ذكرت الصحف الصادرة صباح أمس استشهاد الشيخ محمد عبدالخالق، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بمدينة العبور، الشهير ب«أبويحيى» فى سوريا، وكان «أبويحيى» قد سبق وانضم إلى قوات الجيش السورى الحر قبل ستة أشهر، وذكر أن أحد قناصى قوات النظام السورى أطلق عليه الرصاص أثناء توجهه إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة بمنطقة قلعة المضيق بريف حماة، وتم دفنه بأرض الشام. «أبويحيى» 33 عاماً ولديه شركة للتكييف بمصر، كما أنه حاصل على بكالوريوس رقابة جودة، وكان عضواً بحزب النور قبل أن ينفصل عنه ليشارك فى تأسيس حزب «الراية» مع الشيخ حازم أبوإسماعيل. وقد نشرت صحيفة الشروق «إن حوالي 37 ألف عنصر مسلح يقاتلون في سوريا ضد النظام، وإن المعلومات تتحدث عن أن أكثر من 12 ألف تونسي متطرف إسلامى دخلوا الى سوريا عن طريق تركيا، وهم من تنظيم القاعدة المغربي، كذلك جاء حوالي 10 آلاف من الجزائر من السلفيين والأصوليين، وأضافت الصحيفة: «إن حوالي 15 ألف سلفي وأصولي جاءوا إلى سوريا من اليمن ومن العراق، وكلهم يحملون فكر تنظيم القاعدة وبن لادن»، والخبر لم يذكر عدد المصريين الذين يقاتلون فى سوريا فى صفوف الجيش الحر، خاصة أن الأخبار التي نقلتها وكالات الأنباء خلال الفترة الماضية أكدت وجود بعض المصريين التابعين للتيار السلفى ولجماعة الإخوان، وقد انضموا جميعا إلى صفوف المقاتلين بعد قيام الثورة المصرية. وقد نشر خلال الأسابيع الماضية عن وفاة أحد الشباب التابعين لجماعة الإخوان المسلمين، ونعته الجماعة وقيادتها واحتسبته عند الله شهيدا، وأيامها كتبت هنا وتساءلت: هل الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان سيحولون شباب مصر إلى مقاتلين باسم الدين لتغيير الحكام العرب؟، هل الشباب الإخوانى والسلفي سوف يكون أداة الجماعة المحظورة في الإطاحة برؤساء وملوك وأمراء الدول العربية؟، هل في فترة حيازة الإخوان لحكم مصر ستتحول البلاد إلى قاعدة لتصدير المقاتلين للقتال تحت عنوان الجهاد فى سبيل الله؟ وماذا بعد عودتهم من بعثاتهم الجهادية الإسلامية؟ كيف سيتأقلمون مع المجتمع وقوانينه وخطابه الدينى المغاير لخطابهم الجهادى؟ وكيف ستتعامل الحكومة معهم؟، هل سينضمون للجيش المصرى أم سيشكلون جيشا موازيا أم أن حكومة الإخوان سوف ترسلهم لإحدى الدول العربية الأخرى لكى تطيح بحاكمها ونشر الإسلام بها؟ هل المدن المصرية ستتحول إلى مدن أفغانية؟ هل ستكون مصر القاعدة الأم لإنتاج وتصدير المجاهدين ضد الحكومات الإسلامية؟، هل سيكونون نواة لجيش محمد عليه الصلاة والسلام الذى سيعيد فتح الدول الإسلامية وينشر الخطاب الدينى الإخوانى بها أو أن الجماعة سوف توجههم لغزو بلدان الكفرة الفجرة فاتحا وناشرا لخطاب الجماعة الفقهى المتشدد ولإقامة دولة الخلافة؟ وقد حملت فى المقال جهاز المخابرات العامة وجهاز امن الدولة مسئولية التصدى لظاهرة الجهاد التى يرفع لواءها بعض شباب التيارات الإسلامية، ونبهت لخطورة هذه الظاهرة، خاصة ان مصر قد شهدت خلال فترة الثمانينات الآثار السيئة لفكر هؤلاء المجاهدين بعد عودتهم من أفغانستان حيث قاتلوا ضد الاحتلال الروسى. ووجهت في المقال سؤالا للأزهر ودار الإفتاء يقول: هل القتال في صفوف المعارضة فى بلد عربي إسلامي ضد حاكمها العربي المسلم حتى لو كان ظالما يعد جهادا فى سبيل الله؟ وذكرت في المقال الآية الكريمة التي تحث على محاربة المسلم للمسلم: «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين الحجرات 9»، وتساءلت: هل الخطاب هنا موجه للأفراد أم لجماعة بعينها أم للحكام؟ فالله عز وجل حسب فهمى للآية وجه خطابه للجماعة، والجماعة هنا ليس جماعة الإخوان ولا جماعة محدودة ضمن الشعب، بل خاطب الجماعة التي بين يدها الحل والعقد القادرة على التفاوض والتجييش والمحاربة، وهذه الجماعة هي (ولى الأمر) صاحبة الحق فى إصدار أمر القتال مع فريق ضد آخر من المتخاصمين، ولا يجوز لأي مواطن أن يخرج بدون أمر ولى الأمر أو الحاكم. المشكلة فى مصر اليوم أن ولى الأمر وهو الدكتور محمد مرسى من الفئة التى تؤمن بمفهوم الجهاد ضد المسلمين، ويؤمن كذلك بفكرة الخلافة الإسلامية، وهو ما يعنى أن مصر تواجه خطرا كبيراً فى أمنها القومى وفى علاقتها بالدول المجاورة لها، من هنا نحمل الأجهزة الأمنية مسئولية حماية البلاد من أصحاب هذا الفكر الجهادى.