دعا الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم العراقيين إلى بناء دولة قوية تحفظ للجميع الحريات السياسية والحقوق المتساوية والفرص المتكافئة والعدالة الاجتماعية دون تفرقة أو تمييز أو إقصاء. وقال العربي - في كلمته افتتاح الاحتفال ببغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013 اليوم السبت - إنه لا بديل لنا نحن العرب عن دور العراق الرائد الإقليمي. وأكد حرص الجامعة على مواصلة الجهود لدعم العراق ، ووضع إمكانياتها تحت تصرف الشعب العراقي لمساعدته في تخطي صعوبات المرحلة الحالية وتحقيق التوافق الوطني بين مختلف مكونات الشعب العراقي، معربا عن أمله في تعزيز مسيرة البناء والديمقراطية في العراق الجديد. وأشار إلى عراقة تاريخ العراق الذي كان مهد الحضارات الإنسانية ،حيث ازدهرت على أرض الرافدين الحضارات السومرية والبابلية والأشورية وغيرها. ونوه بتعدد الإبداعات الحضارية لبلاد الرافدين ، ومن أهمها إبداع الكتابة المسمارية ، وقانون حمورابي الذي يعد من أقدم القوانين الإنسانية. وأشار إلى أن بغداد التي كانت في زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد أهم مركز علمي في العالم على الإطلاق ، حيث كانت قبلة للأدباء والعلماء والفنانين. وقال إن التنوع هنا في العراق إذا أحسن توظفيه يغني الوحدة ، ودعا للعراقيين لعدم اليأس، والتجاوب مع المبادرات الرامية لاستعادة وحدتهم . وقال الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية في كلمته إنه بعد كل هذه المعاناة في الفترة الماضية، وماقدمه العراقيون من تضحيات ، فإنهم يستحقون جميعا أن يحتفلوا بما يجمعهم من قواسم مشتركة ومن تاريخ ثري في العيش المشترك والتفاعل الحضاري ليبنوا معا دولتهم القوية التي يتطلعون إليها والتي تحفظ للجميع الحريات السياسية والحقوق المتساوية والفرص المتكافئة والعدالة الاجتماعية دون تفرقة أو تمييز أو إقصاء . وذكر العربي أن أستاذه العراقي في الأممالمتحدة كان يمازحه دوما قائلا "إن بغداد حكمت القاهرة، ولكن القاهرة لم تحكم بغداد"، مشيرا إلى أن ذاكرة البشرية ستظل تذكر إسهام العراق في الحضارة الإنسانية ونوه بالجهود التي بذلتها الحكومة العراقية، لإصلاح وترميم المواقع الأثرية التي تعرضت للسلب والتدمير ، وخاصة المتحف الوطني العراقي ، الذي يعد من أهم وأغنى المتاحف العالمية. وقال إن الجامعة العربية عليها واجب توفير كل دعم مساعدة الحكومة العراقية من هذه المخاطر.ونبه إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس تعمل على طمس معالم المدينة ، وضم مواقع أثرية فلسطينية . وأشار إلى استراتيجية الثقافة العربية الشاملة ،التي تعد قاعدة لإنطلاقة حضارية تقوم على أساس الموروث الثقافي المشترك ، بتجلياته المشرقة التي تتضمن الانفتاح على حضارات الشعوب الأخرى ، ومفاهيم الحداثة والتيارات المعاصرة من قيم الديمقراطية والعولمة ، وحقوق الإنسان ، واحترام حرية الإبداع . وقال إننا نشهد الآن تحولات كبرى في العالم بأسره ، ويجب العمل على دخول الثقافة العربية مرحلة المعاصرة ، وبذل المساعي الحثيثة للتواصل مع الثقافات الأخرى ، بما في ذلك العمل تقديم الصورة المشرقة التي تجمع بين الأصالة والحداثة.