بعد 8 أسابيع من استقالة بوريس جونسون، فازت ليز تراس، اليوم الاثنين، بزعامة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة البريطانية، بحصولها على 66% من أصوات المحافظين، وذلك بعد إعلان حزب المحافظين نتائج انتخاباته الداخلية. المدارس البريطانية تتحضّر للبرد بسبب ارتفاع أسعار الطاقة على إثر ذلك، هنأت تراس أعضاء حزب المحافظين على انتخابها، وطرحت معالم سياستها التي ستعمل على تخفيض الضرائب والالتزام بمباديء المحافظين التي صوت عليها الناخبون قبل عامين. ومن المنتظر أن تتولى تراس، بصفتها زعيمة أكبر حزب في مجلس العموم، رئاسة الوزراء حتى الانتخابات العامة التالية، والتي يجب إجراؤها بحلول ديسمبر 2024. أمضت ليز تراس الفائزة برئاسة الوزراء في بريطانيا ورئاسة حزب المحافظين، طفولتها شماليإنجلترا، ودرست في مدرسة حكومية في ليدز، وهي من أبوين يؤيدان حزب العمال، وتوجهاتهما يسارية، درست السياسة والاقتصاد والفلسفة في جامعة أوكسفورد. وكانت تنتمي للحزب الليبرالي الديمقراطي ثم انتقلت لحزب المحافظين عامَ 1996 لتتولى عبر السنواتِ مناصب وزاريةً في حكومات ديفيد كاميرون وتيريزا ماى وبوريس جونسون، لتكون الخارجيةُ البريطانية أحدثَ الحقائبِ الوزارية.والتحقت تراس بكلية ميرتون أكسفورد، حيث كانت رئيسة حزب الديمقراطيين الليبراليين بجامعة أكسفورد، وتخرجت من جامعة أكسفورد عام 1996، ثم انضمت إلى حزب المحافظين. شغلت عدة مناصب وزارية، ولعبت دورا في التفاوض على اتفاقيات التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عندما كانت وزيرة للتجارة الدولية، قبل أن تصل إلى منصبها الحالي. وتأتي تراس في ظل تحديات اقتصادية كبيرة تشهدها بريطانية إثر الحرب في أوكرانيا وإعلان روسيا قطع إمدادات الغاز عن أوروبا عبر خط نورد ستريم 1، ناهيك عن مستويات التضخم المرتفعة في بريطانيا وارتفاع أسعار الطاقة. يشهد قطاع الطاقة في بريطانيا، ارتفاعا غير مسبوق بأسعار الكهرباء والغاز، حتى أصبح المستهلك العادي غير قادر على الدفع، وسط توقعات بالإقبال على خيارات صعبة للغاية، مع حلول الشتاء المقبل. وألقى البريطانيين باللوم على سياسة حكومة جونسون السابقة، التي لم تنجح في إيجاد حلول ناجعة لحماية المستهلكين في ظل أزمة الطاقة العالمية. ويتهم حزب العمال المعارض، المحافظين بالعجز عن إيجاد الحلول الناجعة لأزمة الطاقة التي تعصف بالمجتمع البريطاني. ووصفت وزيرة المال في حكومة الظل، ريتشل ريفز، ارتفاع الأسعار بأنه "فلكي". وقالت إنه "سيدفع كثيرين إلى اللجوء إلى حلول لا يمكن تخيلها"، مطالبة الحكومة ب"تجميد أسعار الطاقة أثناء فصل الشتاء".وتعهدت ليز تراس بالتعامل بشكل عاجل مع أزمة تكلفة الطاقة لو أصبحت رئيسة للوزراء، وأكدت تركيزها على خفض الضرائب وتقليل الإجراءات التنظيمية. تعهدت بالتحرك العاجل فى مسالة أسعار الطاقة للمنازل والمصانع والشركات بينما لم توضح ما يشمله ذلك، وقالت إن الخطة سيتم الإعلان عنها فى أول أسبوع لها فى المنصب، ويعقبها "حدث مالى رسمي" لاحقا فى سبتمبر. وأعربت عن دعمها لزيادة فى الطاقة النووية، وجهود جديدة للتنقيب فى بحر الشمال والموافقة على تكسير الغاز الصخرى. وقالت تراس إنها ستتحلى بالجرأة لمعالجة الاقتصاد المتعثر، مجددة تعهدها بتحفيز النمو وإصلاح مجموعة كبيرة من المشاكل الاقتصادية.وأضافت أن هذه فرصة لجعل بريطانيا أكثر حرية وأكثر ابتكارا وأكثر ديناميكية. وأعربت تروس عن أملها فى تحويل بريطانيا فى اتجاه واسع صوب دور أصغر للدولة وضرائب أقل. وتعهدت بإنفاق 2.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع حتى عام 2026، ورفع هذه النسبة إلى 3 بالمئة بحلول عام 2030. سُلالة جديدة من جُدري القرود تضرب بريطانيا تقدم ليز تراس نفسها على أنها اقتصادية ليبرالية التي تدعو إلى تقليص دور الحكومة وإطلاق يد السوق، حيث وضعت خططًا لإلغاء الزيادات الضريبية التي فرضها وزير الخزانة السابق ريشي سوناك على الشركات والتأمين الوطني، وتعهدت بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية العقد وأيدت خطة وزيرة الداخلية بريتي باتيل المكروهة على نطاق واسع بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا. لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: