تحت عنوان "الميزانية كشفت أن إسرائيل فتحت بعثة دبلوماسية جديدة في دول الخليج العربي"، كشف الكاتب "باراك رافيد" في تحقيق نشرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن وجود علاقات سرية بين إسرائيل ودول الخليج. وقال "رافيد": إن علاقات إسرائيل مع دول الخليج العربي هي موضوع حساس جداً، مشيراً إلى أن سفير إسرائيل لدى ألمانيا "يعقوف هداس"، كتب في مقال نشره معهد أبحاث الأمن القومي في فبراير 2012 أن إسرائيل تربطها مع دول الخليج مصالح مشتركة سواء اقتصادية أو سياسية. وقال "هداس"، الذي كان رئيساً لبعثة إسرائيل لدى قطر (2002-2003) ثم عمل رئيساً لشعبة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية: "إذا كان وضع مسيرة السلام مزرياً للغاية فمن الواضح أنه ليس من الممكن أن يكون لإسرائيل علاقات علنية مع دول الخليج، وبالطبع لا يمكن إقامة أي بعثة دبلوماسية هناك"، لكنه أكد أن "هذا الوضع من شأنه أن يتغير". وكشف الكاتب الإسرائيلي أن إسرائيل كانت تربطها في الماضي علاقات سرية مع الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن السفير "يعقوب هداس" كشف في برقية لوزارة الخارجية الأمريكية في مارس 2009، والتي تم تسريبها لموقع ويكيليكس، أن وزير خارجية الإمارات "الشيخ عبد الله بن زايد": "قام بتطوير علاقات شخصية وطيدة مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، لكن الإماراتالمتحدة ليس لديها استعداد أن تفعل علانية ما تقول في المحادثات الخاصة". كما قال "هداس" في حينه إن دول الخليج تؤمن بالدور المهم الذي تلعبه إسرائيل بسبب العلاقات الوطيدة مع الولاياتالمتحدة، وتعتقد أيضاً أنها بمقدورها الاعتماد على إسرائيل في الشأن الإيراني. وأكد هداس "هم يؤمنون بأن إسرائيل يمكنها أن تفعل معجزات". وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن افتتاح بعثة دبلوماسية جديدة في إحدى دول الخليج العربي يعد أمراً مهماً في ضوء حقيقة أن إسرائيل ليس لديها الآن علاقات دبلوماسية معلنة مع أي دولة عربية باستثناء مصر والأردن، مؤكداً أن إسرائيل كان لديها في الماضي بعثتين دبلوماسيتين في الخليج العربي، أولهما مكتب في عاصمة سلطنة عمان "مسقط"، ومكتب آخر في "الدوحة" عاصمة قطر. وأضاف الكاتب أن البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في مسقط افتتحت في عام 1996، بعد أكثر من 15 سنة من العلاقات السرية بين الدولتين لكنها أغلقت في أعقاب أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وبالنسبة للبعثة الإسرائيلية في الدوحة فقد فُتحت أيضاً في عام 1996، وكانت العلاقات بين إسرائيل وقطر وثيقة، لكن عملية "الرصاص المصبوب" أثرت على تلك العلاقات، حيث طردت قطر الدبلوماسيين الإسرائيليين وأغلقت البعثة. وأكد الكاتب أنه في عام 2010 كانت هناك اتصالات بين إسرائيل وقطر لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وفتح البعثة الإسرائيلية في الدوحة مجدداً، لكن إسرائيل رفضت الشروط التي وضعتها قطر وصرفت نظر عن الموضوع. وأضاف أنه فضلاً عن العلاقات مع قطر وعمان، خصصت وزارة الخارجية قبل أكثر من 10 سنوات مبعوثا خاصا لدول الخليج العربي، حيث كشف الصحفي "بن كسبيت" في مقال نشرته صحيفة "معاريف" في مارس 2002 أن ذلك المبعوث هو الدبلوماسي "بروس كشدان" وقال إنه "كاتم أسرار فعال قضي أكثر من 10 سنوات في الرحلات البطولية بين إمارات الخليج، ويعرف جيداً السعوديين أيضاً". وأشار الكاتب إلى أن برقيات سرية لوزارة الخارجية الأمريكية تم تسريبها لموقع "ويكليكس" في عام 2010 كشفت أيضاً أن كشدان كان مسئولاً أيضاً عن العلاقات بين إسرائيل والبحرين. وأضاف الكاتب الإسرائيلي أنه في برقية صدرت في أغسطس 2005 حكى وزير خارجية البحرين في حينه "محمد بن مبارك آل خليفة" لنائب السفير الأمريكي في المنامة أنه قبل ذلك بيوم التقى مع السفير الجوال لإسرائيل "بروس كشدان"، وأشار آل خليفة إلى أنه "منذ وقت طويل وهناك علاقات مهمة وهادئة بين البحرين وإسرائيل". وأردف أنه في برقية أخرى صدرت في أبريل 2007، قال وزير خارجية "البحرين" في حينه "خالد بن أحمد آل خليفة" للسفير الأمريكي بالمنامة إنه تلقى مكالمة هاتفية من المبعوث الإسرائيلي لدى الخليج "بروس كشدان"، والذي هنأه على الحوار الذي تطرق فيه لإسرائيل بشكل إيجابي.