جدد اللقاء المجتمعي الذي عقدته مؤسسة حياة كريمة بقرية بهجورة، التابعة لمركز نجع حمادي، شمال محافظة قنا، آمَال الأهالي فى القرية فى تحسين الخدمات الأساسية، وإعادة تأهيل المرافق الأساسية المتهالكة. وعقدت المؤسسة قبل أيام جلسة حوار مجتمعي بالوحدة المحلية للقرية، بحضور العميد أحمد عصمت، مدير مكتب حياة كريمة، والمهندس محمد عادل، والدكتورة نجوى الهوّاري منسقًا مؤسسة حياة كريمة بمحافظة قنا، وأحمد الصياد رئيس القرية، وممثلان عن الكنيسة والأزهر وحضور من الأهالي ومسؤولي الجمعيات الأهلية. وبهجورة هي إحدى أقدم قرى مركز نجع حمادي شمال قنا، وذكرها المؤرخ إميل إميلينو باسم بهو إنجمول، أي حظيرة الجمال، ومنها اشتق الاسم الحالي لها، يتجاوز عدد السكان نحو 60 ألف نسمة، وهو من القرى القليلة التي حرصت نخبتها من الأهالي فى بداية القرن العشرين على إنشاء مبانٍ ذات أغراض خدمية للنفع العام، ففي قطاع التعليم توجد بها ثلاث مدارس للمراحل التعليمية بينها مدرسة ثانوية مشتركة باسم أحد الأهالي، وهو داوُود تكلا، ومدرستان إعدادية وابتدائية باسم نجلته منيرة داوُود. وفي قطاع الصحة توجد فى غرب القرية نقطة إسعاف بناها البرلماني السابق كامل تكلا فى النصف الأول من القرن الماضي وأوقف عليه عدة أفدنة للانفاق عليها. بمرور لم تعد هذه المنشآت الخدمية الأهلية الخيرية قادرة على تقديم الخدمات للكتلة السكنية التي بدأت فى الازدياد فى العقود الأخيرة بالأخص فى قطاع التعليم، فإذا كانت مدرسة داوُود تكلا الثانوية المشتركة التي تم تشغيلها سنة 1929، قادرة على الاستيعاب نسبيًا بحكم كبر مساحتها فإنها أصبحت موقعاً أثرياً يتبع وزارة السياحة والآثار بقرار رئيس الوزراء رقم 1723 لسنة 2005، كذلك الأمر بالنسبة للمدرستين الإعدادية والابتدائية المشتركتين، اللتين لم تعدا قادرتين على استيعاب الكثافة الطلابية ومنذ شهور احترق الطابق العلوي من المدرسة الابتدائية فلم يعد صالحًا لاستقبال التلاميذ. وحسبما رصدت (الوفد) فإن إنشاء مجمع تعليمي جديد فى بهجورة يأتي فى مقدمة المطالب الأساسية لسكان القرية، فضلا عن تجديد خطوط شبكة المياه الداخلية وإمدادالقرية بشبكتي الصرف الصحي والغاز الطبيعي، وتجديد شيكة الإنارة ورصف الشوارع التي تتراكم فيها الأتربة والقمامة. ولا تبعد قرية بهجورة عن مدينة نجع حمادي سوى كيلومترات قليلة، ففى الطريق يظهر الامتداد العمراني ليضيّق المسافة بين المدينة والقرية، ويشير إلى التحام مستقبلي بينهما لتكون ربما إحدى ضواحي المدينة في المستقبل القريب بكتل من المباني المتراصة على جانبي الطريق والمقتطعة من الرقعة الزراعية، وما أن تصل السيارة حتى تلفت المباني القديمة ذات الغرض السكني والخدمي النظر، التي تعود عمارتها إلى أوائل القرن العشرين. وهي تضفي على المكان رؤية بصرية مميزة ومغايرة عن باقي القري المعهودة إضافة أن القرية تضم موقعين أثريين تابعين لوزارة السياحة والآثار هما المسجد العمري ومدرسة داوُود بك تكلا الثانوية، لا يشوهها سوى المخلفات والقمامة المتراصة والعشوائيات فى الشوارع وموقف سيارات الأجرة الذي يشوه المنظر الحضاري وتحيط به مجموعة من الأنشطة التجارية. وكمثيلاتها من القرى تعاني القرية من مشاكل عدة ومنها أزمة المواصلات، حيث تسبب الامتداد العمراني بينها وبين المدينة في تضييق مساحة الزراعات وهو ما يعني أنها قد تلتحم بالمدينة ككتلة سكنية، ورغم وجود خطوط سيرفيس منظمة داخل مدينة نجع حمادي إلا أن سكان القرية لا تصلهم هذه الخدمة لاعتماد القرية على موقف سيارات أجرة يربط بينها وبين المدينة التي لا تبعد عنها سوى كيلومترات قليلة. يشير الأهالي إلى وجود موقف لسيارات الأجرة يقل مواطني القرية إلى مدينة نجع حمادي أصبح غير مجدٍ ويسبب تعثرًا مروريًا في وسط القرية والطريق المؤدي إلى مركز فرشوط المجاور فضلًا عن أن وجود موقف السيارات يدعم العشوائيات كإقامة المقاهي العشوائية وغيرها وهو ما يشويه القرية التي تعتبر من القرى ذات الطابع الخاص لاحتوائها على عدد كبير من البيوت ذات التفاصيل المعمارية التى تؤرخ للحقبة الماضية، كون القرية إحدى أقدم القرى في المحافظة، فضلًا وجود خط سيرفيس يخدم توابع القرية من العزب والنجوع.