4 محاور مستهدف تحقيقها لتعظيم الريادة الرقمية للشركة الظل ينكشف عند أول ضوء، فلا تحجبك العراقيل عن نيل مبتغاك... أنت بطموحك تسمو إلى ما تريد، وليكن أملك أو ما تطمح إليه عالياً، فإن التعب واحد، والمشقة نفسها التى تواجهها فى الأمر الصغير هى نفسها فى الأمر العظيم، فليكن طموحك كبيرًا.. وهكذا محدثى إيمانه من يملك إرادته بنفسه لن يغلب فى حياته. لا تدرك الأمور إلا بالإصرار وكثرة المحاولة، والجد والتخطيط، والسهر على بلوغ الغايات، فإذا نسيت كل هذا.. فتذكر ما تسعى إليه، وعلى هذا كانت مسيرته منذ الصبا. معتز عشماوى العضو المنتدب لشركة عربية أون لاين للوساطة فى الأوراق المالية... يسعى دائمًا أن يكون رجلًا صاحب قيم، لا يسع وراء الأشياء الزائفة، ولكن يسعى خلف الأشياء التى تبهر العقل، مغامر بلا حدود، يواجه مشاكله ويتجاوزها دون أدنى عناء، الاحترافية فى العمل أهم مفردات قاموسه. أزهار جميلة وألوان رائعة، مساحات خضراء، رائحة عطرية فى كل مكان.. حديقة المنزل تبهر بجمالها، وتناسق مساحاتها بالفل والياسمين.. أشجار على جانبى الممر، تمتد حتى المدخل الرئيسى، بساطة فى تصميم الألوان على الحوائط، ألوان هادئة ومريحة للنفس، بكل جوانب المكان، نباتات وزهور، أنتيكات ورسومات تحمل التراث الكلاسيكى، بين الممرات، الهدوء طاقة إيجابية، تمنحه مزيدًا من العمل.. بنهاية الممر تبدو غرفة مكتبه أكثر تنظيمًا، تصميمها باللون السكرى، أباجورة ومكتب، ولاب توب، كل محتويات حجرة مكتبه. ذكريات سطر تفاصيلها، منذ صباه، تحمل المسئولية لتحقيق ما خطط له... بدأها بحكايته مع البورصة ورحلتها الطويلة، ومحطاتها التى غيرت من حياته... بمنطق أن الشدائد تخلق الرجال، واجه الكثير من العراقيل إلى أن نجح فى تحقيق أحلامه. الثقة والحماس من السمات التى تمنحه الأفضلية، يتبين ذلك فى تحليله للمشهد الاقتصادى، بدا أكثر تركيزًا، يقسم المشهد إلى مشهدين الأول حركة الاقتصاد ما قبل الغزو الروسى لأوكرانيا، وبعده، فالمراقب للأحداث يعلم جيدًا، ما تحقق للاقتصاد من طفرة بالنمو، وإشادة المؤسسات المالية بما تحقق فى نجاح تجربة الإجراءات الإصلاحية، وما تحقق أيضًا من أرقام على كافة القطاعات، ووصول النمو الاقتصادى لمعدلات لم تتحقق منذ عام 2010، نتيجة الإصلاحات الهيكلية، التى بدأت بالفعل تجنى الثمار، ولكن مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، الذى تصادف مع وقوعها، حدوث ارتفاع فى معدلات التضخم عالميًا، والذى انعكس سلبيًا على السوق المحلى، ومعها راح البنك المركزى يبذل قصارى جهده باتباع سياسة السيطرة على التضخم من خلال أدواته المالية، بالمرونة فى تحريك سعر الصرف، وزيادة أسعار الفائدة، بهدف الحد من أثر التضخم على السوق المحلى، وبالتالى كان لابد من استخدام الآليات لمواجهة الآثار السلبية للتضخم. إذن بعد كل هذه المستجدات والتطورات العالمية اقتصاديًا.. ماذا عن رؤيتك خلال الفترة القادمة؟ - بهدوء وثقة يجيبنى قائلًا إن «الاقتصاد سيشهد فترة هدوء نسبى، بعد فترة التغييرات على مدار شهرين سواء على مستوى الحروب، وتأثيرها على الاقتصاد، ورد الفعل من جانب الاقتصاد الوطنى على هذه التوترات، وبالتالى متوقع استقرار المشهد». حينما يتحدث يمتلك شيئًا يستحقّ التحليل، وهكذا الرجل رغم حالة عدم الاستقرار فى الاقتصاد العالمى، إلا أن تفاؤله بالاقتصاد الوطنى لا حدود له، لكن لا بد من اتخاذ خطوات لتحويل الحلم إلى حقيقة، من خلال العمل على تشجيع التصنيع المحلى، ودعم الصناعة، والتوسع فى الزراعة، لكتابة نهاية لعمليات الاستيراد، مع تحقيق إعفاءات ضريبية، وخروج لائحة قانون الاستثمار إلى النور، وكلها عوامل سيكون لها دور كبير فى تعظيم الاقتصاد وتعزيز قوته، واستكمال مسيرة الإصلاح الاقتصادى والتنمية الاقتصادية. لا تحاول أن تكون إنسانًا لا يخطئ فهذا مستحيل، بل كن إنسانًا يتعلم من أخطائه فهذا عظيم، وعلى الحكومة أن تكون كذلك، وتستفيد من أزمة التضخم العالمية، الذى سوف يكون له تأثير فترة على السوق المحلي، ولكن الحكومة تسعى بكل طاقتها لمحاولة إزالة الآثار السلبية للتضخم، وتعمل أيضًا على حماية مكتسباتها بما حققته من منظومة البعد الاجتماعى، والحفاظ على استمرار كافة الخدمات التى جنى ثمارها رجل الشارع من خدمات صحية وتعليمية، وغيرها من الخدمات الأخرى، إلا أن المواطن لا يزال ينتظر أن يلمس نتائج الإصلاح ماديًا، ومع النمو الاقتصادى سوف يتحقق ذلك. كلّ منّا يخوض معركة خاصة من أجل تحقيق أهدافه، ونفس الحال كان أداء السياسة النقدية متمثلة فى البنك المركزى، حيث نجح فى مواجهة معدلات التضخم، واستقرار سعر الصرف طوال الفترة الماضية إلى أن كانت الأحداث الخارجية، التى تعامل معها البنك المركزى أيضًا باستخدم أدواته فى كبح جماح التضخم، ورفع أسعار الفائدة، والبنك المركزى يتحرك وفقًا لما يمتلكه من رؤية تصب فى مصلحة الاقتصاد. كان الجدل مثارًا حول أسعار الفائدة منذ جائحة كورنا، ومطالبة الخبراء والمراقبين بمزيد من التخفيض، قبل ارتفاع معدلات التضخم عالميًا، والتحول إلى المطالبة بمزيد من رفع الفائدة... فما تفسيرك؟ - خبرته الطويلة منحته المزيد من الرؤية الدقيقة، يتبين ذلك فى رده قائلًا: إن «البنك المركزى لديه من المعلومات والبيانات ودراسة المشهد عالميا ما يمنحه القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة فى حالات الخفض، أو الرفع، وهو ما شهدته السياسة النقدية مؤخرًا، ووضحت رؤيتها للمستقبل، مع التوقع بزيادة أسعار الفائدة نسب ملموسة خلال الفترة القادمة». أن تسير إلى الأمام فهو سر نجاح ونفس الحال للرجل حينما يتحدث عن الاقتراض الخارجى، يعتبر أن مواجهة الاقتراض الخارجى، تتطلب تدخل الدولة بالعمل على استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التى سوف تحد بصورة كبيرة من عجز الموازنة، وانحسار عملية الاقتراض، التى لا تمثل خوفًا طالما فى الحدود الآمنة، ولا تمثل نسبة كبيرة من الناتج المحلى الإجمالى. الاحترافية، والدقة من السمات التى اكتسبها من والده، ويسير على نهجها، يعتبر أن قيمة