أكد عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى أن نسبة الإدمان وصلت إلي 7٪ في محافظة القاهرة وأن مخدر الحشيش هو أكثر المواد المخدرة انتشاراً وتأتي البطالة وغياب دور الأسرة وضغط الأصدقاء وراء انتشار الإدمان في مصر وهناك عدة برامج للعلاج وإعادة التأهيل يقدمها الصندوق. هل هناك إحصائية لعدد المدمنين في مصر؟ - تصل نسبة التعاطي في القاهرة إلي 7٪ وهي أكثر المحافظات التي تنتشر فيها المخدرات وتأتي محافظة المنوفية أقل المحافظات وهذا يرجع إلي مستوي التعليم في المحافظة، وأكثر المواد المخدرة انتشاراً مخدر الحشيش بنسبة 32٪ من مرضي الإدمان، يليه الترمادول بنسبة 30٪، وهناك تدن في سن التعاطي بشكل ملحوظ وصل إلي 11 سنة وتدن في سن التدخين وصل إلي 9 سنوات، والتدخين يستهلك 6٪ من دخل الأسرة المصرية وتصل نسبة التدخين في مصر إلي 25٪ ومصر رقم 10 في العالم في الدول الأكثر استهلاكاً للتبغ ورقم 3 في الدول التي فيها أمراض قلب، والإدمان ينتشر في الريف والحضر في كل الشرائح الاجتماعية والاقتصادية ولا يوجد تمييز بين أي فئات، ومن المؤشرات المنتقلة أن 58٪ من المدمنين يعيشون مع الوالدين وهذا يدل علي انحسار دور الأسرة، ويجري حالياً عمل مسرح قومي شامل لعدد المدمنين في مصر يقوم به صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي وسوف يعلن عنه خلال شهر ونصف الشهر أو شهرين علي الأكثر. ما أسباب انتشار الإدمان في مصر؟ - الإدمان هو انعكاس لمشكلات كبيرة في المجتمع وهو سبب لكثير من المشكلات أيضاً وأهم أسبابه البطالة وانتشار العشوائيات وأطفال الشوارع وكل هذه المشاكل تتفاقم ثم تنعكس وبقوة علي قضايا الإدمان وكذلك عدم شعور الفرد بذاته والتدني المستمر للصحة النفسية عند المصريين وكل ذلك يتفاعل مع مشكلة الإدمان، وهناك أسباب مباشرة مثل غياب دور الأسرة وضغط الأقران وعدم القدرة علي مواجهة المشكلات وهذا ما يجعلنا نركز في عملية الوقاية علي المهارات الحقيقية مثل إعداد قيادات متطوعة منهم وهذا ما طرحناه في الخطة الوطنية لمواجهة مشكلة المخدرات في مصر. وهل الحالة النفسية تدخل في أسباب الإدمان؟ - بالتأكيد شعور الفرد بالإحباط وعدم القدرة علي مواجهة المشاعر السلبية تهيئ ما يسمي بعوامل الخطورة التي تجعل الفرد أكثر عرضة لمشاكل الإدمان والتعاطي، بالإضافة إلي المفاهيم الخاطئة والذي نجد انتشارها واسعاً بين الشباب المصري بأن المخدرات تساعد علي زيادة القدرة البدنية والعمل لفترات أطول ونسيان الهموم والمشكلات والتغلب علي الاكتئاب وخفة الظل وقبول الشخصية والجرأة والإبداع. وكيف يمكن للأب والأم أن يعرفا أن ابنهما مدمن؟ - هناك علامات مهمة في الاكتشاف المبكر للإدمان وأهمها العلامات السلوكية مثل تغير الأصدقاء والقلق والعصبية والعزلة واضطرابات النوم، وتغيير نمط الحياة بشكل كبير، والتغير في التحصيل الدراسي والمراوغة والكذب وكل هذه العلامات الأساسية من أهم عوامل الخطورة التي يجب أن يكون هناك انتباه لها من الأسرة. وما أسباب انتشار الإدمان بين طلاب المدارس والجامعات؟ - هذه ظاهرة في غاية الخطورة فالمدرسة هي مستودع المعلومات ولابد أن تكون مكاناً تربوياً يقوم فيه الشباب بتفريغ طاقاتهم وممارسة الأنشطة الرياضية ولكن الانحسار الرهيب علي مستوي الأنشطة البدنية والفنية والرياضية له دور في عدم استيعاب طاقة الأبناء وله دور في انخراط الشباب في ممارسات خطيرة، فتقدير الشباب لذاته وقيمته يحميه من مخاطر التطرف والممارسات الخاطئة وممارسة الأنشطة تجعله يشعر بذاته، والشباب في التعليم يتعاطون منشطات متوهمين أنها تساعدهم في استذكار دروسهم لفترات أطول وتحصيل المعلومات بشكل كبير بين طلاب المدارس والجامعات واتخذت خطوة مهمة مع وزارة التربية والتعليم وأعددنا مكوناً عن التدخين والإدمان سوف يتم إدماجه في خمس مواد دراسية في مرحلة التعليم الأساسي بدءاً من العام الدراسي القادم. وما طرق وعلاج مكافحة الإدمان؟ - أي طريقة تعتمد علي جانبين، الأول هو ما يسمي بخفض العرض ونقصد أننا «نكافح المشكلة من الزوايا الأمنية بمعني مكافحة الاتجار والزراعة والتهريب»، أما الجانب الآخر وهو جانب شديد الأهمية وهو ما يسمي بخفض الطلب بمعني الوقاية الأولية وهو منع وقوع المشكلة أصلاً والاكتشاف المبكر ثم العلاج وإعادة التأهيل للمدنيين وهذه منظومة مكافحة المخدرات في العالم كله لو حدث خلل في أي عنصر من هذه العناصر سوف يؤثر علي تفاقم المشكلة بشكل أكثر. وكيف نقنع المدمن بترك الإدمان؟ - تواجهنا مشكلة كبيرة وهي ثقافة الإنكار فرغبة المدمن في العلاج تساعد بشكل كبير في فاعلية البرامج العلاجية والتأهيلية ولكن نعاني في الفترة الحالية من ثقافة الإنكار وهي إنكار أنه مدمن وأيضاً في بعض الأحيان إنكار الأهل للمشكلة وهنا يأتي دور مهم جداً وهو ما يسمي بالعلاج التحفيزي بمعني تحريك رغبات المدمن للمكاشفة والمصارحة ثم تهيئته للبرامج العلاجية، والعلاج الطبي وهو ما يسمي بسحب المخدر من الجسم بمثل 2٪ فقط من علاج وتأهيل المدني ولكن المرحلة شديدة الأهمية وهي ما تسمي التأهيل وإعادة الدمج والتعافي وتغيير سلوكيات المدمن التي أدت إلي وقوعه في مشكلة تعاطي وإدمان المخدرات. هل هناك برنامج معين لمواجهة الإدمان؟ - هناك برنامج لإعداد القيادات الشبابية وطبقناه علي 23 ألف شاب وبرامج المناهج التعليمية ولها دور مهم وسوف يتم دمجها من العام الدراسي القادم، وبرامج التربية الوالدية وتعريف الأسرة بمهارات الوقاية والاكتشاف المبكر بالتأكيد برامج العلاج وإعادة التأهيل التي يقدمها من خلال الخط الساخن للصندوق وهو 16023. وهل هناك رقابة علي مراكز الإدمان في مصر؟ - الرقابة علي هذه المراكز ومنح التراخيص من اختصاص وزارة الصحة وهي المسئولة وانتشار هذه المراكز سببه تدني الوعي الأسري حيث يلجأ البعض إلي مراكز غير مرخصة التي تقدم خدمات علاج لا تتفق مع المعايير الطبية والتأهيلية لا تتماشي مع حقوق المرضي المعترف بها عالمياً، وهناك مشكلة أن القانون لا يسمح بالعلاج الإجباري للمدمن وبالتالي عندما يأتي مريض مدمن ويرفض العلاج لا توجد آلية للعلاج الإلزامى وهذه ثغرة تجعل الناس تلجأ لمراكز غير مرخصة وندعو المواطنين إلي التواصل معنا عبر الصندوق.