استقطبته الدراما بحلوها ومرها بعدما استعصت السينما على إبداعه ولم يجدفيها حالياً ما يشبع قدراته كمخرج سينمائى متميز قدم العديد من الأفلام المهمة مع معظم نجوم مصر.. ولكنه لم يأت للدراما بحثاً عن مجرد العمل والاستمرار لكنه جاء إليها حاملاً آليات التميز والإبداع التى كان عليه فى السينما ليخوض غمار المنافسة الدرامية التى اختلف شكلها وطابع موضوعاتها وطرق التعامل فيها الذى يعتمد على النجم الأوحد، والشاملة التى انتقلت من السينما إليها، يتواجد هذا العام المخرج عادل الأعصر بمسلسل «جداول» مع الفنانة سهير رمزى ونخبة من النجوم مراهناً على الخبرة والموضوع، فماذا يقول الأعصر على هذه المنافسة فى ظل الأزمة المالية الطاحنة وعدد الأعمال والظرف الأمنى والمالى الذى تعيشه مصر وفى ظل المناخ المتقلب الذى لا يعرف أحد بكرة شكله إيه؟.. كان معه هذا الحوار. ما آليات المنافسة بمسلسل «جداول» وسط هذه الظروف؟ - «جداول» وهو اسم البطلة التى تلعب دورها النجمة سهير مزى بعد غياب 5 سنوات عن الدراما موضوع اجتماعى يمس حياة 70٪ من الأسر المصرية ومشاكلها وهمومها ويقدم رسالة مهمة خاصة بعد الثورة، مفادها بأنه لا يأس مع الحياة وأن الإنسان لازم يكون عنده طموح، حتى لو إمكانياته بسيطة، وكيف يراعى الإنسان ربه فى حياته، وذلك من خلال سيدة بسيطة فى التعليم والوضع الاجتماعى تنفصل عن زوجها وتربى بنتيها حتى تصل لوضع اجتماعى لهم، «رفض الإفصاح عنه»، وهى قريبة الشبه من شخصيات عاصرناها، وأضاف: أعتمد على الموضوع والخبرة ونجمه بحجم سهير رمزى، ونجوم معها لهم قيمة وقامة فنية ودعم صوت القاهرة لأنه الذى يريد المنافسة ونحن الآن فى انتظار إشارة بدء التصوير وربنا يوفقنا للخروج بالعمل فى رمضان المقبل، وكل المشاركين فى العمل يساهمون بصرهم على ظروف الشركة لرد جميل الإعلام الرسمى لنا من مشوارنا! هل ترى إمكانية اللحاق بالعرض الرمضانى قائمة فى ظل هذه الظروف؟ - المناخ العام كله غير مستقر والرؤية غير واضحة على الموسم الرمضانى كل حتى فى أعمال القطاع الخاص وكل فنان يجب أن يعرض عمله فى هذا الموسم ليرى مردوده ومجهوده وسط كثافة عالية وبين أعمال كثيرة، لكن ليس معنى هذا أن العرض بعيداً عن هذا الموسم أزمة، لأن أى عمل جيد مخدوم فنياً وموضوعياً وإنتاجياً يعرض فى أى وقت وربما يحقق نجاحاً أفضل، ونحن نملك كل هذه المقومات كفريق عمل، وكل هذه العوامل وضعتها فى حسابى وأنا أحضر العمل المهم أن تعمل مع أشخاص ترتاح لهم فى المسلسل والإنتاج. وكيف ترى شكل الموسم كله بشكل عام؟ - الأزمة المالية والأمنية عامة على مصر وهذا له تأثير على كم الأعمال التى ستعرض وبصراحة سيكون لهذا التراجع تأثير خطير على الأسر التى تأكل من وراء هذه الصناعة وسيكون مردوده خطيراً على مكانة مصر فنياً وإبداعياً واجتماعياً أيضاً لذلك لازم المسئولون يشعرون بحال البلد وما وصلت إليه وأن ينتبهوا لحجم الكارثة المقبلين عليها. بعض النجمات الكبار قد يتدخلون أحياناً فى عمل المخرج؟ - هذا ليست قاعدة لأن كل الكبار من النجوم والنجمات يعرفون جيداً قيمة المخرج، وطالما النجم قبل العمل مع مخرج فلا يجوز له التدخل فى العمل إلا فى نطاق دوره، وبالرجوع للمخرج لكن ليس صحيحاً، أن تدخلت النجمة سهير رمزى فى اختيار أى دور فهى فنانة لها مكانتها والعمل تم الاستقرار على تفاصيله. لماذا أدارت السينما ظهرها لك بعد كل هذا المشوار؟ - أنا الذى ابتعدت عن السينما بعد أن تغيرت شكلها منذ عام 2004 من حيث نوعية الأفلام، وأصبحت لا تعجبنى وكان الاستمرار صعباً فى ظل هذا المناخ وحتى العودة أصبحت مستبعدة لأنه لا شىء تغير وأنا لن أقبل العمل بفيلم إلا إذا كان فى مستوى ما قدمته أو أفضل وليس معقولاً التنازل عن اسمى بعدما عملت مع أكثر من 75٪ من نجوم مصر وحصلت على العديدمن الجوائز وكان آخر أعمالى بها فيلم «حفار البحر» لفاروق الفيشاوى وناقش فكرة كيفية السعى وراء الحصول على بترول ممكن أن يدمر بلداً وهذا ما يحدث الآن. وهل أشبعت الدراما متعتك فى السينما؟ - رغم أن السينما تمر بحالة ارتباك الآن لكنها تظل معشوقتى الأولى وتاريخى وحلمى وبالتأكيد الدراما ساهمت فى تواجدى وجعلتنى أضع كل رؤيتى الإخراجية فيها. كيف ترى الفارق بين جيل أحمد زكى فى السينما والجيل الحالى؟ - جيل «زكى» ومن قبله كانوا يعشقون الفن من أجل الفن أما الآن الرؤية للفن أصبحت مختلفة والبحث عن أشياءأخرى أصبح هو الغالب فيها. رغم ما نراه من كم أعمال درامية نجد التركى مازال الأكثر جذباً؟ - لأن عندهم حكومة ومسئولين سهلوا لهم استغلال عنصر الإبهار فى الصورة والإمكانيات وهذا للأسف ينقصنا بسبب الروتين والرسوم العالية فى تكلفة التصوير بالأماكن المتميزة فى مصر، رغم أن الدراما لديهم بسيطة جداً ومملة أحياناً ويمكننا أن نتفوق عليهم بسهولة لأننا نملك أفضل كتاب وفنانين ومخرجين. وأضاف: بالمناسبة سنصور جزءاً مهماً من العمل فى تركيا لطبيعة الأحداث وليس لمجرد التمسح وسننقل قدراتنا لهم ونأخذ من عندهم أفضل ما لديهم. سؤال يفرض نفسه لدى كل مبدع كيف ترى صورة الواقع فى مصر؟ - بصراحة ما عشناه من أحداث مؤسفة فى حلقات مستمرة أصاب الجميع بالاكتئاب ولم نعد نعلم من المسئول ومن الضحية وعلينا أن نكف عن الإسهاب فى أحداث هذه المسرحية ونعود لضمائرنا ونقلب فى شكل العالم من حولنا الجميع سبقونا ونحن نقف لبعض على «الواحدة» كلنا سيد قراره وآمر ناهى ولا يهتم بمصلحة البلد، وفى النهاية البلد جرحها ينزف كل يوم دماً من دماء شبابها واقتصادها وإبداعها نحن نعيش أزمة ضمير وأزمة أخلاق وانفلات فى كل شىء والأنا هى سيدة الموقف لابد أن يتخلص الجميع من لغة المصالح ويعلى مصلحة مصر «حرام ما يحدث لنا» تراجع فى كل شىء وعلينا أن نفيق قبل أن نخسر سمعتنا بين العالم وأقول للجميع: «ارحمونا من معارككم الوهمية لأن مصر هى الأبقى وستتخطى كل هذه المهاترات».