بتاريخ الأحد 6 مايو 2012 نشرت جريدة «المصري اليوم» الخبر التالي «شهد المؤتمر الجماهيري الذي عقده الدكتور محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، في انتخابات الرئاسة، السبت، في محافظة أسوان، مشادات بين شباب ائتلاف الثورة، وأعضاء حملة المرشح، بعد أن تجمهر عشرات الشباب أمام مقر المؤتمر، رافعين لافتات كتبوا عليها «مصر كبيرة عليك»، ورددوا هتافات ضد «مرسي»، ما دفع أعضاء حملته للرد، قبل أن تتدخل الشرطة لمنع تصاعد الموقف، وشكل أعضاء الحملة سلاسل بشرية لمنع اقتحام شباب الثورة المؤتمر.وحمّل «مرسي»، خلال المؤتمر، من سماهم بقايا النظام السابق مسئولية إراقة الدماء في أحداث العباسية، مشدداً علي التزامه بالقصاص لدم الشهداء، وقال: (إن المجازر التي وقعت منذ قيام الثورة لن تمر دون محاكمة ناجزة لمن سفكوا دم الأبرياء، ولن تقر لنا عين أو يغمض لنا جفن حتي تحقن هذه الدماء، ويتم القصاص لمن أريق دمه». وأضاف «مرسي»: «أن زمن الظلم ولي، والعجلة لن تعود إلي الخلف، وعصابة (مبارك) وأعوانه التي كانت تحكم البلاد لن تعود مرة أخري، ولن يكون هناك ديكتاتور جديد، بعد أن امتلك الشعب إرادته، وبلغ الرشد، وأصبح قادراً علي الاختيار بالطريقة التي يريدها».. وقال الداعية صفوت حجازي، عضو الهيئة الشرعية للإصلاح، إن الهيئة اختارت دعم «مرسي» في الانتخابات، لأنه المرشح الوحيد الذي لم يطلب الرئاسة، ولم يرشح نفسه، لكن تم إجباره علي ذلك، لكنه لم يكن يريدها.. وأضاف: «لن تجد الهيئة أصدق منه عزماً وقدرة علي تطبيق الشريعة».. وتابع: «أثق أنه إذا صرخت سيدة مسلمة مصرية في أي مكان وقالت (وامرساه) فسينتفض لها (مرسي) من قصر القبة، أو في أي مكان كان، ويقول لها (لبيك يا أختاه)». أما ما حدث بعد ذلك يا عمنا الحجازي للفتيات والرجال من المسلمين والمسيحيين (حيث الوطن عند «حجازي» لأهل الإسلام فقط، فهو يؤكد «سيدة مسلمة مصرية»).. أما ما حدث في العهد الإخواني الميمون، فتحدثنا به أرض الاتحادية، ووصولاً لصفعة إخوانية لست البنات المصرية بيد رجال «مرسي»، فكيف الحال يا عمنا حجازي الآن، هل تصرخ «وامرساه» من أولاد وأهل وعشيرة «مرسي»)؟! وللقارئ العزيز أذكر بحكاية «وامعتصماه» التي يحاكيها «حجازي» ويراها تمثل النموذج لمناشدة شرف ومروءة وشهامة الحاكم الذي ينتفض لنصرة المستغيث به من أبناء شعبه، والحكاية رويت بتفاصيل مختلفة منها: «في سنة 221ه بني المعتصم مدينة «سُرَّ مَنْ رَأَي» أو «سَامِرَّاء»، وذلك أن بغداد ضاقت بكثرة الغلمان الترك الذين جلبهم المعتصم، فاجتمع إليه رجال من بغداد، وقالوا: إن لم تخرج عنا بهذا الجند حاربناك.. قال: وكيف تحاربونني؟.. قالوا: بسهام الأسحار.. قال: لا طاقة لي بذلك، فكان ذلك سبب بنائه «سر من رأي» وإقامته بها.. فتح عمورية: ولا ينسي التاريخ للمعتصم «فتح عمورية» سنة 223ه/ 838م، يوم نادت باسمه امرأة عربية علي حدود بلاد الروم اعتُدِيَ عليها، فصرخت قائلة: وامعتصماه!.. فلما بلغه النداء كتب إلي ملك الروم: من أمير المؤمنين المعتصم بالله، إلي كلب الروم، أطلق سراح المرأة، وإن لم تفعل، بعثت لك جيشًا، أوله عندك وآخره عندي. ثم أسرع إليها بجيش جرار قائلا: لبيك يا أختاه!