احتشد المئات من الإسلاميين عقب صلاة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر فى إطار تظاهراتهم لنصرة القدس, والتعبير عن غضبهم تجاه الأوضاع التى قام بها الكيان الصهيونى, تجاه المسجد الأقصى, والقيام باقتحامه وتشريد الأطفال, واعتقال مفتى القدس وأيضا منع المسلمين من أداء الصلاة فيها. وشارك فى التظاهرات جماعة الإخوان المسلمين وحزب البناء والتنمية, وعدد من الحركات الإسلامية, والشبابية, والثورية وحزب الأًصالة السلفى, بينما تخلف حزب النور عن المشاركة, وذلك فى الوقت الذى أكد فيه ياسر محرز المتحدث الإعلامى باسم الجماعة: "أن الميلونية جاءت بهدف توصيل رسالة بأن الشعوب العربية ليست منشغلة بشئونها الداخلية كما يدعى الكيان الصهيونى، وأن قضية القدس هى القضية الأولى للعرب والمسلمين". فى السياق ذاته أعلن حزب النور السلفي، الذراع السياسية للدعوة السلفية، عدم مشاركته في المليونية وذلك فى الوقت الذى قال المهندس جلال مرة، أمين عام الحزب، في بيان له: ''مع علمنا بأهمية التحرك بخصوص قضية فلسطين العربية والإسلامية التي هي قضية أساسية لكل مسلم فى الأمة, فإن الحزب يرى عدم المشاركة فى مليونية الغد نظرا للظروف المصرية الراهنة''. وأضاف مرة: ''هناك أياد تعبث بالأمن المصري، وتستغل أي تجمع لإشاعة الفوضى والتخريب كما حدث فى بورسعيد ومحمد محمود والاتحادية وغيرها, ومثل هذه الأحداث تملي علينا تفكيراً فى هذا الأمر قبل الإقدام عليه.'' ومنذ تمام الساعة ال11 ظهر بدأ الإسلاميون التوافد إلى الجامع الأزهر حيث حرص الجميع على أداء الصلاة بالمسجد، حيث قام د.محمد مختار المهدى, عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف, بإلقاء الخطبة, وشن هجوما حادا على الكيان الصهيونى مؤكدا أن هذا الكيان يعمل على تدمير البلاد واصفاً إياها بالدنس الذى يلوس المسلمين، قائلا: "من كل عام فى هذا التوقيت يقوم الصهاينة باستفزازنا باقتحامهم المسجد الأقصى ونحن لن نسكت أبدا على الرجز والدنس الصهيونى". وقال المهدى: "على الجميع أن يعلم أن معركتنا واضحة ضد الكيان الصهيونى وأننا سنقف بالمرصاد للاستفزازات التى يقوم بها ولن نهدأ حتى التخلص من الرجز الصهيونى ويعود الأقصى منارة الهدى مع المسجد الحرام". وأضاف خطيب الأزهر: "القدس خط أحمر لن يسمح المسلمون بالمساس به، وعلى الدول الإسلامية أن تحشد القوى والطاقات للتصدى لتهويد القدس"، مؤكدا أن انشغال الدول العربية والإسلامية بأوضاعها الداخلية لن يمنعها من الاهتمام بقضيتها الأساسية وهى تحرير القدس من أيادى الصهاينة. وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى أننا نخوض معركة القوى وعلينا الصبر من أجل تحقيق الاستقلال الكامل لنا ووحدة الصف والعمل من أجل الاستقلال والاكتفاء ذاتيا حتى نكون يدا واحدة ضد العدوان الصهيونى. وعقب أداء صلاة الجمعة انتفض المصلون بهتافات مدوية منها: "سنبقى جيل ندرك أن المعركة الأولى هى تحرير القدس من دنس الصهاينة المحتلين والضفة الغربية والجولان"، وذلك فى الوقت الذى ردد البلتاجى فيه هتافات منها: "هنرددها جيل ورا جيل العدو اسرائيل" و"تسقط تسقط اسرائيل" يا اقصى اقسمنا ستعود" و"على القدس رايحين شهداء بالملايين". من جانبهم شارك د.