اختتم مجلس الشباب المصري عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، أولي فعاليات "مشروع تعزيز الثقافة والهوية الوطنية" بمقر مجلس الشباب المصري، إذْ إن ناقشت الجلسات على مدار ثلاثة أيام موضوعات متنوعة، أبرزها قضية الهوية والثقافة الوطنية باعتبارها أحد القضايا الرئيسية الواجب العمل على تعزيزها. اقرأ أيضًا... مجلس الشباب المصري يطلق "مشروع تعزيز الثقافة والهوية الوطنية" أكد المجلس، أن البرنامج تضمن بناء قدرات المشاركين في مجالات: التعددية الثقافية وقبول الآخر، مكتسبات الدولة المصرية والصورة الذهنية لمصر في الخارج، الغزو الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية المصرية، وذلك بحضور السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، الدكتور محمد ممدوح رئيس مجلس الأمناء وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، اللواء محمود خليفة مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفيرة سامية بيبرس مدير إدارة الأزمات بجامعة الدول العربية. أوضح الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، على دور المجتمع المدني فى مكافحة التطرف فقد أصبح ذلك ظاهرة عابرة للقارات وليست مقصورة على المجتمعات العربية، بل انتشرت فى جميع ارجاء العالم وهى ظاهرة خطيرة قد تفضى للإرهاب، مشيرًا إلى أن هناك أجندات خارجية ظهرت بعد ثورة 25يناير هدفها طمس الهوية المصرية والعمل على خلق التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، كما أن التنظيمات الإرهابية قامت بغسيل عقول هؤلاء الشباب، وبالتالي تم تورط بعضهم في العمليات الإرهابية. من جانبه أكد اللواء محمود خليفة مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الإعلام الخارجي يتهم بكل تفاصيل الدول العربية، مشيرًا إلى أن الحضارة المصرية كانت سابقة بآلاف السنين قبل الميلاد فى مجال فنون الحرب، كما أن الدولة نسيج وكتلة واحدة مكونة من الأطفال، الشباب والكبار، مضيفًا أن الوعي الثقافي هدفه احترام العقيدة واللون والدين وغيرها. أوضح، "خليفة"، أن مصر بعد 1952 تساعد الدول علي الاستقرار كما أنها ساعدت الدول الصغيرة على التحرر من الاستعمار، لذلك قامت حرب 1956 ودخلنا حرب 1948مع الإخوة العرب، مؤكدًا أن مصر خارجيًّا لها نظرة محورية حتي وهي مريضة لاتموت وأن البعد الديني لم يؤثر عليها ولديها علاقات خارجية قوية. أشارت السفيرة سامية بيبرس مدير إدارة الازمات بجامعة الدول العربية، إلي أن العولمة ظاهرة فرضتها ثورة الاتصالات والمعلومات العالمية وأبرزهم الولاياتالمتحدة التي تسعى إلى توسيع النموذج الأمريكي في نمط الحياة والبرامج الثقافية والأدبية ، إذْ إنها حاولت نشر ثقافتها والسيطرة علي أذواق المجتمعات ومنها الموسيقى، البرامج التلفزيونية، المسلسلات. أضافت "بيبرس"، أن اللغة الإنجليزية أصبحت اللغة المستخدمة في الكثير من المجالات والتخصصات المختلفة، مشددة على أن الغزو الثقافي قام باختراق المنظومة الثقافية، الوطنية ، القيمة، العقيدة علي كثير من الأصعدة مثل الاجتماعي الأخلاقي، والمواقع الإلكترونية ومنها: موقع أمازون وغيره من المواقع بهدف تحويل المجتمع من منتج إلي مستهلك، وأيضًا من مظاهر الغزو الثقافي الغربي نشر ثقافة العنف من خلال أعمالهم الفنية وبالتالي ساعد ذلك علي انتشار الجريمة ومسألة تعميق مفهوم الحرية الشخصية في العلاقات الاجتماعية، كما أن علي الصعيد الإعلامي، ساعدت علي انتشار الأعمال الفنية والبرامج الأمريكية بالقنوات العربية وانتشار المواقع الإباحية علي مواقع الانترنت التي تستهدف منظومة القيم الأخلاقية وتوظيف السينما والتلفزيون لتشويه صورة العرب، وعلي الصعيد التعليمي من خلال فرض المنهج التعليمية الغربية علي منظومة التعليم بمصر والعرب و سيطرة المناهج الغربية وإهمال اللغة العربية وتقليص حجم مقررات التربية الدينية في المدارس والجامعات. قالت: "إن اللغة العربية من أبرز مقومات الهوية الوطنية، مضيفة أنها تسهم في دعم قوة النسيج المجتمعي وذلك من خلال حدوث نهضة في العلم والمعرفة والحفاظ علي أمن الوطن واستقراره، موضحة أن هناك تحديات وجهت مصر خلال السنوات الأخيرة مثل انتشار ظاهرة العولمة وتأثيرها علي مجتمعنا من خلال ظهور سلوكيات خاطئة مثل التحرش، المثلية الجنسية وغيرها، مطالبة بمراجعة المناهج التعليمية، وتدريس مواد تتعلق بترسيخ الانتماء للوطن، كما أن هناك دورًا رئيسيًّا للمؤسسات الدينية من خلال تعزيز ثقافة الهوية الوطنية في دعم الولاء والانتماء، مشددة على أن هناك دور مهم لوسائل الإعلام والفن والدراما من خلال تعزيز الوعي والهوية الوطنية، وأيضًا المجتمع المدني ومؤسسات الدولة المتخلفة التي تلعب دورًا رئيسيًّا في مسألة خلق هذا الانتماء في الطفل منذ الصغر. جدير بالذكر أنه عقد البرنامج علي شكل حلقات نقاشية تفاعلية لمدة ثلاثة أيام متصلة بهدف بناء قدرات القيادات الشابة في مجال تعزيز الثقافة والهوية الوطنية وعقب الانتهاء من البرنامج التدريبي يتم إطلاق حزمة من المبادرات من المشاركين في إطار المشروع، والتي يعقبها حفل تخرج المشاركين وحصولهم على شهادة التخرج.