العملة المحلية أمام الدولار تراجعت بصورة كبيرة، ولكن لا تعد قيمة العملة الوطنية بكل هذا الضعف. سرعة اتخاذ القرار الصائب أهم ما يميزه، حتى فى حديث عن السياسة المالية تجده أكثر دقة يقول: إن «ملف السياسة المالية ينحصر فى الضرائب فقط، التى تعد (بعبع) للمستثمرين، وعلى الدولة سرعة تطبيق الفاتورة الإلكترونية، بما سوف تحققه، خاصة سوف تسهم فى جذب القطاع غير الرسمى، مع العمل على تحفيزه من خلال إعفاءات ضريبية ومساعدات وتيسيرات لأصحاب هذا القطاع والعاملين به». لماذا أصبح الاستثمار خاصة الأجنبى المباشر ليس على المأمول رغم كل الدعم المقدم من القيادة السياسية بالتوسع فى البنية التحتية ودعم الطرق والكبارى؟ - حالة من الصمت تسود مكتبه قبل أن يجيبنى قائلًا: إنه «لابد بالإسراع بخروج اللائحة التنفيذية، لقانون الاستثمار، على أن تكون بنودها واضحة وصريحة، تتفق مع المعايير الدولية، وبموافقة مجتمعية، التى لم تخرج للنور، بالإضافة إلى ضرورة عودة وزارة الاستثمار، مع نقل تجارب الدول الناجحة، فى استقطاب الاستثمارات الأجنبية، مع العمل على الترويج المستمر. رغم الخطوات الصغيرة ستصل حتمًا وفى الوقت المناسب، وهكذا يكون القطاع الخاص ظالمًا ومظلومًا، بحسب تحليله، يعتبر أن القطاع الخاص مظلوم بسبب عدم دعم الحكومة، حيث يتطلب من الحكومة مساندته من خلال التسهيلات فى المحفزات الضريبية، وأسعار الطاقة، وظالم من خلال هامش الربح الذى يحدده بصورة مرتفعة للغاية، ويتضرر منها المواطن. بعد سنوات من الجدل حول برنامج الطروحات بدأت الحكومة مؤخرًا فى طرح عدد من الشركات، وأثارت جدلًا بين المراقبين، لكن محدثى له رؤية خاصة، فى هذا الملف له سياسة اندفاعية تقوم على الصدمة، بحيث يتم طرح شركات قوية، مثل بنك القاهرة، وقتها سوف يقوم المستثمرون الأجانب والعرب بضخ أموال فى البورصة، نتيجة لقوة المنتج، وعمقه، فى ظل توافر السيولة بالسوق، مع تقييم مناسب، بالإضافة إلى العمل على مشاركة المواطنين بتحديد أسهم للمواطنين بحد أدنى 100 جنيه، وهو يتطلب توعية وتنمية الثقافة المالية. لا تطلب سرعة العمل بل تجويده لأن الناس لا يسألونك فى كم فرغت منه، بل ينظرون إلى إتقان وجودة صنعه، وهو ما يسير عليه الرجل من صباه، وحقق نجاحات فى كل شركة عمل بها، واصل نجاحاته المتتالية بوضع استراتيجية متكاملة خلال الفترة القادمة، تبنى على 4 محاور رئيسية، تتمثل فى التحول الرقمى المتكامل للشركة، وكذلك استهداف تنمية الثقافة المالية، لجميع الفئات العمرية للمواطن المصرى، بالإضافة إلى التوسع فى الأنشطة خاصة السندات، وأيضًا الربط مع البورصات العربية، تطوير البنية التحتية التكنولوجية، وفقًا للمستجدات العالمية. الناجحون هم حالمون يتخيلون كيف سيبدو مستقبلهم المثالى، فى كل جانب من جوانب حياتهم ويعملون كل يوم لتحقيق تلك الرؤية، وهو ما عمل عليه الرجل منذ مشوار رحلته، ليحقق يومًا بعد الآخر إضافة جديدة، لكن يظل شغله الشاغل تعزيز ريادة الشركة فى سوق الأوراق المالية... فهل يستطيع ذلك؟