كل يوم شيخ | "مصطفى إسماعيل" مُقرئ القصر الملكي وصاحب النفس الطويل في الإنشاد

الشيخ مصطفى إسماعيل، واحد من كبار المُقرئين، كان أول قارئ يسجل في الإذاعة المصرية دون أن يمتحن فيها، وعندما استمع له الملك فاروق، أعجب بصوته وأمر بتعيينه قارئاً للقصر الملكي على الرغم من أنه لم يكن قد اُعتُمدَ بالإذاعة، وعندما ذاع صيته، زار مدينة القدس عام 1960.
وقرأ القرآن الكريم في المسجد الأقصى في إحدى ليالي الإسراء والمعراج، وكان الرئيس محمد أنور السادات من المحبين لسماع صوته، حتى إنه كان يقلد طريقته في التلاوة عندما كان السادات مسجوناً، فاختاره عام 1977، ضمن الوفد الرسمي لدى زيارته للقدس وهناك
قام ثانية بقراءة القرآن الكريم في المسجد الأقصى.
اقرأ ايضا : كل يوم شيخ | إيهاب يونس "المداح الباسم" مزج الإنشاد بالموسيقى فأخرج تحفة روحانية تُطرب الوجدان
وُلد الشيخ مصطفى إسماعيل، في 17 يونيو 1905، بمحافظة الغربية، في قرية ميت غزال، مركز السنطة، حفظ القرآن الكريم وهو في عمر الثانية عشر في كتّاب القرية، ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا، ليتم دراسة القرءات وأحكام التلاوة، حتى أتم تلاوة وتجويد القرآن الكريم وراجعه ثلاثين مرة على يد
الشيخ إدريس فاخر.
زار خمساً وعشرين دولة عربية وإسلامية وقضى ليالي شهر رمضان المعظّم وهو يتلو القرآن الكريم بها، كما سافر إلى جزيرة سيلان، وتركيا وماليزيا، وتنزانيا، وزار أيضا ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
أتقن المقامات وقرأ القرآن بأكثر من 19 مقاماً بفروعها وبصوت عذب وأداء قوي، وعُرف عنه ب صاحب نَفَس طويل في القراءة التجويدية، وتمكن في تلاوته النغمات والمقامات بشكل استحوذ على إعجاب المستمعين، وكان ينتقل بسلاسة من نغمة إلى أخرى، واستطاع أن يعرف قدراته الصوتية بشكل جيد وطرق استخدامها في الوقت المناسب، وتمكن من المزج بين علم القراءت وأحكام التلاوة وعلم التفسير وعلم المقامات وكان يستحضر حجة القرآن في صوته ويبثها في أفئدة المستمعين لاستشعار جلال المعنى القرآني.
يا نور عرش الله