تحل اليوم الذكرى ال38 لصدور العدد الأول من جريدة الوفد، الخميس 22 مارس 1984، بدأت صحيفة الوفد عملاقة للوهلة الأولى تحت زعامة الزعيم خالد الذكر فؤاد باشا سراج الدين، ورئاسة تحرير العملاق الراحل الأستاذ مصطفى شردى، ومعه العمالقة الراحلون الصحفى الكبير جمال بدوى مدير التحرير والصحفى الكبير عباس الطرابيلى مساعد رئيس التحرير، والصحفى الكبير سعيد عبدالخالق رئيساً لقسم الأخبار. يذكر أن الكاتب الصحفى الكبير الراحل مصطفى أمين، هو من رشح مصطفى شردى لرئاسة التحرير واقتنع فؤاد باشا بوجهة نظره، وكانت بحق وجهة نظر ثاقبة، ولا ننسى أن الكاتب الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس كان يكتب فى الصفحة الأخيرة مقالا بعنوان «على مقهى فى الشارع السياسى». استطاعت صحيفة الوفد منذ بدايتها أن تكون بحق صوتا لملايين المصريين، حيث اعتمدت على الجرأة الشديدة فى تناول ما يحدث فى المجتمع المصرى، وحركت المياه الراكدة فى عالم الصحافة، ورفعت سقف حرية الصحافة لأقصى مدى، لتصنع حالة خاصة فى عالم الصحافة بشكل عام. تصدت بقوة لكافة مظاهر الفساد فى عصر الرئيس الراحل حسنى مبارك، وتصدت لفساد رجال السلطة، وكشفت العديد من مظاهر الفساد دون هوادة، لتكون بحق جريدة كل المصريين، ولا يخفى على الجميع أن «الوفد» كانت الأكثر توزيعاً بين كافة الصحف المصرية القومية والحزبية. يذكر أن بداية الصحيفة كانت فى شقة فى المهندسين، ثم انتقلت لمقر آخر فى المنيرة، وأخيراً المقر الضخم الكائن فى منطقة الدقى، وصل التوزيع لما يقرب من مليون نسخة، كانت وما زالت صوت المصريين القوى المعبر. وعبرت الصحيفة وما زالت عن الرأى والرأى الآخر، وتحمل الصحفيون الشرفاء الاضطهاد من بعض الجهات الحكومية بسبب الكشف المستمر عن مظاهر الفساد فى الثمانينيات والتسعينيات وحتى قيام ثورتى 25 يناير و30 يونيو. وما زالت «الوفد» تمضى فى طريقها رغم الصعاب المادية لتجسد بحق دور المعارضة الوطنية الشريفة، وهى حالياً خير داعم للدولة متمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى. «الوفد» لم تكن فقط جريدة حزبية، بل جريدة شاملة، حيث كانت صفحتا الفن والرياضة ذات طبيعة خاصة، وتتصديان للقضايا الفنية والرياضية بكل جرأة، كانت بحق «قماشة تانية» فى عالم الصحافة، وكانت مفرخة للنجوم فى كافة المجالات الصحفية. فى هذه الذكرى نتوجه بالتحية والإعزاز لأساتذتنا الراحلين مصطفى شردى وجمال بدوى وعباس الطرابيلى وسعيد عبدالخالق، وغيرهم من الزملاء الأعزاء ذكراهم فى قلوبنا وما زلنا نسير على خطاهم. جريدة الوفد ستبقى بفضل المبادئ التى تسير عليها، وما زالت وستظل موضع إعجاب الملايين لأنها كانت وما زالت صوتا لكل المصريين.