المتحف المصرى بالتحرير أحد أهم وأقدم المتاحف الأثرية فى العالم بما يضمه من كنوز أثرية لا تقدر بثمن. وتم إنشاؤه منذ أكثر من 120 عاما فى موقع متميز وفريد فى قلب القاهرة ويضم ما بين مخزون ومعروض أكثر من 150 ألف قطعة أثرية تضم كل التاريخ الفرعونى واليونانى الرومانى منها معروض فى سيناريو العرض المتحفى أكثر من 50 ألف قطعة. وخرج منها مؤخرًا ما يقرب من 20 ألف قطعة للمتحف الكبير منها مجموعة أثار توت عنخ آمون بالكامل باستثناء البعض سيخرج قريبًا، وكلها ستعرض فى قاعات خاصة بالفرعون الذهبى الملك توت عنخ آمون فى المتحف الكبير المنتظر افتتاح قريبا وحل مكان فتارين توت بالمتحف المصرى فتارين يويا وتويا.. بخلاف نقل المومياوات الملكية 22 ملكًا وملكة فى موكب مهيب سعده العالم منذ عام ونصف من متحف التحرير إلى متحف الحضارة.. اتحاد المتاحف الأوروبية لكونه يعلم ويعى أهمية وقيمة المتحف المصرى بالتحرير منح مصر 3.1 مليون يورو أكثر من 60 مليون جنيه لإعادة تطوير وتأهيل المتحف المصرى بالتحرير حتى يتمكن من المنافسة أمام متحف الحضارة والمتحف الكبير عند افتتاحه وهو الأكثر تأثيرًا على مكانة المتحف. السؤال: أين أنفقت هذه المنحة، وهل ما تم من أعمال فى المتحف المصرى بالتحرير يعد تطويرًا حقيقيًا يؤهل المتحف للمنافسة أمام عملاق قادم هو المتحف الكبير الذى سيأخذ الوفود السياحية التى تجلبها شركات السياحة إليه. كثير من المتخصصين انتقدوا عملية تطوير المتحف المصرى بالتحرير خاصة فيما يتعلق بسيناريو العرض المتحفى إذ إن ما تم تطويره للآن من المتحف رقم بسيط أن المنحة كانت من عام 2019. وللآن لم نر تقريرًا يرصد أين وكيف تم صرف منحة اتحاد المتاحف الأوروبية لتطوير المتحف المصرى بالتحرير؟ فما تم صرفه هو شراء بعض الفتارين الخاصة بالعرض المتحفى من الخارج بأسعار مبالغ فيها والاستغناء عن القديمة إلا بعضها. فمثلا تم وضع تمثال الملك زوسر فى فاترينة كبيرة شوهت قيمة العرض لأنها ضخمة 3 متر مربع فى ارتفاع يقرب من ذلك وهى غير مؤمنة بشكل كبير كما تم ترميم حوائط مقبرة الأمير نفر /ماعت بالرواق 41 دون اتباع وسائل الترميم العالمية وعادت الألوان تبهت وكان المتحف قد استعان بمرممين من الخارج وكان كل مرمم يتقاضى 400 جنيه يوميا.. ومن الصور التى تم انتقادها عرض تمثال للملك خوفو وهو حجمه لا يتعدى 7سنمترات فى فتارينة كبيرة بشكل، شوه سيناريو العرض المتحفى. وكذلك عرض مجموعة الملك منكاورع بطريقة لا تليق على الحوائط مثبتين بالحديد. عرض تمثال مجهول الهوية وغير مكتمل فى مدخل المتحف مكان تمثال الملك زوسر الذى تم وضعه فى فاترينة كبيرة بشكل غير جذاب.. عرض مجموعة التوابيت الحائطية فى رواق 49 أرضى مثبتة بالكانات الحديدية بطريقة مستفزة..كل ذلك بسبب اختيار لجنة أثرية من كبار الأثريين لكن غير مختصيين بالعرض المتحفى..وللآن لم تستكمل باقى أعمال التطوير وإعادة تأهيل المتحف بالشكل الذى يمكنه من المنافسة عند افتتاح المتحف الكبير خاصة وأن وزير الآثار السابق دكتور خالد العنانى أكد أن المتحف المصرى بالتحرير لن يموت، وستتم إعادة تأهيله للمنافسة.. فهل تم ذلك بالفعل خاصة أن المتحف الكبير عملاق أثرى ثقافى سياحى سيبتلع من يقف أمامه نطرح هذا الملف أمام وزير السياحة والآثار الجديد أحمد عبسى، لعلنا نجد إجابة.. وهل يتم النظر فى سيناريو العرض المتحفى مرة أخرى للقطع المعروضة فى المتحف المصرى بالتحرير خاصة بعد خروج القطع الأثرية للملك توت عنخ آمون.. للمتحف الكبير وخروج المومياوات الملكية لمتحف الحضارة. الدكتور حسن سليم أستاذ المصريات بجامعة عين شمس وعضو المكتب العلمى الفرنسى والألمانى واحد خبراء المشاركين فى إعادة العرض المتحفى بالمتحف المصرى بالتحرير أكد أن المتحف المصرى بالتحرير ضم خبراء ومتخصصين مصريين مهمين جدا نجحوا أن يقدموا شكلا فريدا ومختلفا فى عرض قطع أثرية فى العرض المتحفى الجديد لقطع أثرية تظهر لأول مرة فى العرض وعمر بعضها نحو 5 آلاف سنة وتم عرضها بطريقة علمية ومتحفية يتحدى أن يكون لها مثيل فى العالم، وأضاف أن المتحف المصرى بالتحرير يتميز بأنه يضم «ماستر بين» غير موجود فى أى متحف آخر وأن المنافسة المتوقعة له مع المتحف الكبير ليست منافسة حرب لكن منافسة تكاملية بحيث يكون لكل متحف طابع وشكل مختلف. وأشار إلى ما تم إنجازه من المنحة الأوروبية مازال جزءًا صغيرًا، ومازال أمامنا مجهود كبير مثل ما تم بذله من المرحلة الأولى. وقال أتحدى أى شخص يرى أن ما تم تنفيذه من سيناريو العرض المتحفى بالمتحف المصرى أنه غير علمى بالعكس تم تنفيذه على اعلى مستوى علمى وفنى وبطريقة تاريخية مبهرة حتى من يتحدث عن تثبيت المجموعة التوابيت الحائطية ما تم تثبيته بها من أجل الأمان والحماية للقطعة والمواد المستخدمة بمعرفة شركة «آيل». وهى من أهم الشركات المتخصصة عالميا وهو جوانب بحديد مطاطى. وسينبهر الجميع بشكل العرض المتحفى عند اكتماله من باقى ميزانية منحة تحالف المتاحف الأوروبية.