لو صحت الوقائع التى صرح بها اللواء الدكتور ثروت جودة وكيل جهاز المخابرات العامة السابق للزميل هانى عبدالله فى مجلة روز اليوسف، فنحن أمام كارثة كبيرة جدا، لماذا؟، لأن الوقائع التى حكاها اللواء جودة توجب إحالة الرئيس مرسى وقيادات جماعة الإخوان إلى التحقيق بتهمة الخيانة العظمى للبلاد، حيث أكد اللواء جودة أن تفاصيل مذبحة رفح التى راح ضحيتها 16 مجنداً فى شهر رمضان الماضى، تلقتها المخابرات العامة ونقلتها للرئيس مرسى قبل وقوعها، ماذا فعل الرئيس مرسى؟، جودة قال إن مرسى أشر عليها بالحفظ فى الأرشيف، وهو ما يعنى أن مرسى لم يقدر اهمية المعلومة وتسبب بقلة خبرته أو بجهله أو متعمدا فى وقوع المذبحة، والخطر أن مرسى حسب تصريحات اللواء جودة هو الذى يمنع الجيش المصرى من تصفية البؤر الإرهابية فى جبل الحلال بسيناء، وهذا يعنى أن مرسى يفضل بقاء الإرهابيين التكفيريين كما هم فى سيناء، وذكر جودة فى حواره لروز اليوسف الميليشيات المسلحة التى حاولت جماعة الإخوان نشرها فى المدن، لأهمية هذا الحوار أعيد لكم بعض فقرات منه لخطورتها: «بعد أن أسندت مهمة إدارة الجهاز للوزير «رأفت شحاتة»، كان أن طلب «د. مرسى» من شحاتة إقصاء متابعى النشاط الدينى عن عملهم بالجهاز.. وإن كان رئيس الجمهورية قد قال ما صرح به أبوالعلا ماضى.. فهذا أمر فى غاية الخطورة .. بل قريب من حد «خيانة الأمن القومى المصرى».. عقب تصاعد حركة الاحتجاجات فى الشارع – تلقت جماعة الإخوان عرضا أمريكيا، يسمح بدخول شركات «المرتزقة» أو «فرق الموت» الأمريكية، للأراضي المصرية .. وفى مقدمتها شركة «black water». وهى واحدة من الشركات المهمة التى تتعامل مع الولاياتالمتحدة، مثل «البريهات الخضر» و«دلتا فورس» التابعة للبنتاجون «وزارة الدفاع الأمريكية».. ووافقت «الجماعة» مبدئيا على هذا الطلب !. إلا أن كلا من «القوات المسلحة» والمخابرات العامة، اعترضتا على هذه الموافقة بشكل شديد.. فلا حاجة لنا لمثل هذه القوات على أرضنا بأى حال من الأحوال.. بل تمتلك قواتنا المسلحة فرقا تتفوق عليها بمراحل، مثل 777 و999.. أقطع لك تماما بأن «الفرقة» وحدها كفيلة بدك «جبل الحلال» على رءوس من فيه فى ليلة واحدة..ودخول قوات الجيش إلى هذه المنطقة يستلزم موافقة إسرائيل .. وبالتالى على القيادة السياسية أن تطلب هذا الأمر من «تل أبيب»، وهو ما لم يحدث !. .. إن لم تكن «حماس» مسئولة عن مذبحة رفح فهى متواطئة.. ويكفى أن نعلم أن عملية تأمين منفذى الجريمة، تمت من داخل قطاع غزة عبر إطلاق قذائف «الهاون» على معبر «كارنى».. وذلك بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية نيرانها على المنفذين.. وكانت هذه المعلومات أمام مرسى قبل تنفيذ العملية، لكنه كتب على التقرير «يحفظ».. وكانت أمام «طنطاوى» أيضاً.. والتاريخ لن يرحم أحداً.. ألا تلاحظ أنه منذ وصول الإخوان للسلطة، لم يطلق صاروخ واحد تجاه إسرائيل.. هم يستهدفون جيش مصر بالأساس، ولا يريدون إغضاب «أمريكا».. أصبحوا كقطط مستأنسة.. وأصبحت إسرائيل بالنسبة لهم «بابا وماما، وأنور وجدى كمان». لاحظ بدقة ما يحدث فى أى أزمة.. ستجد أغلب من يتحدثون للإعلام من أعضاء الجماعة يرددون نفس الكلام حرفيا.. كأنها ورقة واحدة مررت عليهم ليحفظوها !. - على مستوى العلاقات الدولية .. فسياستنا الخارجية تسير بشكل عشوائى تماما.. ولا تحسب «الإيجابيات والسلبيات» من خطواتها.. وبالتالى تجد زيارات خارجية لا تفهم المغزى منها فى الوقت الحالى، أو ماذا تستهدف تحديدا مثل زيارتى «الهند وباكستان».. ماذا يمكن أن يعود علينا فى الوقت الحالى ؟!.. لا شىء على الإطلاق. يا سيدى أنت فشلت فى كسب ود ألمانيا «القوى المستأنسة فى المجموعة الأوروبية»، فكيف لك أن تكسب دولة واحدة من ال 35 دولة الباقية ؟! .. أنت لا تحس إيجابيات وسلبيات قراراتك أو أفعالك. على المستوى الاقتصادى.. أنت فى أضعف حالاتك.. وتصنف - الآن - دولة «C» أى دولة «مفلسة».. وهو ما سيقف حائلا عن دعم الاقتصاد المصرى من قبل المجتمع الدولى.. ولو استمر هذا الأمر أكثر من ذلك، فتقديرى أن ''ثورة الجياع'' ستندلع خلال شهرين».