نظَّمتْ كلية الآداب بجامعة المنصورة اليوم الإثنين ندوة بعنوان (لغتي ... هويتي) فى إطار فعاليات الصالون الثقافي، بحضور الدكتور شريف يوسف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، الدكتور محمد عطية البيومي، نائب رئيس الجامعة للتعليم والطلاب، الدكتور محمود الجعيدي، عميد كلية الآداب وعمداء ووكلاء الكليات ومديرى المستشفيات والمراكز الطبية، وأعضاء اللجنة العليا المنظمة، أعضاء هيئة التدريس، وأعضاء اتحاد طلاب جامعة المنصورة وطلاب كلية الآداب. حاضر خلال الندوة الشاعر الكبير والمفكر الدكتور علاء عبدالهادى رئيس اتحاد كتاب مصر واتحاد الكتاب العرب. في بداية الندوة أكد الدكتور محمود الجعيدي، عميد كلية الآداب، أن الجامعة اعتمدت العام الماضي وهي الجامعة الحكومية الوحيدة المعتمدة على مستوى جامعات مصر وفي هذا العام تحققَّ المزيد من النجاحات، وفي إطار خطة تنمية الولاء والانتماء التي يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي، تبنت جامعة المنصورة عددًا من الآليات في إعادة بناء الوعي وتنمية روح الولاء والانتماء لدى طلاب الجامعة بشكل كامل، ومن هذه الآليات الصالون الثقافي لجامعة المنصورة، هذا الصالون أسس بالفعل على رؤية واضحة تهدف إلى تعزيز روح الولاء والانتماء، ونشر ثقافة التسامح والحفاظ على اللغة العربية وإحياء تراثها وإلى اكتشاف مواهبها الأدبية وإلى الارتقاء بالذوق العام في الفنون والعلوم والآداب، مشيرًا إلى أن اللغة العربية هي لسان المجتمع، وهي مرآة فكرها ومنجم عطائها المميز للشخصية بشكل كامل، وتستطيع من خلال اللغة في أي مكان أن تتعرف على الشخصية والهوية، حتى من طبيعة اللغة العربية للشخص المتحدث تستطيع أن تعرف جنسيته. مشيرًا أن اللغة العربية لغة عريقة ولقد اصطفيت من بين أكثرمن خمسة آلاف لغة لتكون لغة للدين الإسلامي، وستظل رابطة تؤلف بين مختلف الشعوب العربية، مؤكدًا أن الهوية هي مجمل السمات التي تميز شيئًا عن غيره أو شخصًا عن غيره أو مجموعة عن غيرها كل منها يحمل عناصر عدة في هويته. ثمَّ تحدَّث الدكتور علاء عبدالهادي، وشرح العلاقة بين اللغة والهوية مشيرًا إلى أن هناك ظاهرة الازدواج اللغوي في المجتمعات العربية، إذْ تتعد المستويات اللغوية بين الفصحى والعامية في المجتمعات العربية، في أن المتكلمين بالعربية، مشيرًا إلى أن اللغة تكتسب مقوماتها من خلال التقارب بين ما نفكر وما نكتب. كما أشار أن الهوية ترتبط بمعنى الكينونة وترتبط بالبناء وتحديد الثوابت التي تتحدى بها الظروف بوصفها حضارة، وعلى مدار ثلاثة عقود تسيطر الصورة على الوعي وليس اللغة، وهذا يمثل تحديًا كبيرًا لعلماء اللغة، كما أكد أهمية ترسيخ ثوابت الهوية لرفع الانتماء عربيًا وإسلاميًا. أضاف أن هناك فرقًا بين الثقافة والحضارة فالثقافة تعرف الاختلاف أما الحضارة لا تعرف الاختلاف والهوية وأن عظمة الهوية العربية أنها نسيج تعطى أعلى ما عندها عندما يعرف كل نسيج ماله وما عليه. كما دللَّ على كيف يأتى الإرهاب من اللغة أن الإرهاب أخذ معنى التأويل من النصوص ويعطي الدليل ليبرر لنفسه الفعل السياسي غير المناسب، واستعرض أن العولمة تحول المشكلات الفرعية إلى مشكلات عالمية مثل الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرًا أن أخطر قضية تهدد الأمن القومي هو الاختلاف بين نظام المدارس في مراحل التعليم الأساسي واللغات المختلفة لهذه المراحل، وأن التحدي الكبير أن يعرف الشخص من هو فمن غير هويته لن يستطيع أن يعرف نفسه. وتضمنتْ فعاليات الندوة عرض فيديو لإلقاء وزيرة خارجية النمسا، كلمة باللغة العربية في الأممالمتحدة تأكيدًا لأهميتها واعتمادها، وفيديو عن عميد الأدب العربى طه حسين والإبداع الأدبي واللغة. كما تضمنت الندوة الكثير من المداخلات لخبراء اللغة العربية والأساتذة بكلية الآداب.