يبدو أن مثلث حلايب وشلاتين سيكون مسمار جحا الذى سيستخدمه معارضى الرئيس السودانى عمر البشير فى تصفية الخلافات بينهم حتى ان كانوا يشغلون مواقع مهمة فى الحكومة السودانية عقب توقيع اتفاق سلام مع نظام الرئيس السودانى عمر البشير. وقطع «موسى محمد احمد» رئيس حزب مؤتمر البجا مساعد الرئيس السودانى بعدم التفريط في سودانية (مثلث حلايب) الذى وصفه بالمتنازع حوله مع مصر، وقال «حلايب لمن يهمه الأمر سودانية، وستظل سودانية». وتأتى التصريحات الجديدة لزعيم قبائل البجا التى نقلتها صحيفة «المجهر السياسي» على الرغم من هدوء الحرب الكلامية الرسمية والشعبية بين القاهرة والخرطوم عقب ما اثير حول وعد الرئيس «محمد مرسى» للأشقاء السودانيين خلال زيارته الاخيرة للسودان بإعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل عام 1995 ما بين نفى رئاسى مصرى وتأكيد سودانى على اثارة الموضوع خلال الزيارة. وأضاف المسئول السودانى قائلاً: «نحن لا نريد أن يكون المثلث وصمة عارٍ، ولابد أن نسلمه للأجيال القادمة كمستقبل سلس وآمن»، باعتبار ما وصفه بأنه قضية سيادة وطنية، مشيرا الى عدم وجود أي صراع بين المكوّن المحلي لسكان حلايب. كان مساعد الرئيس السوداني زعيم جبهة الشرق قد طالب بتحكيم دولي حول مثلث حلايب، وأضاف أن التحكيم حول المنطقة المتنازع عليها مع مصر من شأنه إغلاق الباب أمام أي توتر بين البلدين، وهى ليست المرة الاولى التى يطالب فيها موسى احمد بتدويل الموضوع، فقد سبق أن طالب بذلك، بل وضعت جبهة الشرق مثلث حلايب وشلاتين خلال مفاوضات اتفاق السلام مع الحكومة السودانية عام 2006، وهو ما رفضه مصطفى عثمان اسماعيل مساعد الرئيس السودانى فى ذلك الوقت. ورفض مناقشة موضوع « حلايب» مع جبهة الشرق باعتباره على حد وصفه شأناً قومياً مما فجرّ الخلاف مع زعماء الجبهة، ولذلك فمن تلك القراءات يتضح ان المثلث يقع رهينة التجاذبات السياسية فى السودان بين القوى السياسية الحاكمة وأعداء الامس، وهو ما يصر عليه موسى أحمد من طرح للموضوع خلال زيارة مرسى بهدف إفشال الزيارة أو بالتعبير السودانى أن تظل حلايب وشلاتين هى خميرة العكننة بين مصر والسودان. واعترف زعيم قبائل البجا بشرق السودان بأن طرفي اتفاق سلام شرق السودان الموقع برعاية إريتريا فى اكتوبر عام 2006 بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق غير راضين عن سير تنفيذ الاتفاق الذى ينص على الترتيبات الامنية وتقسيم السلطة والثروة. واضاف «موسى احمد» أن مبلغ ال(100) مليون دولار الذي أشار إلى أن الحكومة سددته لا يلبي طموح محلية واحدة، وليس ثلاث ولايات. وكشف مساعد الرئيس السودانى، رئيس مؤتمر البجا في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لمكتب السياسي لحزبه، أنه وقيادات جبهة الشرق انتهوا من إعداد مذكرة تتضمن ما تبقى من بنود اتفاق الشرق سيتم تسليمها لرئاسة الجمهورية السودانية. وأشار الى وجود خطوات فعلية بشأن تقييم اتفاق الشرق خلال الفترة الماضية، مؤكدا مناقشة محاور الاتفاق الثلاثة، وما تم هو عمل إيجابي، وهناك تحديات وعقبات ملحة لا تزال تجابه الاتفاق. وقال «موسى» إن قيادات جبهة الشرق التزمت بشكل كامل فيما يليها لإنزال الاتفاق على الأرض، وأضاف أن مستشار الرئيس السابق «مصطفى عثمان إسماعيل» أكد أن وزارة المالية لم تقف بكامل التزاماتها لتمويل صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق، و إلى تشكيل لجنة رباعية من الطرفين لتقييم وتقويم مشروعات الصندوق. وقال مساعد الرئيس السودانى ان هناك قصوراً وإخفاقات وتدخلات وتقاطعات صاحبت أداء صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان باعتباره آلية تنفيذ الاتفاق، لكنه أشار إلى أنها طبيعية، وأوضح أن أي عمل لابد أن تكون فيه إخفاقات، وكشف عن تشكيل لجنة لمراقبة تقييم وتقويم وترقية أداء الصندوق، وأنها تعتزم وضع تقييم متكامل.