سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"محمود" دفع حياته ثمنا لدفاعه عن كرامته في قسم الوايلى التعذيب.. عرض مستمر فى أقسام الشرطة
ابن عمه: مات إكلينيكيا.. والأشعة أثبتت تهشم عظام الجمجمة وتهتك المخ
تكشف «بوابة الوفد» قضية تعذيب جديدة في عهد «مرسي» بطلها مواطن بسيط حاول أن يدافع عن «لقمة عيشه» بكرامة، فدفع حياته ثمن لذلك، ولقي مصرعه علي يد رجال الشرطة بقسم الوايلي، وآثار التعذيب علي جسده كأنها لوحة تجريدية ملطخة بخطوط طولية وعرضية بلون الدم، وكل خط يصرخ من ألم التعذيب، والجلاد كأنه أصم وأعمي بلا قلب ويستمر بالسلخ والتعذيب حتي تسقط ضحيته ارضا وسط بركة من الدماء التي تصرخ مطالبة بالحق. استيقظ الضحية محمود السيد عبدالمحسن «21 سنة» صباحا، ليتوجه إلي عمله بميدان العباسية كالعادة، حيث يعمل كمندوب شركة اتصالات علي سيارة من الشركة وبصحبته اثنان من المندوبين، وبدأ يومه طبيعياً بإمساك الميكروفون وعمل دعاية للشركة، ولم يكن يعلم ما يخبئه له القدر من مفاجآت حزينة. بعد حلقة من الهزل والضحك مع اصدقائه، فوجئ المجني عليه بقيام بعض الباعة الجائلين والبلطجية بالتشاجر معه وتهديد بالسلاح للاستيلاء علي سيارة الشركة، واطلقوا عليه خرطوشا وأصيب بقدمه، وهرب اصدقاؤه من السيارة خوفا من بطش البلطجية، ثم عاد المندوبان مع الضحية مرة أخري لميدان العباسية لاسترجاع سيارة الشركة التي في عهدتهم، وفي تلك اللحظة كانت قوة من قسم شرطة الوايلي قد وصلت إلي مكان الواقعة وبدلا من القاء القبض علي البلطجية. ألقت الشرطة القبض علي الضحية وصديقه، في حين هرب الثالث، وحاول الضحية شرح الموقف للشرطة إلا أنها تعدت عليه بالضرب والسب، فلم يستطع المجني عليه تحمل الاهانة وحاول الحفاظ علي كرامته ورد الاهانة لأمين الشرطة لعدم تحمله توجيه السب له بالأم والأب، فثار غضب القوي ضده وأخذوه للقسم رغم اصابته بطلق خرطوش في رجله. وعلم أقارب المجني عليه من اصدقائه انه ألقي القبض عليه وتم ترحيله إلي قسم الوايلي، فتوجه له ابناء خاله وعمه للاطمئنان علي «محمود»، وبصعود عمه حمدي عبدالمحسن الدور الثالث بالقسم فوجئ بمشهد دموي كأنه في فيلم أكشن، جدران الحجرة ملطخة بالدم، والمجني عليه مسحول من ذراعيه من قبل اثنين يرتديان زيا ملكيا والثالث يقوم بضربه علي رأسه، وتحته بركة من الدماء، ولم تصدق عيناه ما تشاهدانه واعتقد أنه في سينما يشاهد فيلم رعب، وأفاق من هول الصدمة، حاملا ابن شقيقه علي ذراعيه مسرعا لأقرب مستشفي في محاولة لإنقاذه، إلا أن أمناء الشرطة تشاجروا مع أقارب المجني عليه لكي لا يخرجوا به من القسم، وقال أحدهم «لن يخرج إلا وهو ميت»، فتكاثر عددهم للضغط عليهم بضرورة نقله إلي المستشفي. وقال «شريف » ابن عم المجني عليه ل«بوابة الوفد»: حملنا «محمود» وذهبنا به إلي مستشفي الزهراء ودخلنا به إلي الرعاية المركزة وبعد كشف الأطباء والأشعة المقطعية علي المخ قالوا لنا: إنه ميت اكلينيكيا بسبب تهشم في عظام الجمجمة وتهتك في المخ، مما أدي إلي نزيف حاد بالمخ واستمر حجزه في المستشفي داخل الرعاية ثلاثة أيام وكانت هناك دوريات من الشرطة تتجول حول المستشفي لتتابع اخبارنا واخبار المجني عليه لخوفهم مما فعلوه به، إلا أن المجني عليه توفي في اليوم الثالث. وتبين من تقرير الطب الشرعي أن المجني عليه توفي اثر اصابات جسيمة بالجمجمة والجسم ومن تقريره المبدئي، قال إنه ضرب بآلة حادة، مما أدي إلي وفاة محمود السيد عبدالمحسن، فتم اخطار النيابة بالواقعة لاتخاذ الاجراءات القانونية ضد المتهمين، حيث اتهم عم الضحية 3 ضباط وأمين شرطة بقتل «محمود» بالتعذيب. لم تنته القصة إلي هنا، ليبدأ فصل جديد أبطاله المتهمون الذين يحاولون لصاق التهم بالمجني عليه. وقال ياسر سيد أحمد المحامي إن أهل المتوفي فوجئوا بأن ابنهم المجني عليه «القتيل» تتهمه الشرطة بالمحضر رقم 1775 لسنة 2013 الوايلي بحيازة سلاح ناري «خرطوش» مع اخر وتحاول تشويه سمعته وإلصاق لقب «بلطجي» به لإخفاء وتبرير جريمتهم.