بحضور الكاتب والسيناريست بلال فضل، نظم فريق "عيد الانتماء" احتفالية خاصة بثورة 25 يناير لتكريم مجموعة من مصابي الثورة، وتسليط الضوء على مجموعة من الشباب الناجح، وذلك بنادي نقابة المحامين بالمعادي. في كلمته أشار بلال فضل إلى أن نموذج النجاح الشخصي هو أساس نجاح الوطن، لذا فلابد من تحويل الموهبة الصغيرة إلى موهبة أكبر، فلا يكتفي الفرد بما هو عليه بل لابد من القراءة والاطلاع والاستفادة من تجارب الآخرين، "ولأن حرية الوطن تأتي من حرية الفرد، نجد أننا ثرنا ورفضنا انتهاك حرية الفرد فحررنا الوطن". ويرى فضل أنه لايوجد إنسان يضحي طيلة الوقت مهما كان نبل المعنى وعظمته، لكن لابد أن يعطيه وطنه الأمل والحرية والكرامة والعزة والاستقرار بمعناه الحضاري، أي الشموخ بأن تكون الأمة ثابتة على الأرض لكن رأسها مرفوع في السماء، وليس بمعناه (المباركي)، الذي جعل الاستقرار يعني الانبطاح أرضا كما هو الحال مع الجثث الميتة. تصحيح المفاهيم ويضيف فضل: "علينا الآن تحديد ماذا نريد من هذا الوطن، فقد ضحينا بأرواحنا من أجل حريته، ولابد أن يدرك من يعتقد أن الديمقراطية تعني حكم الأغلبية أنه مخطئ، فلابد من أن يتعلم ويدرس ويفهم أن هناك فرقا بين حكم الأغلبية وتحكم الأغلبية، فلا ديمقراطية بدون ضمان لحقوق الأقليات ليس فقط الدينية بل حتى الملحدين فالقرآن الكريم يكفل الحرية للجميع". وبرأي فضل أن المشكلة الرئيسية في مصر أننا بحاجة لتصحيح المفاهيم، فينبغي ألا يحجر إنسان على الآخر. ويكمل: "المشكلة أننا تركنا أنفسنا لآخرين يفسرون القرآن ويوجهوننا، ونسينا أن القرآن جاء ليأمرنا بالتعقل والتدبر كل حسب زمنه وظروف مجتمعه، حتى أن مذهب الإمام الشافعي في العراق غير مذهبه في مصر، ونحن أمسكنا بهؤلاء العلماء ولم نمسك بمنهجهم أو الطريقة التي فكروا بها". ثورتنا لم تكتمل وأكد فضل على ضرورة فهم معنى "الفترة الانتقالية"، قائلا: "نحن نعايش مشكلة كبيرة جدا وهي أن ثورتنا من نوع خاص، فهي الثورة الوحيدة التي لم تكتمل ولم يكن بالاستطاعة أن تكتمل، لأنها بصراحة ووضوح لم تكن ثورة كل الشعب المصري، وإلا لكنا وصلنا لأبعد مدى تمنيناه، ولكن الحقيقة أنها ثورة أحرار المصريين. وتابع: "أكبر مشكلة عانينا منها في الميدان كانت مع أهلنا وأقاربنا الذين قالوا أننا نخرب البلد، ونُهين رجل كبير، ذلك الرجل الذي أهان الشعب والبلد، والآن مهمة كل مصري حر من مختلف فئات المجتمع شعراء وكتاب وسمكرية وعمال وأطباء وغيرهم، أن يستكملوا تحرير عقول باقي المصريين، حتى لا يقول لنا البعض إن (البلد مش لاقية تاكل)". ويضيف: "المشكلة الثانية أن حسني مبارك ترك لنا البلد مفخخة، لغم التطرف الديني، الفتنة الطائفية، اقتصاد منهار..، ومهمتنا عبور هذه الفترة الحرجة، حتى نحصل على حكومة مدنية منتخبة، ورئيس مدني منتخب أيا كان ومن أي تيار، ولابد أن نعي أن أي حاكم سيتعامل مع تحديات الواقع، فالرئيس والحكومة المدنية المنتخبة ستكون بمثابة الجرافة التي تحمل الأنقاض". الثورة حالة ولادة شارك في الاحتفالية أيضا الشاعر أحمد حداد، والذي أوضح أن كل شعوب العالم قبل أي ثورة يراودها حلم واحد وهو أن ترى بلادها في أفضل حال، وثورة 25 يناير كانت أفضل بداية للتغيير، فالكل يسير في اتجاه واحد ولتحقيق هدف واحد. وشبه حداد الثورة بحالة الولادة في البداية غشاء أسود لا يرى من خلاله الإنسان أي شيء، ثم مرحلة البكاء والفزع حينما يرى العالم، ثم مرحلة الوعي وهي المرحلة التي نعيشها حاليا. وعن مؤيدي مبارك قال حداد: "كنت ومازلت بتفرج عليهم، وبالعند فيه لم أحذف أي صديق لي من على الفيس بوك لأنه من مؤيديه، فمنذ خطابه الأول الذي أراد من خلاله استعطاف الناس نجده يريد تحقيق هدفه الدائم في تفرقة الشعب المصري، من خلال تفرقة مسلمين ومسيحين، أهلاوي وزملكاوي، مؤيدي مبارك والثوار وهكذا". تكريم الأفضل على هامش الاحتفالية تمت إقامة معرض رسوم كاريكاتير ومعرض صور فوتوغرافية عن ثورة 25 يناير، وفي نهاية الاحتفالية كرم فريق "عيد الانتماء" الأخوين محمود وبدران محمد، الأول حائز على عدة جوائز دولية في مجال تطوير الخلايا الشمسية لصنعها من النبات، والثاني حائز على جوائز دولية في مجال كيفية مقاومة القنبلة النووية بالقوة الكهرومغناطيسية. كما تم تكريم الطفل يوسف الشريف، أصغر لاعب كرة قدم فى العالم والحائز على عدة ميدليات دولية، وكذلك أصغر لاعبة سباحة فى العالم وأصغر لاعب بينج بونج في العالم من اصحاب الارادة القوية ومتحدى الاعاقة. يذكر أن فريق "عيد الانتماء" هم مجموعة من الشباب المصري يسعون لتطوير وتنمية مصر بسواعدهم، بهدف أن تعود مصر إلى مكانتها كأول الأمم في شتى المجالات.. وأن يكون الانتماء لمصر ليس مجرد ظاهرة تتفجر من وقت لآخر بل شعور دائم يحث على تقديم الأفضل.