الغموض يحيط بمستقبل الإنتاج الدرامي الرسمي هذا العام وقد تخرج شاشة تليفزيون الدولة من المنافسة الرمضانية القادمة، بعد أن كانت قبل 3 سنوات هي الشاشة الأولي في مصر، لكن أصاب الإنتاج الرسمي ما أصاب الدولة كلها في عهد الإخوان من تفكك وتراجع وعدم اكتراث بالفنون والإبداع مع أنها العلاقة الوحيدة الحقيقية في مصر حتي الآن.. ورغم عرض مدينة الإنتاج الإعلامي خطة إنتاج تضم عدداً من النجوم والنجمات علي رأسهم ليلي علوي وسمية الخشاب وصابرين ومحمد رمضان، لكن الواقع يؤكد أن معظم هذه الأعمال لن تلحق بالعرض الرمضاني وكل ما يقال «فرقعة إعلامية» من ممدوح يوسف الذي يواجه حرباً شرسة داخل القطاع بسبب محاولات التعاون الغامضة مع منتجين من الخارج دون سواهم وبسبب عدم العدالة في اختيار النصوص، وقد أثيرت ضده منذ فترة عاصفة من الاعتراض، وطالبوا بإقالته لولا تدخل حسن حامد رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، وأياً كان حجم الأعمال التي ستنافس بها الشركة هذا العام فهي ضئيلة جداً بالقياس لإمكانياتنا بصفتها الجهة الوحيدة المحتكرة لمعظم وأهم أماكن التصوير. أما قطاع الإنتاج الذي يحاول الصمود أمام رياح المطالب الفئوية لكن بالتأكيد الأيام الماضية شهدت تراجع القطاع في العودة للمنافسة بعد أن كان شريكاً في معظم الإنتاج الدرامي في عهد أسامة الشيخ بغض النظر عما أثير حول طبيعة هذا الإنتاج. لكن القطاع فشل هذا العام في الدخول بأي عمل جديد حتي بواقي العام الماضي قبل «أهل الهوي» لفاروق الفيشاوي وإيمان البحر درويش، و«طيري يا طيارة» لبوسي ومصطفي فهمي، فهي مهددة بعدم الاكتمال وربما يكون هذا الموسم هو المسمار الأخير في نعش أهم قطاع إنتاجي رسمي. وفي «صوت القاهرة» العام الماضي أنتجت رغم الظروف المالية والأمنية 15 مسلسلاً يتبقي منها نحو خمسة في الملحق، ربما تضيع أحلام هذا العام بالمنافسة بأعمال جديدة تنضم لبواقي العام الماضي وهي «مدرسة الأحلام» لميرفت أمين، الذي يصور علي مدي عام ونصف العام بسبب الأزمة المالية. وكذلك مسلسل «ويأتي النهار» للمؤلف مجدي صابر والمخرج محمد فاضل وبطولة: عزت العلايلي وفردوس عبدالحميد، ورغم قوة المضمون والإخراج لكن الأزمة المالية مازالت عائقاً لاكتماله. وهناك أيضاً مسلسل «كان يا ما كان» لكمال أبورية ونيرمين الفقي والمخرج خالد بهجت. وكذلك مسلسل «ضابط وضابط» لشذي وطارق لطفي ومحمد كريم وإخراج هاني إسماعيل. وتحاول الشركة الآن احتواء الأزمة المالية وإنهاء بواقي العام الماضي مع محاولات الدخول بثلاثة نصوص جديدة، لكن الواقع يؤكد صعوبة ذلك باستثناء مسلسل «جداول» الذي تعود به الفنانة سهير رمزي للمنافسة بعد غياب 5 سنوات، مع المخرج عادل الأعصر، ويشاركها البطولة مصطفي فهمي وأحمد بدير، وهذه المحاولات سوف تؤكد مدي القدرة خلال الفترة المتبقية له في الشركة، التي تقل عن 6 شهور لتحقق معادلة صعبة رغم ما واجهها من عقبات. وبعيداً عن كل هذه العقبات وتخلي الدولة عن الإنتاج الدرامي الرسمي وتوغل القطاع الخاص بمستوي درامي محبط، كما كان العام الماضي، فإن الضرورة الآن كانت تقتضي من المسئولين بماسبيرو توحيد جهات الإنتاج الثلاث في التعاون في إنتاج عدد معين للمنافسة بها علي شاشة التليفزيون مع الفضائيات أو تفعيل مقترح دمج هذه الكيانات الثلاثة في جهة إنتاجية.