بالأمس مرت الذكرى السابعة والثلاثون ليوم الأرض عندما انتفض الشعب الفلسطيني عام 1967 دفاعاً عن أرضه المحتلة وسقط ستة شهداء أجد من حقهم علينا أن نقف إجلالاً واحتراماً لأرواحهم ودمائهم الطاهرة وأن نحفر أسماءهم بحروف من نور في سجل الشهداء وألا ننساهم وهنا يجب أن نذكر أسماء هؤلاء الشهداء وهم: خير ياسين، ورجاء أبو ريا، وخضر خلايله، وخديجة شواهنة من بلدة سخنين، وحسن طه من كفر كنا. ورأفت حسين علي من مخيم نور شمس في الضفة الغربية هؤلاء الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض الفلسطينية يضافون إلى قوافل الشهداء الذين سقطوا منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948 دفاعاً عن الأرض الفلسطينية. العدو الصهيوني ومنذ احتلاله للأرض الفلسطينية وهو يقتل ويدمر ويهجر ويستولي على أرض فلسطين حتى يومنا هذا فهو يستولي على الأرض ويقيم عليها المستوطنات الصهيونية كل يوم وبهذه السياسة الاستيطانية فإن الأرض الفلسطينية سيبتلعها العدو الصهيوني ولن يبقى منها إلا بعض الكنتونات الصغيرة والمتناثرة والتي لا يمكن أن تقام عليها دولة كما تدعي السلطة والإدارة الأمريكية والغرب عموماً عندما يتحدثون عن قيام دولتين. إن التشدق بامكانية قيام دولتين ما هو إلا سراب خادع يسير فيه العرب وينسجه العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية ومع شدة الأسف تشاركهم في الوهم السلطة الفلسطينية وهي التي تعلم جيدا أن تلك المستوطنات الصهيونية القائمة والتي يخطط العدو لإقامتها استولت على كل الأرض الفلسطينية وهذا يعني أن لا مكان لمثل هذه الدولة الفلسطينية. فقد ذكر مسؤول الخرائط في مركز الدراسات العربية السيد خليل التفكجي أنه لم يبق سوى 4% من أراضي الخط الأخضر أي الأرض الفلسطينيةالمحتلة عام 1948 ولم يبق في القدس سوى 13%، أما الضفة الغربية فقد تمت مصادرة أكثر من ثلث مساحتها. وذكر تقرير احصائي فلسطيني ان عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية بالضفة الغربيةوالقدس بلغ 482 موقعا في نهاية عام 2012 وأفاد الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني في تقرير بمناسبة يوم الأرض بأن عدد المستوطنين بلغ 536 ألفاً و932 مستوطناً في نهاية 2011. وأوضح التقرير أن 49.8% من المستوطنين يسكنون في القدس حيث بلغ عددهم 267 ألفاً و634 مستوطناً منهم 199 ألفا و647 مستوطنا في القدسالشرقية التي تقول السلطة إنها عاصمة دولة فلسطين. هذا بالنسبة للضفة الغربيةوالقدس وأرض 48 أما الجانب الآخر الذي لا يتحدث عنه أحد من الأرض الفلسطينية وهو صحراء النقب المحتلة فهناك خطة صهيونية بالاستيلاء وسلب حوالي 800 ألف دونم من بدو النقب ونقلها إلى الحكومة الصهيونية لتوطين حوالي 300 ألف يهودي ضمن تهويد وتوطين اليهود في النقب والجليل وهذا المخطط الصهيوني يعرف باسم "برافر" التهجيري. وهناك مخطط صهيوني آخر تحت مسمى "تطوير" النقب يستقدم أكثر من ربع مليون يهودي عام 2020 ورصد العدو لهذا المخطط ستة مليارات دولار ومن المتوقع إنجازه عام 2018. نسأل الآن السلطة الفلسطينية ونسأل النظام الرسمي العربي الذين يلهثون وراء سراب الدولتين.. أين الأرض التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية بعد هذا الاستيطان وهذا التهجير وهذا التدمير وهذه المخططات الصهيونية. إننا نجد أنفسنا ونحن نتحدث عن يوم الأرض.. أننا نتحدث عن سراب.. لأن يوم الأرض بلا أرض!! نقلا عن صحيفة الشرق القطرية