جرائم قتل أمهات على يد أبنائهن هزت الرأى العام ولعل آخرها قتل أم على يد نجلتها ببورسعيد، وخلال التقرير التالى نرصد تفاصيل بعضها. فقد شهدت مدينة بورسعيد منذ أيام جريمة قتل أم على يد نجلتها التى تجردت من مشاعر الإنسانية والرحمة، واعلنت استسلامها لشيطانها، وأنهت حياة والدتها خشية الفضيحة بعدما شاهدتها فى وضع مخل مع شاب بالمنزل. آمنة نصير: انهيار دور الأسرة وراء تلك الجرائم بدأت الواقعة عندما عادت «داليا» صاحبة ال42 عاما من عملها مبكرا وشاهدت نجلتها التى تبلغ من العمر 20 عاما، ومعها شاب، فقرر المتهمان إنهاء حياتها خشية افتضاح أمرهما. وتبين من التحقيقات أن المتهمة مخطوبة منذ فترة قصيرة وأن والدتها كانت تعمل من أجل تجهيزها، وتعرفت بجارها صاحب ال16 عاما، وكان دائم التردد عليها فى غياب والدتها، وانهما قررا التخلص منها بعدما شاهدتهما. المطيعى: غياب الدين وانتشار العنف والأفلام الإباحية سبب الظاهرة واعترفت المتهمة خلال التحقيقات بأنها سكبت الماء المغلى على جثة أمها للتأكد من وفاتها وأنهما حاولا التخلص من جثتها لإخفاء جريمتهما. «جريمة بكار» تتسارع أنفاس الأم البائسة وتتوسل لنجلها لتركها تعيش وهو كالذئب الذى ينقض على فريسته، ولم يتركها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه. تعود تفاصيل قصة المسنة «ليلى» لسنوات طويلة رسم الزمن تجاعيده على وجهها الحزين بعدما أفنت حياتها على تربية نجلها الذى خاب أملها فيه، وانساق وراء صحبة السوء وأدمن المواد المخدرة، وبدلا من أن يكون سندا لها بعدما خارت قواها، كان هو سبب أحزانها فكان يأخذ أموالها ليصرفها على المخدرات وإذا رفضت يتشاجر معها ويتعدى عليها بالضرب، وفشلت محاولاتها فى إصلاح حاله وإبعاده عن طريق السوء. وفى يوم الجريمة عاد المتهم بعد منتصف الليل وطلب من والدته مالًا فرفضت ونهرته فانهال عليها بالضرب واستل سكينا وذبحها بدم بارد ودفنها بالمنزل، وذهب لقسم شرطة السلام وحرر بلاغًا باختفائها. الابن الضال.. يقتل أمه ويصور الجريمة انتصف ليل المدينة واقتحم الظلام هدوء منزل المسنة التى خيم الحزن على ملامحها، وأصبحت فى طى النسيان، بعدما أفنت حياتها على تربية أبنائها، جلست تفكر فى حال نجلها الضال الذى انساق وراء شيطانه، فساءت أخلاقه وفشل فى دراسته وأصبح عاطلا تصرف عليه، وليس هذا فحسب بل إنه ينهرها دائما ويعاملها أسوأ معاملة. وفى صباح يوم الجريمة استيقظت الضحية على صوت المتهم وهو ينهرها ويطلب منها أموالا فرفضت وطلبت منه أن يبحث عن عمل ويعتمد على نفسه، جن جنونه وسدد لها طعنات عدة، ولم يكتفِ بإنهاء حياتها فحسب بل صور جريمته الشنعاء بهاتفه المحمول وألقى جثتها بالشارع. وفى هذا الصدد، قالت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن انهيار دور الأسرة فى التربية الاسلامية السليمة للأبناء وإهمال دور الأم وعدم اكتراثها بتربية الأبناء وغياب دور الأب وتركيزه على العمل وجلب المال، مما أدى لانهيار أخلاق الأبناء وهذه ظاهر مريبة انتشرت مؤخرا ولم نسمع عنها من قبل. وأتمنى أن يستفيق المجتمع من غفلته وأن تعود الأسرة المصرية لأداء دورها الحقيقى فى التنشئة السليمة للأبناء. وأوضح الشيخ على المطيعى أحد علماء الأزهر الشريف، أن هذه جرائم شاذة على المجتمع المصرى، لم يكن يرى مثل هذه الجرائم التى تقشعر لها الأبدان والتى تأبى الفطرة السليمة أن تتقبلها، فلا يوجد شئ أغلى على الإنسان بعد الله ورسوله صل الله عليه وسلم وقول الحق تبارك وتعالى «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، ولذلك حرم رب العزة إيذاء أحد الوالدين ولو كان نفسيا بأن يقول الوالد لهما أفٍ أو ينهرهما، وهو لفظ يدل على الضيق فهذا حرمه الله تبارك وتعالى. وأشار إلى أن تعاليم الإسلام حددت كيف يجب ان يعامل الابن والديه، وأن تجاهل هذه التعاليم وغياب التربية الصحيحة وانتشار العنف فى وسائل الإعلام والأفلام الإباحية وأصدقاء السوء اهم الأسباب وراء تلك الجرائم البشعة. وأكد عصام الاسلامبولى الفقية القانوني، أن مثل هذه الجرائم الوحشية ضد الشرع والقانونية والانسانية، وأن العقوبة المتوقعة للمتهمين مع الاعتراف بالجريمة قد تصل للإعدام شنقا. وشدد على أن السبب الرئيسى وراء مثل تلك الجرائم هى انهيار الأخلاق وإدمان المواد المخدرة أو الحرمان الجنسى أو الاحتياج للمال، فى ظل تدنى مستوى التربية وغياب دور الأسرة.