حملة مسعورة قام بها الإخوان ضد الإعلام والإعلاميين فى محاولة لإرهاب أى صوت معارض ورافض للرأى الآخر فاستغاثت جميع برامج التوك شو على الهواء، بالشرطة لحماية الإعلاميين وضيوف البرامج من التعدى عليهم من المتظاهرين أمام مدينة الإنتاج ومنع دخولهم لممارسة عملهم. فمنع الدكتور عزازى على عزازى القيادى الشعبى من الظهور مع معتز الدمرداش فى برنامج «مصر الجديدة» ومنع أيضاً علاء عبدالمنعم النائب السابق بمجلس الشعب، حيث كان مقرراً ظهوره على شاشة قناة «أون تى في» والدكتور محمد أبو الغار، وضياء رشوان نقيب الصحفيين، بينما اعتدت مجموعة من المتواجدين أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، على كاميرات القنوات الفضائية والصحف ومنعوهم من التصوير، مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين العاملين بالقنوات والمتظاهرين، فيما تجمع العشرات من المتظاهرين أمام بوابة 4 للمدينة مرددين «الشعب يريد تطبيق شرع الله، الشعب يريد تطبيق الإسلام، إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية، يا إعلام يا كداب هنسففك التراب»، ورسم جرافيتى مسيئة إلى عدد كبير من الإعلاميين، وكتابة على الأرض «مطلوب قتلهم». وتعرض الإعلامى حسين عبدالغنى للسب وتحطيم سيارته عند دخوله للمدينة للمشاركة فى «بلدنا بالمصرى»، وقال عبدالغنى: إنه عند وصوله إلى البوابة رقم 8 للدخول فوجئ بعدم وجود أى أفراد أمن، مؤكداً أن عدداً ممن ينتمون إلى التيار الإسلامى حاولوا تحطيم السيارة، وقالوا للسائق: «ممنوع الدخول»، مؤكداً أنهم من يتحكمون فى الدخول والخروج للمدينة. وناشد «عبدالغنى» المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، وجميع المؤسسات التى تدافع عن الصحافة فى العالم التدخل لوقف هذه المهزلة، متسائلاً: «أين أنتم مما يحدث فى مصر الآن فى ظل الهجمة الإسلامية؟، وأضاف: إن الكلمة تغتال الآن فى مصر، والتحريض على الإعلام بقتلهم يجعلنا نتهم بعض الجماعات الإسلامية التى دعت إلى محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى وإباحة دم الإعلاميين باعتبارهم فاسدين، وواجب عليهم فصل رقبتهم عن جسمهم. وأشار عبدالغنى أن الإعلام لم ينحن وسوف يدافع عن حرية الإعلام والصحافة، ونرفض جميعاً كشعب مصرى أن تتحول مصر إلى أفغانستان. أما الإعلامية جيهان منصور فقد اعترضت على حصار المدينة واعتبرته تهديداً صريحاً للإعلام الخاص تحت سمع وبصر الجميع، وقالت إن ما نفعله هو الاستمرار فى عملنا وعدم الاستسلام، فمصر تمر بأصعب أوقاتها، وللأسف توجد شخصيات لا تريد أن تحقق الثورة أهدافها، ولأن الإعلام هو صوت الحق يسعون لإسكاته، لأنه يقول الحقيقة ويضع يده على المسكوت عنه، وبدلاً من الإصلاح، والعمل على نهضة مصر تفرغ الجميع لإقصاء الإعلام، ولابد أن يعلم الجميع أننا لن يخرسنا أحد، وقالت «منصور» إن حصار المدينة تحدثت عنه الصحف الأجنبية معتبرة هذا تقييداً لحرية الإعلام، فى ظل غياب الديمقراطية. واعترض الإعلامى فهمى عمر على ما يحدث أمام مدينة الإنتاج، هذا الصرح الكبير الذى يضم قنوات عربية وأجنبية ومصرية، فهى مدينة مكتملة العناصر بما فيها من استوديوهات مختلفة ترصد التاريخ المصرى سواء الحديث أو القديم، وتجذب المسلسلات والأفلام للتصوير بها، والحصار يجعل الطلب عليها ضئيلاً خوفاً من تعرض فريق العمل للضرب أو الإهانة، وعلى القنوات الدينية البعد عن الفتاوى التى تبيح الدم وتحرض على القتل، واندهش عمر لشعارات المتظاهرين بمدينة الإنتاج والتى تحمل فى محتواها إباحة اغتيال المعارضين لأفكارهم، وقال إننى أعيش حالة من الحزن لما أشاهده على أرض مصر من عنف وأحسست أننا ندخل فى متاهات لا نعرف مداها وإذا انقسم الشعب المصرى ذهبت مصر إلى طريق طويل مسدود لا أمل فى عودتها، بل سنصبح مثل أفغانستان وسنتخلف لسنوات، بدلاً من أن نتحدث عن حضارتنا سنتحدث عن تخلفنا، وأناشد الشعب المصرى: حافظوا على وطنكم حتى لا تندموا.