وفي هذه السنة (223ه) غزا الروم وفتح «عمورية»، وسجل أبوتمام هذا الفتح العظيم في قصيدة رائعة.. هذا هو المعتصم رجل النجدة والشهامة العربية، كتب إليه ملك الروم كتابًا يتهدده فيه، فأمر أن يكتب جوابه، فلما قرئ عليه لم يرضه، وقال للكاتب: اكتب.. بسم الله الرحمن الرحيم.. أما بعد، فقد قرأت كتابك، والجواب ما تري لا ما تسمع: (وسيعلم الكفار لمن عقبي الدار) «الرعد: 42». أحكي تلك الحكاية، لأنه قد استفزني «بالإضافة للقراءة الخاطئة للأحداث والشخوص علي الطريقة الحجازية والتي ثبت خطأها علي الأرض».. استفزني خروج إعلامي شهير علي الهواء غاضباً وهو يحكي للمُشاهد تفاصيل حادث اعتداء مجموعة من المتطرفين اليهود علي فتاة فلسطينية ونزع الحجاب عنها بقوة، ثم يذكر المشاهد بحدوتة «وامعتصماه» ويكاد من فرط حماسه أن يُطالب الرئيس بتجييش الجيوش لنصرة الفتاة الفلسطينية، ولكنه تذكر وذكرنا بالخطاب الوود الرقيق الذي يفيض بالمحبة للصديق «بيريز»، وكأنه وهو الإعلامي المثقف المستنير لم يتابع ما يحدث لفتياتنا وشبابنا، وأنه لم يلاحظ أن من قام بالهجوم علي المواطنة الفلسطينية هم من المتطرفين، وهي أحداث نتابعها باستمرار علي أراضينا، ولا يتم فقط بالإيذاء البدني، بل والتعذيب والقتل (حادث المهندس الإسماعيلاوي الذي تم قتله لمجرد جلوسه مع خطيبته في مكان عام)، أما ما يجري للأقباط من قتل وتهجير قسري وهدم لكنائسهم وسلب لبيوتهم، فجميعها لم يشاهدها الإعلامي البارز ولم تحرك مشاعره الغاضبة هو وأخوه الحجازي، ومع ذلك سواء تلك الأحداث أو حادث الفتاة الفلسطينية الجاني فيها هو أهل التطرف، فلا أعتقد أن نستدعي حدوتة «وامعتصماه» ونجيش الجيوش لنجدة المستغيثة الفلسطينية، ولا نجيشها أولاً في حالة استغاثة شعب كامل.. أي شعب.. فما رأيكم دام فضلكم؟! في النهاية «خبر بلا تعليق» أفاد مراسل «روسيا اليوم» بوقوع صدامات واشتباكات بالأيدي يوم 7 مايو بين الفلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين حاولوا اقتحام ساحات المسجد الاقصي.. وتابع المراسل أن أفراد الجيش والشرطة الإسرائيلية منعوا الفلسطينيين من الاقتراب من المسجد، كما عملوا علي إخراج المستوطنين أيضاً.. وأوضح المراسل أنه، ومنذ أسبوع دعا أعضاء من حزب الليكود ومن أحزاب يمينية متطرفة إلي اقتحام المسجد وإقامة الصلوات في ساحاته، مشيراً إلي أن هذه الدعوات تأتي في الذكري ال46 لتوحيد القدس! أخيراً، لا أجد في هذا المقام لوصف أحوالنا غير مقولة «الأغبياء هم بقايا جهنم علي الأرض»!