يعد الاستغفار من أهم الأعمال التى يمكن للمسلمين القيام بها لأنها تساعد على تحسين العلاقة بين الإنسان وربه، وتزيل الذنوب وتجعل الله عز وجل يتحلى بالرحمة والمغفرة تجاه المستغفرين. ومن فوائد الاستغفار، أنه يساعد فى تحقيق المغفرة من الذنوب والخطايا التى ارتكبها المسلم، ويساعد على تطهير النفس والتخلص من العواقب السيئة، كما أنه يقرب العبد من الله عز وجل كما أنه يساعد على الاستقامة فى الدين والحفاظ على الأخلاق الحميدة، كما أن الاستغفار يجلب البركة والرزق، ويساعد على تحقيق السعادة فى الدنيا والآخرة. وقد ذكر الله تعالى فى القرآن الكريم العديد من الآيات التى تحث على الاستغفار، مثل قوله تعالى: «وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّى رَحِيمٌ وَدُودٌ»، وقوله تعالى: «فقلت ايتغفروا ربكم إنه كان غفارًا، يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا». وأكد علماء الأزهر الشريف أن باب المغفرة من أوسع الأبواب، قال الشيخ أحمد أبوضيف، عضو الأزهر للفتوى، إن من رحمة الله بعباده أن شرع لهم الاستغفار وجعل باب المغفرة من أوسع الأبواب، قال عز وجل: «إن ربك واسع المغفرة»، فمهما أسرف العبد على نفسه ومهما قصر فى حق الله عز وجل ومهما أذنب فإن الله يغفر له إذا استغفر. واستشهد بقول الله تعالى: «قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم»، وقال تعالى: «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء»، إذا أذنبت أو أخطأت فارجع إلى الله عز وجل واستغفره واقلع عن الذنب واعزم على ألا تعود إليه مرة أخرى. وأوضح أنه إذا أذنب المسلم ذنب واستغفر ثم عاد للذنب مرة أخرى، لا ينبى عليه أن ييأس ولا يقنط، بل يستغفر ويتوب إلى الله، قال تعالى: «إن الله يحب التوابين» ولم يقل يحب التائبين، لأن التواب كثير التوبة وكثير الرجوع إلى الله عز وجل. وتابع: الاستغفار نعمة عظيمة وهدية من الله عز وجل تستوجب الشكر، والشكر يكون بكثرة الاستغفار، قال تعالى: «فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا، يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا»، فالاستغفار فى الخير والبركة والنماء، لذا يجب المحافظة عليه. الاستغفار دواء للقلب قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن كثرة الاستغفار والصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم، هذان هما الدواء الذى يرقق القلوب ويجعل الإنسان دائماً على ذكر من ربه، يمنعه من الشر، ينور قلبه، يجعله إنساناً جميلاً فى هذه الحياة الدنيا مع الناس ومع نفسه ومع ربه. وأضاف جمعة، عبر موقعه الرسمى، أن كثرة الاستغفار، يقول فيها الله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ¤ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً ¤ ويُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وبَنِينَ ويَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ ويَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} يعنى يفتح علينا من حيث لا نحتسب من ناحية الأرزاق، ومن ناحية طمأنينة النفس، ومن ناحية غفران الذنوب وغيرها، لأنى أطلب منه الغفران، والغفران فيه ستر العيوب وفيه تنوير للقلوب وفيه تيسير للغيوب، فالاستغفار كنز من الكنوز التى علمنا الله سبحانه وتعالى إياها، يقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). وبين أن، الصلاة على سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم مقبولة حتى من المنافق - فما بالك بالعاصى أو الذى ارتكب ذنباً أو مثل ذلك - هى مقبولة من أى شخص يصلى على النبى صلى الله عليه وآله وسلم، فتكون مدخلاً حسناً لله سبحانه وتعالى حتى يرضى عنا لأن فيها ذكر الله (اللهم). واختتم: «إذن هذا مدخل صحيح لقبول الأعمال وطمأنينة الإنسان، والدوام على ذلك علامة على رضا الله وقبول الله سبحانه وتعالى لهذا الإنسان».