من فضائل شهر الصيام أنك تزداد يقينًا بأن الدنيا والعمر أقل زمنًا من إهدارهما فى عبثٍ لن يقدم أو يؤخر، فتحاول جاهدًا الوصول إلى أقصى درجات ضبط النفس، خصوصًا عندما تتعرض لاستفزاز وحماقات مَن لا يمتلكون أدنى مقومات الحوار مع الآخر. ولكى تستطيع الوصول إلى تلك الغاية حفاظًا على هدوئك النفسى فى الشهر الفضيل، حاول ما استطعت تجاهل أصحاب الضحالة الفكرية، والاتباع الأعمى، الذين يتميزون بسطحية اهتماماتهم، ولا يسمحون لأنفسهم بالتفكير أو إعمال العقل. أمثال هؤلاء لا يمتلكون رفاهية الاستقلال الفكري، ليصبحوا مرتهنين بالآخرين فيما يكتبون ويقولون، بانتظار تلقّى ما يُملى عليهم أو يوجههم، لأنهم جَمَّدَوا العقل وبالتالى يميلون كالريح ويتبعون كل ناعق! لذلك إذا كنت تتوقع الفشل فى إقناع الطرف الآخر، أو شعرت بوجودك فى وسط لا يستجيب لك ولا يحتويك ولا يتفهم أفكارك، أو جرِّك للاستفزاز أو العبث بأعصابك، وأحسست بعدم قدرتك فى إظهار وجهة نظرك بطريقة مقنعة، ولا تستطيع احتواء الآخرين.. فلا تُناقش.