل هذا «واطسون» وضعت وشاحها الأحمر والذهبي لتنضم لعصابة مهووسة بالمشاهير في فيلم Bling Ring. تلعب الممثلة الشابة دور نيكين الراقصة ومعلمة اليوجا ولتقمص هذا الدور، استوحت إيما واطسون الشخصية من المشاهير مثل باريس هيلتون ونيكول ريتشي في The Simple Life.كما أرسلت لها كوبولا أيضا نسخا عن Pretty Wild الذي يسلط الضوء على أليكسي نيير، عضو حقيقي بعصابة Bling Ring، عصابة المراهقين. والفكرة تدور حولة العصابة التى تستغل خروج النجوم لعملهم، فيتسلل أعضاء العصابة السبعة لبيوتهم ويعودون منها محملين بالملابس، والأغراض الخاصة. من بين الضحايا، كانت أورلاندو بلوم، لوندساي لوهان وباريس هيلتون التي قبلت أن تظهر في الفيلم. ترى صوفيا كوبولا في هذه القصة الواقعية تجسيدا رمزيا لهذا الجيل الذي ترعرع مع الإنترنت والتليفزيون وصرحت قائلة: «أتمنى ألا أكون قد أخطأت في حقهم ولكني أتابعهم من بعيد. أعتقد أن هناك نوعاً من الإعجاب والانتقاد في هذا الفيلم». وعرض الفيلم فى قسم «نظرة خاصة» وصوفيا كوبولا «هي ابنة المخرج السينمائي الشهير فرانسيس فورد كوبولا، أول أفلامها عندما كانت رضيعة في فيلم «العراب». وعند إنتاج فيلم «العراب: الجزء الثالث» في عام 1990، قامت بدور ماري كورليوني. وتابعت صوفيا كوبولا العمل كممثلة، بداية كطفلة ثم كمراهقة وبالغة، ولكن أصبحت مخرجة سينمائية، ورشحت عن فيلمها «ضائع في الترجمة»، 2004، لجائزة الأوسكار لأفضل مخرجة، وأصبحت بذلك ثالث امرأة في العالم وأول امرأة أمريكية تحصل على هذا التكريم. وعرض أيضا Heli الفيلم الثالث للمخرج امات إيسكلانتي الذي يمثل جيلا جديدا من المخرجين المكسيكيين المفعمين بالحيوية حيث يروي من خلاله واقع المجتمع المكسيكي. ويقوم المخرج بوصف واقع المكسيكيين المليء بالعنف وشجب الفوارق الاجتماعية والاقتصادية للطبقة العاملة التي تفتقد الكثير كما يسلط الضوء على عدم الاتزان الثقافي. فبعد فيلمين طويلين فقط، تمكن أمات إيسكلانتي من أن يفرض وجوده كمراقب صارم للمواطنين حيث يسعى لتصوير خيبة الامل والخوف بسبب الاتجار بالمخدرات، الدعارة والرشوة. لقد كان استنتاجه لاذعا بفيلمه الأول Sangre الذي عرض ب Un Certain Regard سنة 2005، حيث يستعرض حياة زوجين مليئة بالرتابة. تعد كل من الخلية الأسرية والعنف القاتل وتأثير الجارة الأمريكية أهم اهتمامات هذا المخرج البالغ 34 سنة والذي عزز اهتمامه بهذه المواضيع سنة 2008 من خلال فيلمه Los Bastardos الذي عرض أيضا ب Un Certain Regard. يروي هذا الفيلم الطويل قصة عاملين مهاجرين سريين بالولايات المتحدة مستوحاة من قصة والده وله أبعاد سياسية. وتسيطر نفس الاهتمامات على فيلم Heli الذي يعرفه المخرج كونه خلاصة فيلميه السابقين. يروي Heli قصة عائلة من خواناجواتو المتورطة رغما عنها في قصة تهريب المخدرات. ويعد «أمات إيسكالانتي»، أصغر مرشح للسعفة الذهبية، ولقد استطاع أن يجد لنفسه مكانة داخل موجة المخرجين المكسيكيين الجدد التي يتزعمها كل من اليخاندرو جونزاليس إيناريتو وميشال فرانكو أو كارلوس ريداجاس. ويشاركهم اهتمامهم بالقضايا الاجتماعية والممثلين المبتدئين. ولقد شارك مخرج ومنتج كافة أفلام إيسكالانتي في كتابة سيناريو هذا الفيلم الطويل الذي يغوص في بحر المجتمع المكسيكي.