محمد البلتاجى, القيادى الإخوانى فى التظاهرات مؤكدا أن المسلمين سيكونون أمة واحدة ضد أى احتلال أو الإهانة للمقدسات، مشيرا إلى أن ما يحدث فى سوريا وفى بورما وبنجلاديش لابد أن نكون يد واحدة ضدهم قائلا: "ستبقى أمة إسلامية واحدة". وأضاف البلتاجى: "لن ننسى قضية فلسطين بالرغم من إنشغالنا بالأمور الداخلية وستظل القضية فى قلب المسلمين جميعا". فى السياق ذاته قال منير سعيد, عضو المكتب التنفيذى لحركة حماس, إن الكيان الصهيونى يعمل على تقسيم الأقصى الشريف ومنع المسلمين من أداء الصلاة فيه. وقال سعيد: "هذه الوقفة لابد من الاستمرار فيها فى وجه العدوان والصهاينة الذين يحاولون أن يقسموا الأقصى ويستولوا عليه ويمنعوا المسلمين من الصلاة فيه". وأضاف القيادى بحركة حماس أن الأزهر والأمة مجتمعة ستحرر الأقصى من يد الصهاينة وسنخرج الصهاينة بالجهاد، مشيرا إلى أن حركة حماس ستواصل المسيرة حتى نلتقى سويا ونصلى فى القدس. فى السياق ذاته قاد المئات من المتظاهرين مسيرة حاشدة جابت أرجاء الأزهر الشريف وسط هتافات: "النهاردة يوم الأرض، يا صهيوني يا منحط" و"عالقدس رايحين، شهداء بالملايين" و"هنرددها جيل ورا جيل، عدوتنا إسرائيل". وطالب المتظاهرون الرئيس محمد مرسى بتعديل اتفاقية كامب ديفيد والعمل على الضغط على الكيان الصهيونى من أجل الالتزام بعملية السلام وذلك فى الوقت الذى عقد المتظاهرون مؤتمرًا للتأكيد على مطالبهم وضرورة التحرك المصرى لنصرة القدس وسط هتافات: "خيبر خيبر يايهود...جيش محمد هنا موجود" و"بالروح بالدم نفديك يا أقصانا" و"بالروح بالدم نفديك يا إسلام" و"على الأقصى رايحين شهداء بالملايين" و"أمة إسلامية واحدة ضد السلطة .. لا أقصانا لا تهتم نحن نفديك بالروح والدوم". من جانبهم رفع متظاهرون لافتات تحمل صورا للشيخ عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحى للجماعة الإسلامية، والمعتقل بالسجون الأمريكية، مدونا عليها الحرية للشيخ عمر عبد الرحمن، مطالبين بالإفراج عنه بالإضافة إلى لافتات تحمل شعارات المليونية ومنها: "القدس وجهتنا". وعقب ذلك أعلن أسامة عز العرب, منسق العام لتظاهرات نصرة القدس البيان الختامى مؤكدا فيها على ضرورة أن يتحرك الرئيس المصرى من أجل نصرة القدس والعمل على تحريرها من أيدى الصهاينة, مشيرا إلى أن تظاهرات اليوم هى البداية وليست النهاية وأن الاهتمام بالشأن الداخلى لن يجعلنا نفرط فى القضية الفلسطينية. من جانبهم خرج المتظاهرون فى مسيرة حاشدة عقب انتهاء المؤتمر إلى الأبواب الرئيسية للمسجد: "النهاردة يوم الأرض، يا صهيوني يا منحط" و"عالقدس رايحين، شهداء بالملايين" و"هنرددها جيل ورا جيل، عدوتنا إسرائيل" وخيبر خيبر يايهود...جيش محمد هنا موجود" و"بالروح بالدم نفديك ياأقصانا"و"بالروح بالدم نفديك ياإسلام"و"على الأقصى رايحين شهداء بالملايين" و"أمة إسلامية واحدة ضد السلطة .. لا أقصانا لا تهتم نحن نفديك بالروح والدوم". وغادر د.محمد البلتاجى, ود.محمد مختار المهدى, والقيادات الإسلامية التى شاركت فى التظاهرات مؤكدين على تضامنهم الكامل لنصرة القدس وتأكيدهم أيضا أن قضية القدس هى قضية أمة وليس ملك الفلسطين وحدهم وأن مسئولية حمايتها تقع على عاتق المسلمين جميعا.