عاد الهدوء صباح اليوم "السبت" إلى منطقة المقطم بعد أن شهدت اشتباكات دامية على مدار الساعات الماضية منذ الثالثة من عصر الجمعة إلى الثانية عشرة من ليلة السبت والتى أتبعها سيطرة قوات الأمن وفرض سيطرتها بشكل كامل على جميع مداخل ومخارج المنطقة. وغادر المتظاهرون المناهضون للإخوان والرئيس هضبة المقطم فيما تبقى شباب الإخوان الذين يحتشدون فى محيط المقر العام للجماعة بشارع 10 بالإضافة إلى انتشار قوات الأمن فى محيط المقر ونشر قواتها على جميع المداخل والمخارج المؤدية له. كما عادت حركة المواصلات فى شارع 9 والذى يعد الشارع الرئيسى بالمنطقة وهو حلقة الربط بين منطقة المقطم والسيدة عائشة بالإضافة إلى قيام الأهالى بالخروج لأعمالهم ومزاولة حياتهم الطبيعية. من جانبه، أكد د. أحمد عارف، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، أن أحداث العنف التى دارت خلال الساعات الماضية أمام مقرات جماعة الإخوان المسلمين، تسقط كافة الأحاديث حول استخدام جماعة الإخوان للميليشيات. وقال "عارف" -فى بيان له صباح اليوم السبت-: "سقطت كل المزاعم والافتراءات التى تحدثت عن "ميليشيات الإخوان" زورًا، مضيفاً: "البلطجية بالأسلحة والمولوتوف والخرطوش يعتدون على الإخوان بكل الجرائم على مدار 12ساعة، ومنها الحصار الذى شاهده العالم (عبر الجزيرة مباشر مصر) للإخوان المحتجزين فى أحد المنازل، ولو صحت مزاعمهم وكذبهم لاختلف المشهد". فى السياق ذاته، أدان نادر بكار, مساعد رئيس حزب النور السلفى الأحداث التى شهدتها منطقة المقطم أمس، متسائلا: "هل وصلت الوحشية بالبعض حد إضرام النيران فى رجل لمجرد انتمائه للإخوان المسلمين؟ كيف تنتزع الإنسانية من القلوب ليصل الإجرام إلى هذا الحد؟". وأكد بكار أن مشاهد السحل وإضرام النيران فى الناس أحياء والاعتداء على الآمنين فى منشآتهم التى فجعتنا اليوم هى جرائم مكتملة الأركان. من جانبه، استنكرت حركة شباب 6 إبريل التى أسسها أحمد ماهر، العنف الذي استخدمه بعض المعارضين لجماعة الإخوان المسلمين أمس فى جمعة رد الكرامة، من طوب ومولوتوف وحرق مقار الجماعة، مؤكدة أن تلك الطرق لا تمثل الثورة، محذرة من أن إتيان الحق بالذراع، سيحول البلاد إلى "غابة"، على حد قولها. وقالت الحركة فى بيان لها: "الثورة مش طوب ولا مولوتوف ولا حرق مقرات، ومطالبتنا بالحق مش إننا ناخده بدراعنا وإلا تبقى غابة ( لو كنت إخوان هيعجبك الكلام دا أوى وهتقول علينا أحسن ناس ولو مش إخوان هتقول علينا عملة وخونة وقبضنا من الإخوان أو إخوان متنكرين)". كما أدانت الحركة أسلوب جماعة الإخوان المسلمين في التعامل مع المعارضين، وتكفير كل من يخالفهم الرأى، لافتة إلى كون الجماعة هى التى بدأت باستخدام العنف مع معارضيها، مضيفة: "للإخوان ..أنتم اللى ابتديتوا بالعنف والبلطجة ونزلتوا تموتوا الناس عند الاتحادية، ورئيسكم وفشلكم ومدى جهلكم وعجزكم هو السبب فى كل اللى بيحصل ( لو إنت إخوان هتشتمنا وتقول علينا برده خونة وعملة وبنخرب البلد وأعداء للدين ولو إنت مش إخوان هتسقف لنا وتقول علينا أحسن ناس)". وشددت الحركة على أنها لن تجامل أو تنافق أى فصيل من الفصائل السياسية، وستقف على الحياد، وستقول الحقيقة التي تراها، مهما كلفها الأمر، واختتمت بيانها "نقطة مهمة..الحياة مش أبيض وأسود ومن ليس معى فهو ضدى، مش معنى إنك تقول إن الطرفين غلط فى موقف معين إنك على الحياد، إحنا مش على الحياد لأننا مصريون ولينا مصلحة فى البلد دى وعاوزينها تبقى أحسن بلد".