أثارت قرارات مكتب شورى الإخوان المسلمين فى اجتماعه العلنى الأخير حالة من السخط داخل الأوساط الشبابية لجماعة الإخوان، وامتلأت صفحات المنتديات الشبابية بتعليقات يغلب عليها طابع الهجوم الحاد على قرارت مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام . أبرز قرارات مجلس الشورى كانت اعتماد إجراءات مكتب الإرشاد لإشهار حزب" الحرية والعدالة" وتحديد ملامح برنامج الحزب واللائحة المنظمة للعمل الداخلى للحزب, اختيار محمد مرسى لرئاسة الحزب وعصام العريان نائب ومحمد سعد الكتاتنى أمين عام وجميعهم أعضاء بمكتب الإرشاد ومحسوبين على تيار الصقور داخل الجماعة، كما صرح الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين بأن الإخوان سيخوضون الانتخابات البرلمانية المقبلة بنسبة 50 % رغم التصريح مسبقاً بأن نسبة مشاركتهم فى الانتخابات لن تتجاوز ال 35%، وأكدت مصادر هذا التصريح وحددت 254 عضوا إخوانيا لخوض انتخابات الشعب المقبلة. قرار عمل لجنة تحقيق داخلية للتحقيق مع المخالفين من أبناء الجماعة حمل لهجة تهديدية مرتبطة بالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المحسوب على التيار الإصلاحى"الحمائم" للإخوان، كما أثار تساؤلات عديدة واستفسارات حول اللائحة التى ستنطبق للحكم على المخالفين رغم عدم وجود سند قانونى لها . ورغم إعلان "عبد المنعم أبو الفتوح" عن ترشحه فإن الجماعة أكدت أنها لن تدعم أيا من أبنائها فى حالة مخالفة أوامر الجماعة وترشحه حسبما جاء على لسان أمينها العام بنفى وجود مرشح للإخوان فى انتخابات رئاسة الجمهورية . حزب الإخوان الجديد أصبح منبرا رسميا وشرعيا للإخوان المسلمين فى مصر لممارسة العمل السياسى من خلاله سواء بخوض الانتخابات البرلمانية أو بالسعى لتولى مقاليد الحكم فى البلاد عن طريق الانتخابات الرئاسية، وإيذانا بأنها أصبحت رقماً مهماً فى معادلة السياسة المصرية. يأتى هذا فى الوقت الذى راهن فيه عدد من السياسيين والباحثين على إثراء حزب الإخوان للحياة الحزبية فى مصر، رغم وجود الإخوان المسلمين وتغلغلهم فى العمل السياسى منذ تأسيس الجماعة فى 1928 وتأكيد حسن البنا المؤسس الأول للجماعة على التفريق بين ممارسة العمل السياسى والعمل الحزبى وكان دائما ما يصفها بالبغيضة . شريطة أن تعدل خطابها السياسى ليتوافق مع مقتضيات الدولة المدنية وأن تجتاز الاختبار الصعب بالتحول إلى العلنية والدخول من القنوات الشرعية بعد عهود من ممارسة العمل السرى . الأسئلة الشائكة التى تطرح نفسها بعد إعلان الجماعة عن تأسيس حزبها واختيار هيكله القيادى هل سيتم الفصل بين عمل الإخوان كجماعة دعوية وحزب يمارس العمل السياسى ؟! وهل سيكون ثمة انشقاق إذا ما تعارضت آراء الحزب السياسية القائمة على الاختلاف وتتبادل وجهات النظر، مع توجه الجماعة والمبني على مبدأ السمع والطاعة؟. وهل نفى الجماعة لترشيح أحد أبنائها لانتخابات رئاسة الجمهورية يهدد بحدوث انشقاق بعد إعلان "أبو الفتوح" عن ترشحه؟ كما أن إعلان الجماعة عن مشاركتها بنسبة 50% فى انتخابات الشعب القادمة يعد التفافاً على ما سبق وأعلنته عن أن النسبة لن تتجاوز 35 % ؟. هل ماحدث من تكليف لمرسى والعريان والكتاتنى تعييناً أم عن طريق الانتخاب ؟ وهل سيستمر تدخل مكتب الإرشاد فى اختيار قيادات الحزب، دون الرجوع للهيئة التأسيسية للحزب أو الجمعية العموميية فيما بعد. وصف محمد ماهر عقل المنسق الإعلامى لمؤتمر شباب الإخوان الأول اختيارات مجلس شورى الإخوان لقيادات حزب الحرية والعدالة بأنها صادمة لقطاع الشباب داخل الجماعة. واستنكر أن يكون اختيار رئيس الحزب وأمينه العام والنائب الأول من خلال مجلس شورى الإخوان دون الرجوع للهيئة التأسيسية للحزب، رغم تصريح الجماعة أكثر من مرة بفصل الحزب عن الجماعة. وشدد على ضرورة الفصل بين العمل الدعوى لجماعة الإخوان المسلمين وبين العمل الحزبى والسياسى، حتى لاتنعكس أخطاء الحزب على الصورة التى يرسمها الناس للإخوان. وكشف "عقل " عن وجود اتجاه لدعم الدكتور أبو الفتوح فى حالة ترشحه لرئاسة الجمهورية والذى يعد تمردا شبابيا على قرارات مكتب إرشاد الإخوان المسلمين . وقال أحمد أبو ذكرى المتحدث الإعلامى بمؤتمر شباب الإخوان المسلمين، إن الاختيارات جاءت مخيبة لآمال الشباب وكان من باب أولى فى أول ظهور لحزب إخوانى على الساحة السياسية أن تمارس العمل الديمقراطى وتختار قيادات الحزب عن طريق الهيئة التأسيسية للحزب . ووصف الاختيارات بأنها منفرة للشباب، نافياً أن يكون ذلك بسبب الأشخاص المختارين، ولكن بسبب الطريقة التى تم بها الاختيار وتجاهل وتهميش الشباب بهذه الطريقة . ورفض" أبو ذكرى " الإفصاح عن تأييد الشباب من عدمه للدكتور أبو الفتوح وقال " أبو الفتوح هو الأنسب حتى الآن ولكن ما زال هناك 9 شهور على انتخابات الرئاسة .